تم نسخ النصتم نسخ العنوان
نرجو البسط والبيان حول حديث : ( لا اعتكاف إلا... - الالبانيالسائل : طيب شيخنا ، سؤال ثلاثة : نرجو البسط والبيان حول حديث : "لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة" ؟الشيخ : لا بسط ولا توسعة أكثر ممَّا جاء في رسالة " ق...
العالم
طريقة البحث
نرجو البسط والبيان حول حديث : ( لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة ) ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : طيب شيخنا ، سؤال ثلاثة : نرجو البسط والبيان حول حديث : "لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة" ؟

الشيخ : لا بسط ولا توسعة أكثر ممَّا جاء في رسالة " قيام الليل " ، لكني أقول كلمة موجزة أن هذا الحديث هو كقوله - عليه السلام - : "لا تُشَدُّ الرحال إلا لثلاثة مساجد" ، وذكر نفس المساجد التي قال فيها : "لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة" ؛ بمعنى أن الله - عز وجل - فضَّلَ هذه المساجد على مساجد الدنيا كلها ، وخصَّها ببعض الأحكام الشرعية دونها ؛ من ذلك أنه لا يجوز للمسلم أن يقصد السفر إلى شيء من هذه المساجد إلا هذه المساجد الثلاثة ، كذلك خصَّ هذه المساجد الثلاثة بشرعية الاعتكاف فيها بخلاف المساجد الأخرى فلا يشرع الاعتكاف فيها .

السائل : شيخنا ، كنت مرَّة أذكر سمعتك بسطت القول في هذا ، قلت أنُّو المساجد مقسومة إلى : مسجد البيت ، ومسجد الحي ، ومسجد الجامع ، والمسجد العام ، والمساجد الثلاثة ، فقلت أن هذه على خلاف بين المذاهب ، ففي أحد من الأئمة قال بعدم الاعتكاف إلا فيها المساجد الثلاث ؟ ولَّا بس مأخوذ من الحديث ؟ لأنُّو كثير من الشباب يقولوا : ما قال أحد من الفقهاء في هذا ؛ شو ردَّك عليهم ؟

الشيخ : ... يخالفون الحديث وهم كثيرون جدًّا يحتجُّون بقوله - تعالى - : { وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ } ، فيقولون بأن الله - عز وجل - أطلق المساجد هنا وما خصَّها بالمساجد الثلاثة ، فنحن نقول أنُّو هذا الإشكال لا يورده من كان فقيهًا بالكتاب والسنة ؛ لأننا نقول : { وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ } إما أن تكون هنا من الناحية العربية " أل " للاستغراق والشمول ؛ ومعنى ذلك أن معنى المساجد كل المساجد ، وإما أن تكون " أل " هنا للعهد وليس للاستغراق والشمول ؛ وعلى هذا المعنى الثاني للعهد - أي : المعروف شرعًا - يأتي بقى هنا الحديث فيبيِّن لك المساجد تعني المساجد المعترف بالاعتكاف فيها شرعًا بمثل هذا الحديث . إذا رجعنا للمعنى الأول أو الافتراض المعنى الأول ؛ وهو أنُّو المساجد " أل " للاستغراق والشمول ، هنا أُورد التفصيل الذي أنتَ أشرتَ إليه ، فالإنسان له مسجد في البيت يصلي فيه ؛ فهل هو داخل في الآية ؟ طبعًا هذا لا يقول به جماهير القائلين بأن الآية تشمل غير المساجد الثلاثة ؛ فماذا يجيبون عن مسجد البيت ؟ ما في عندهم جواب سوى التحكُّم ؛ لأنُّو يناقضوا أنفسهم حين ذاك ، إذا فسَّروا المساجد بمعنى الاستغراق والشمول دخل مسجد البيت ، وهنّ ما يدخلوه ؛ فحينئذٍ وقعوا إيش ؟ في التناقض ، آ ، في ناس منهم قالوا : لازم يكون مسجد جامع ؛ يعني ما يكون مسجد حي كذاك المسجد الذي سأل السَّائل آنفًا أنُّو لا تُصلى فيه الجمعة ، فكثيرين منهم يقولون : هذا المسجد لا يُعتكف فيه ؛ ليش ؟ لأنُّو إذا اعتكف فيه لازم إما أن يفوِّتَ على نفسه صلاة الجمعة أو أنُّو يخرج من الاعتكاف لصلاة الجمعة ؛ هذه وجهة نظرهم إلى آخره .
فبعد هذا التفصيل نقول نحن : القرآن والسنة توءَمان ؛ فلا يجوز فهمُ القرآن مفصولًا عن السنة كما نقول في حديث معاذ بن جبل : "بم تحكم ؟ قال : بكتاب الله . قال : فإن لم تجد ؟ قال : في سنة رسول الله . قال : فإن لم تجد ؟ قال : أجتهد رأيي ولا آلو" إلى آخر الحديث ، أقول : هذا حديث باطل ؛ لأنه يفرِّق بين الكتاب والسنة من حيث أنُّو ينظر قبل كل شيء في القرآن ، ثم ينظر في السنة ؛ بينما يجب أن ينظر إليهما معًا ؛ حتى ما يقع في أخطاء يقع فيها كثير ممَّن ينتمون إلى جماعة القرآنيين أو يعني يخطئون خطأهم ، فنحن - مثلًا - إذا نظرنا إلى مثل قوله - تعالى - : { حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ } لَفهمنا بأنُّو السَّمك الميت حرام ، لكن هذا لا نقول به ، ولا يقول به جماهير المسلمين ؛ ليش ؟ لأنُّو جاءت أحاديث في السنة تبيِّن ؛ إذًا الميتة هنا تفسَّر على ضوء الأحاديث ، كذلك الإيش ؟ الدم ، تفسر - أيضًا - على ضوء حديث الكبد والطحال ، هكذا نقول : { وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ } لا يجوز أن نستقلَّ في فهم هذه الآية دون إيش ؟ ضمِّ الآية للحديث ، وضم الحديث إلى الآية ؛ حين ذاك نخرج بنتيجة مقطوع بها المساجد هي المساجد الثلاثة .

السائل : جزاكم الله خير .

الشيخ : وإياك .

السائل : وبارك الله فيكم .

Webiste