السائل : في الواقع العلماء قسَّموا المجتهدين إلى ثلاثة أقسام : " في مجتهد وقت ، في مجتهد مذهب ، في مجتهد مسألة " ، الاجتهاد له شروط ، يعني أنا مجرَّد علمي بحديث لا أجرؤ أني أنا آخذ منه الحكم أو ... بآية ؛ لأنُّو إذا ما درست علم الأصول ومعرفة الناسخ والمنسوخ والعام والخاص والمطلق والمقيَّد أنا ما أقدر أجتهد .
خليني أخلِّص كلامي .

الشيخ : طيب .

السائل : فالعلة لما يختلفوا كل واحد يجيب آية ... في الآية ، لكن فهمي للآية يختلف عن فهم الآية للأستاذ .

الشيخ : معروف .

السائل : وخلافه كل واحد يجيب حديث ، أنا لما يجي أبو يوسف نفسه يتناقش مع أبي حنيفة في مسائل خلافية كل واحد عنده أحاديث وعنده آيات ، ولكن أنا لما أقول - مثلًا - أنُّو هذه الآية - مثلًا - يمرُّوا عليها : إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ ، أنا كإنسان سطحي أقول : فَاكْتُبُوهُ الأمر للوجوب ، أما بيجوا العلماء يقول لك : لا ، الأمر مش للوجوب في صارف ، هذه الناحية مش كل واحد يقدر يفهمها ، يعني هَيْ مَلَكَة الاستنباط مش كل واحد يستطيع .

الشيخ : هذا الكلام ما في خلاف فيه .

السائل : خليني أقول لك ، فاللي حاصل بمقال في السعودية أنا ... في السعودية ، فتجد واحد والله لا يحسن الوضوء ، أنا أتذكَّر مرة كنت دخلت صف في الجامعة الإسلامية و ... مختلفين أنُّو هذا بدو اجتهاد مطلق يرجع للكتاب والسنة ، وواحد بدو يرجع للأئمة فـ " حامد " اللي وراء سألته سؤال ، قال : لازم الكتاب والسنة ، بلاش نرجع للأئمة ، وهذا الكتاب موجود والسنة جُمِعَت وما جُمِعَت . قلت له : أوَّلًا : أنت لما بدك تجتهد بالسنة يتعامل بالسنة ، بالله عليك أنت وين قرأت أيَّ كتاب من كتب السنة ؟ هل قرأت الكتب الستة حتى أقول لك : تصير أنت مجتهد ؟ بلاش الكتب ، قال : ما قرأت ، أنا قرأت في المسألة ؛ ما يتعلق في المسألة بذاتها ، قلت له أنا أعطيك حديث بدون تشبيه : إذا قرأته وما أخطأت فأنا مستعد أول واحد أتَّبعك . قال : يا أستاذي . قلت له : أنت بدك تدَّعي الاجتهاد ، الواقع هذه المصيبة !! أنت إذا بدك تشوف عالم مجتهد أنا أعتقد الأمة كلها ما يطلع منها واحد أو اثنين ، أنا اللي حاصل الآن لما نفتح الباب أنا في السعودية تطلع منها مليون : أنا مجتهد ، شو سببها ؟ نراجع للكتاب والسنة !! لأن الأربع أئمة نقدوا !! بأسأل : من أين أخذوا ؟ أخذوا من الكتاب والسنة ، وكل واحد دليل ، أسألك أمس : من أين أخذ الأئمة الأربعة ؟

الشيخ : ما تعرف هذا الجواب ؟

السائل : نعم ؟ أنا أعرف الجواب ؛ أخذوا من الكتاب والسنة .

الشيخ : ... يا أستاذ .

السائل : ... فأنا لما أتَّبع إمام من الأئمة اتَّبعت الكتاب والسنة .

الشيخ : بدنا نتكلم في شيء جوهري - بارك الله فيك - .

السائل : قل .

الشيخ : يمكن يكون في خلاف ، يمكن ... سمعتم التفاوت ونتفق ، الاتفاق خير من الاختلاف .

السائل : ... .

الشيخ : اسمح لي ، أنا على قاعدة ... قلت لي : كمِّل كلامك ، أنت كمَّلت كلامك .

السائل : أنا لسا ما كمَّلت كلامي .

الشيخ : ما كمَّلت كلامك .

السائل : أنا ما كمَّلت كلامي .

الشيخ : خير .

السائل : فأنا أقول أنُّو أنا لما بدي ... مسألة .

الشيخ : ما أنت سألتني !!

السائل : ما كمَّلت كلامي ، تقول لي : ما كمَّلت ؟ أقول لك : أنا ما كمَّلت .

الشيخ : ... أسأل ، بس عم ألفت نظرك سألتني أنُّو الأئمة .

السائل : ... بعدين .

الشيخ : يا أستاذي ، سألتني : الأئمة من أين أخذوا ؟ ولَّا أنا سألتك ؟

السائل : أنا سألت وجاوبت بس كلامك غلط .

الشيخ : سبحان الله ! تسألني وتجاوب ؛ يصير ؟

السائل : ... .

الشيخ : أنا عم أسألك الآن ؛ تسألني وتجاوب بنفسك ؟

السائل : هذا شيء السؤال بديهي ؛ يعني أنُّو ... .

الشيخ : ... بدهيات ، أنا من أجل هذا أقول : البدهيات لسنا بحاجة الآن نضيِّع وقتنا في البدهيات ، يعني هذه " اللمبة " أو ما أدري هالزجاجة منوَّرة ولَّا لا ؟ هَيْ بدهية واضحة ، فالأئمة من أين أخذوا ؟ من التوراة والإنجيل أخذوا ؟!! لح تتصوَّر واحد ح يجيبك ؟

السائل : لا لا .

الشيخ : ... أقول ، كذلك الاجتهاد مطلق ومقيد ومجزَّأ هذا كله مسلَّم فيه ، وأنا ألمحت إلى هذا بسرعة في أول كلامي لجوابي للأستاذ هنا ، فالآن أنت بحثك هذا ما هو مشكلتنا الآن ، لأنُّو قلنا نحن كما لا يجوز المجتهد أنُّو يقلد ... .