تم نسخ النصتم نسخ العنوان
مواصلة الشيخ كلامه على مرضه مع كلامه على قصَّت... - الالبانيالشيخ : نعود إلى ما كنت فيه .فلذلك لما الطبيب المختص بالعيون نصحني بأن أدعَ العمل في تصليح الساعات والقراءة والمطالعة لمدَّة ستة أشهر صمَّمْت أن أتجاوب ...
العالم
طريقة البحث
مواصلة الشيخ كلامه على مرضه مع كلامه على قصَّته مع الورقة الضائعة في المكتبة الظاهرية .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : نعود إلى ما كنت فيه .
فلذلك لما الطبيب المختص بالعيون نصحني بأن أدعَ العمل في تصليح الساعات والقراءة والمطالعة لمدَّة ستة أشهر صمَّمْت أن أتجاوب معه ، لكن طبيعة عملي لا يسمح لي بأن أُغلق الدكان ؛ لأنُّو بيكون فيه ناس لهم ساعات ولهم مواعيد بيأخذوها ، فلا بد من فتح الدكان إما أُسلِّم الساعات المنتهية أو أُكمِّل الساعات التي أعطيت وعد بتصليحها ، ثم لا أستقبل ساعات من جديد ؛ ولذلك أنا فتحت الدكان وجلست أنتظر الزبون من هؤلاء الزبائن وبس ، مضى أسبوع ، أسبوعين وبيقولوا عندنا في الشام " بدأ الفار يتحرك فيَّ " ، هَيْ تعبير سوري يعني ، يعني بدأ الملل يتسرَّب إلي ، شو بقعد بين جدران أربع أسند الحيطان كما يقولون ؛ لا قراءة لا مطالعة ولا شغل ولا عمل ولا شي ، وكما يُقال الحاجة أم الاختراع ، بدأ العقل يشتغل بقى يجول ، فتذكَّرت أنُّو في المكتبة الظاهرية رسالة للحافظ بن أبي الدنيا اسمه " ذم الملاهي " ، وكنت أتمنَّى لو يُتاح لي نسخها ، ثم تحقيقها والتعليق عليها ونشرها ، لمَّا رأيت التفات الناس واهتمامهم بالملاهي وآلالات الطرب وعدم مبالاتهم بحرمتها ، فتذكَّرت هذه الرسالة ، فقلت في نفسي : ما دام أنت الآن في دورة استراحة فكلِّف الخطاط فلان اللي هو كان يجلس أحيانًا في المكتبة الظاهرية خليه ينسخ لك الرسالة المخطوطة ، وأنت بيكون مضى زمن استرحت فيه تبدأ شوية شوية " بتقالش " في البحث والتحقيق .
وفعلًا لما قرَّرت هذا وذهبت إلى المكتبة الظاهرية واستخرجت الرسالة المخطوطة ، هي في مجموع ، في المكتبة الظاهرية قسم يسمَّى بالمجاميع ، الكتب كالمطبوعات تُرتَّب على العلوم الحديث ، التفسير ، الفقه ، التاريخ ، السيرة إلى آخره ، وهكذا - أيضًا - المخطوطات مقسومة لهذه الأقسام ، لكن يشذُّ عن هذا التقسيم قسم يسمُّوه المجاميع ، وهي عبارة عن مجلَّدات جمعت من الرسائل مختلفة المواضيع والورق والقياس والخط ، مجموع ؛ فتلاقي رسالة - مثلًا - قد الكف ، تلاقي بجانبها رسالة أكبر ، شيء ورقه أصفر ، شيء ورقه أخضر ، شيء أحمر إلى آخره ، كشكول يعني اسمه مجموع ، ويوجد في المكتبة الظاهرية أكثر من مئة وخمسون مجموع فقط . هذه بعنوان المجاميع ، فطالعت الرسالة من مجموع من المجاميع ، وأعطيتها الخطاط ، وقلت له : من هون لهون بتنسخ لي الرسالة هذه ، ما هي كبيرة عبارة عن كرَّاس يعني عشرين ورقة ، وتركت الرسالة عنده يبدأ بالنسخ ... ، بعد أيام من بدئه بالعمل بيجي لعندي ويقول لي أن الرسالة بدا فيها نقص ، كان وصل للوسط ، ففي الوسط في نقص ، رحت على المكتبة الظاهرية درست الرسالة ، فعلًا فيها نقص ، قلت له : إذًا تابع النسخ نشوف شو الله - عز وجل - بيخلق ، خلصت الرسالة ، كان مضى طبعًا بين الشهرين ثلاثة ما عاد أذكر بالضبط ، بدأت أنا بقى أرجع لإيش ؟ لعادتي ، وما استطعت نفِّذ المسافة كلها اللي وضع لي إياها الطبيب ، ستة أشهر يعني !! صرت أفكِّر بهالورقة الضائعة وين صفيانة ؟ يمكن هيك بحدِّث نفسي بنفسي باعتبار أنُّو الرسائل كانت رسائل ، إجوا بعض الناس قديمًا جمعوها ليحفظوها ، فجمعوها في مجلد ، أو في مجلدات ، ويمكن المجلِّد رجل متسبِّب صاحب مهنة صنعة ما هو عالم ، ولا عنده هالاهتمام بالحفظ هالكنز هذا الثمين ، فيمكن في أثناء التجليد سقطت ورقة ما بالى فيها ما رفعها ، أو رفعها حطها في إيش ؟ في مجموع ثاني ؛ فإذًا شو العمل ؟
لا بد ما تدرس هالمئة وخمسين مجلد تقلبهم الرسائل تشوف فيها ، يمكن تلاقي الورقة المفقودة في مجموع آخر ، وهكذا انفتح أمامي تفتيش ما كان في خاطري إطلاقًا ، والقصة طويلة ما لنا فيها ، خلصت من مئة وخمسين مجلد وزيادة وما حصَّلت الورقة المفقودة ، لعله بقى موجود في قسم الحديث ، لعله ، لعله . المهم أتيت على المخطوطات الموجودة في المكتبة الظاهرية وهي أكثر من عشرة آلاف مخطوطة ، وربنا - عز وجل - يسَّر لي طريق ؛ لأنُّو النظام المتَّبع في المكاتب كلها بتقدم استمارة بيسموها ؛ يعني ورقة بتملِّي الفراغات تبعها ، وتحط اسمك تاريخ الطلب وتبعثه للمدير المسؤول أو المراقب هداك بدوره بيعطيه للموظف اللي بيجيب الكتب ؛ بتأخذ وقت يعني ، ربنا - عز وجل - أنا مهَّد لي سبيل صرت أدخل المكتبة كلها أحط السلم وآخذ الكتاب وأدرس وأنا على السلم ؛ لأنُّو شو الدراسة ؟ قلب صفحات يعني ، وبهذه الطريقة مرِّيت على كل الكتب ، لكن هون بقى تفتَّح معي قضية ثانية ، صرت أكتب أسماء الكتب اللي تمرُّ ، في أثناء هالتفتيش هذا خلصت من هالعشرة آلاف وما وجدت الضَّالَّة المنشودة .
في عندهم بيسموه " الدست " ؛ يعني خزائن مُلقى فيها أنواع من الأوراق من الكتب المخطوطة ضائعة ، وحاطينها كتراث يعني بيحفظوا عليه ، قلت للموظف : أرجوك أنك تدلني وين هذه الأوراق ؟ فصرت بقى أنا أقلِّب بهالأوراق - هون الشاهد - فوجدت هناك رسائل بكاملها " ملحوشة " هناك ومش مذكورة في الفهرس تبع المكتبة ، وأعظم شيء وجدته في هالكرَّاس هذا في عندنا في المكتبة الظاهرية نسختين من كتاب " مسند الشهاب " للقضاعي ، وكلتا النسختين ناقصة ، واحدة خط عادي وأخرى خط مغربي جميل جدًّا جدًّا ومخدوم من علماء الحديث ، وفيه هوامش مكتوب بخطِّ أحد الحفاظ ضعيف موضوع وهكذا أشياء ، النسخة المغربية موجودة في المكتبة الظاهرية ناقصة الكرَّاس الأول ، ولأنَّ الكراس الأول ناقص مش معروف هالكتاب شو هو ، بينما النسخة الثانية اللي هي بخطِّ مشرقي معروفة لأنُّو كاملة في أولها ناقصة في وسطها ، وإذا أنا بأجد الكراسة المتمِّم للنسخة المغربية الموجودة عندهم ومش معروفة ، بيقول لك : جزء ناقص الأول في الحديث ؛ لأنُّو أسانيد وأحاديث ، أما شو هو الكتاب ؟ ما بيعرفوا ، وإذا أنا أجد الكرَّاس المتمِّم للكتاب بتمامه كامله ، فإجيت لعند المدير المسؤول عن المخطوطات قلت له : تفضل ؛ هَيْ الكتاب اللي عندكم ، وهذا اسم ... جزء في الحديث ، وهَيْ كمالته " مسند الشهاب " بخطّ جميل جدًّا مغربي ، فأنا للتاريخ وبيان الواقع كتبت استخرجه من الدِّست محمد ناصر الدين الألباني ، إجا بقى دور صاحبنا حمدي هذا السلفي عبد المجيد فالله وفَّقه وأخذ صور منها ، وقال لك كما سمعت : صاحبنا هذا شعيب من الحقد والحسد طمس الاسم هذا !! هذا جهد لو كُلِّف موظَّفون وأُعطُوا معاشات رتيبة ما بيقوموا بهذا العمل إطلاقًا ، لكن إنسان ربنا - عز وجل - يسَّر له هذا العمل وفطره على نشاط ورغبة ملحَّة أوجد أشياء كانت مفقودة في المكتبة الظاهرية مش موجودة في الفهارس ، ولا حمدًا ولا شكورًا ، لا نريد منكم جزاءًا ولا شكورًا ، والحمد لله .
بيجي هذا الإنسان بيغار فبيمحي هذا الاسم ، شو بيجي يا ترى من هذا الشيء سوى الحقد الدفين هذا مع الأسف ؟!!
أبو ليلى : اللي يطمس على الحق الله يطمس عليه .

الشيخ : نعم ؟
أبو ليلى : اللي يطمس على الحق الله يطمس عليه .

الشيخ : ... .

السائل : الشباب السلفي ... مش من السنة بعد الصلاة كل ما يسلم البعض تقبَّل الله تقبَّل الله ، فمن الأولى أنُّو الإنسان لمَّا بيوصل على التاني يلقي عليه السلام ؛ ... عرفنا أنُّو كل واحد ينقال له : السلام عليكم ... يعني شو اللي بدو يحكيه - مثلًا - لما يجي على مجموعة ناس يخلصوا من الصلاة فما بدناش نقول : تقبَّل الله ... نلقي السلام على الجميع ونسلم عليهم بس ... .

الشيخ : إي .

السائل : ... جزاك الله خير .

Webiste