السائل : في حديث في " فقه السنة " قرأناه من كم يوم ؛ بمعنى الحديث أنُّو تأخَّر الرسول - صلى الله عليه وسلم - ... فابتدأ يتكلم ؛ يعني أُقيمَتِ الصلاة وشُغل بالكلام حتى أنُّو بعض الصحابة نعس ، وكأني لا أذكر ناموا أو في منهم نام ، وبعدين إجا وكَمَّل الصلاة يعني أو صلى ؛ يعني في فترة صارت بين إقامة الصلاة وبين فعل الصلاة بحيث أنُّو في بعض ناس نعسوا ... .

الشيخ : إي نعم .

السائل : هذا الحديث مرَّ عليك ؟

الشيخ : إي لَكان ، حديث صحيح هذا .

السائل : صحيح .

الشيخ : إي نعم .

السائل : ... نعسوا .

الشيخ : مو مشكلة النعاس المشكلة النوم ؛ لأن النعاس ما ينقض الوضوء ، المشكلة النوم .

السائل : ... ما في تفصيل أنُّو ... .

الشيخ : عم أقول لك ! لو النعاس فقط ما فيه إشكال ، النعاس لا ينقض الوضوء ، الذي ينقضه هو النوم ، وفعلًا يوجد في أحاديث صحيحة أنُّو ليس فقط كانوا ينامون بل كانوا يضجعون ... حتَّى يُسمع صوت أحدهم ثم يقومون إلى الصلاة ... لأنكم تعلمون أنَّ الأحكام الشرعية ما جاءت طفرة واحدة ، إنما جاءت بتدرُّج ، فكانوا ينامون وحتَّى يُثقلون في النوم ويقومون إلى الصلاة ؛ هذا كان ، لكن استقرَّ الحكم فيما بعد على قوله - عليه الصلاة والسلام - : العينان وكاء السَّه ، فإذا نامت العينان انطلق الوكاء ؛ ولذلك قال : من نام فليتوضَّأ ، فالنوم هو الذي استقرَّ أنه ناقض للوضوء وليس هو النعاس ، لكن النوم لم يكُنْ في أول الإسلام ناقضًا للوضوء إلا فيما بعد ، ولهذا إذا وجدتم مثل هذه الحادثة فاحملوها على الأمر الأول .
لكن هنا مسألة فيها دقَّة ؛ وهي : شو الضابطة بين النوم وبين النعاس ؛ لأنُّو هذه القضية أكثر الناس لا يعرفونها مع أنها مهمَّة جدًّا ، بين واحد نعس وبين واحد نام ، هذا الذي نام عليه أن يجدِّد الوضوء ، وذاك الذي نَعُسَ ليس عليه أن يجدِّد الوضوء ؟ أحسن ما قيل في هذا المجال هو أنَّ النعاس هو ألَّا يغيب الناعس عن سمعه للأصوات التي حوله ، لكن يغيب عنه الوعي والفهم ، هو ينتبه ويسمع أنُّو في صوت لكن هو مش يقظان حتَّى يفهم ذلك الكلام ، فإذا غاب الصوت عنه فقد نام ، هذا الذي عليه الوضوء ، هذه هي الضابطة والفرق بين النعاس وبين النوم .