تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ما هو التَّأويل ؟ وما هو الجائز منه وما هو غير... - الالبانيسائل آخر : ... وما هو الجائز منه وما هو غير الجائز منه ؛ سواء كان في القرآن أو بالسنة ؟الشيخ : لا يوجد في اعتقادنا - نحن معشر السلفيين - لا يوجد آية تتع...
العالم
طريقة البحث
ما هو التَّأويل ؟ وما هو الجائز منه وما هو غير الجائز ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
سائل آخر : ... وما هو الجائز منه وما هو غير الجائز منه ؛ سواء كان في القرآن أو بالسنة ؟

الشيخ : لا يوجد في اعتقادنا - نحن معشر السلفيين - لا يوجد آية تتعلَّق بغيب الغيوب وهو الله - تبارك وتعالى - مؤوَّلة كلها بدون تأويل على الظاهر .

سائل آخر : هذا مما يتعلَّق بالغيب ؟

الشيخ : ما يتعلَّق بالغيب غيب الغيوب وهو الله ؛ يعني أنا بأشعر بسؤالك لا سيَّما إذا كان نقل عن ابن عمك هذا أنُّو البحث له علاقة بالصفات الإلهية ، وإلا نطوِّل الموضوع ، بتحدد أنت سؤال إذا كان مو هذا أو هو بيحدده ... .

سائل آخر : أما بالمستطاع ، ما عندي مشكلة ... .

الشيخ : أصحاب التأويل أوَّلًا مضطربون ، ففي بعض الأماكن يؤوِّلون وفي بعض المواطن ... وإنما يفسِّرون ؛ أي : يفسِّرون النَّصَّ بدون تأويل ، التأويل في اصطلاحهم هو إخراج النَّصِّ عن دلالته الظاهرة ؛ هذا هو التأويل ، وهم مع هذا يقولون : الأصل عدم التأويل ، وإنما يُصار إلى التأويل للضَّرورة ؛ حيث لا يمكن أن يُفهم النَّصُّ بدون تأويل . ومن هنا يظهر للباحث في عقائدهم أنهم مضطربون أشدَّ الاضطراب ؛ فهم تارةً لا يؤوِّلون وتارةً يؤوِّلون . فإن أوَّلوا أُلزِمُوا بتأويل ما لم يؤوِّلوا ، وحينما لا يؤوِّلون يُلزَمون بأن لا يؤوِّلوا متى أوَّلوا ، وهكذا .
خُذْ - مثلًا - العلم الإلهي ؛ هذا بلا شك صفة من صفات الله ، ما أحد منهم يتجرَّأ أن يؤوِّل العلم الإلهي ، أو القدرة الإلهية ، أو غير ذلك من الصفات الثابتة يقينًا ؛ مع أن الدافع لهم على التأويل ما أوَّلوه من الآيات والأحاديث هو يدفعهم - أيضًا - أن يؤوِّلوا ما لم يتأوَّلوا ، مثلًا : لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ = -- ... ... -- = وعدة آيات بتقول : إن الله - عز وجل - بكلِّ شيء عليم ، والعلم الإلهي والعلم الإنساني فهذا علم وهذا علم ؛ لماذا لا يُؤوَّل العلم الإلهي كما يؤوِّلون السمع والبصر ، ويؤوِّلون اليد ، ويؤوِّلون الاستواء وو إلى آخره ؟ ما يقولوه في الجواب عن عدم تأويلهم للعلم - مثلًا - والقدرة والإرادة نفسه يُقال بالنسبة للآيات أو الصفات الأخرى اللي جاءت في آيات وفي أحاديث وأوَّلوها ؛ ولذلك علماء السلف بيقولوا - وهذا في الواقع حقيقة دامغة للمؤوِّلة بل المعطِّلة - : يُقال في صفات الله ما يُقال في ذات الله ، ماذا يُقال في ذات الله ؟ ذات الله على اعتبار أنها ذات قائمة بنفسها أو القيُّوم ، ولا يشبه الذَّوات ؛ فلا نكيِّف نحن ذات الله - تبارك وتعالى - ، في الوقت نفسه لا نُنكرها ، نؤمن بها ، لكن هل هناك ذوات ولَّا لا يوجد ذوات ؟ طبعًا في ذوات أخرى كثيرة جدًّا ، كلها مخلوقات ، فإذا كان لا يلزم أي شبهة من أن نُثبِتَ وجود الله كذات فأيُّ إشكال حينئذٍ أن نثبت صفة من صفات الله - عز وجل - كصفة ؟ مع أن هذه الصفة التي نُثبتها له موصوف بها بعض مخلوقاته ، فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا قالها عن آدم ، هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا مين هذا الإنسان ؟ هو آدم - عليه السلام - ، فقال فيه - تعالى - : فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ، إنما تدعون سميعًا بصيرًا في الحديث الصحيح ؛ هَيْ صار في اشتراك في الاسم ، لكن ما في اشتراك في حقيقة الصفة ، فسمع الله وبصره حقيقة قائمة بذاته الحقيقية ، مش وهمية ، وهذه صفة وتلك سميعًا بصيرًا لا تشبه صفة ذاك الإنسان الأوَّل الذي جعله سميعًا بصيرًا ، كذلك قُلْ عن كلِّ الصفات الإلهية ، فما في عندنا نحن بحاجة إلى التأويل إطلاقًا ، لكن هم لِانحرافهم عن الكتاب والسنة في بعض النُّصوص توهَّموا أن السلف يتأوَّلون بعض النصوص كما هم يفعلون بالبعض الآخر ، في الحقيقة أن لا شيء من ذلك أبدًا . فهم - مثلًا - يأتون بآية - مثلًا - آية متعلِّقة بنوح - عليه السلام - حينما كان يسمع ... إيش ؟

سائل آخر : ... .

الشيخ : إي بس بدنا الآية ؛ يعني بأقول أعيننا وحي وذاك بأعيننا .

السائل : ... .

الشيخ : ... الآية شو نصها ؟

سائل آخر : أولها ... من أي سورة .

الشيخ : المهم بأعيننا ، يقولون جميع العلماء يعني حتى علمنا ، شو بيقولوا هدول المؤوِّلة اللي أوَّلوا غير الآية هَيْ ؟

السائل : ... .

الشيخ : نعم ؟

السائل : ... .

الشيخ : كذلك إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ؛ إي معكما نأوِّلها نحن بأنها معيَّة علمية ، شو بيقولوا هنّ ؟ هذا تأويل ، هذا مو تأويل ، هذا أسلوب اللغة العربية يعطي هذا المعنى ؛ كما يقول العربي : " سرْتُ والقمرَ " فلا يعني العربي ، هو لا يفهم العربي سرتُ والقمر يعني حاطط إيدو بإيدو ماشي معه ؛ لا ، لكن هو يعني وصاحبه العربي يفهم " سرتُ والقمرَ " : مطلُّ عليَّ ، لكن هو وينو ؟ في عالي سماء وأنا في الأرض . هذا بسمُّوه تأويل ، وكثير من الآيات يزعمون أنها تأويل وليس تأويلًا ، من أشهر هذه الآيات .

سائل آخر : السلام عليكم .

الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله .
يعني لما يستدلوا أنُّو في تأويل في القرآن : وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا ، إي هَيْ عم تأوَّلوا شلون تنكروا التأويل ؟ الجواب باتفاقهم جميعًا اللي يؤوِّلوا واللي ما يؤوِّلوا التأويل هو إخراج النَّصِّ عن المعنى الظاهر المتبادر للسمع أول ما بيسمع النَّص بيهرب من المعنى هذا ؛ لأنُّو باطل هون ما في خروج ، لكن هون ما بيتبادر إلى ذهن السامع وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ يعني حيطانها ، يعني شجرها ، هيك الأسلوب العربي ، هيك العرب عاشوا ، اسْأَلِ الْقَرْيَةَ يعني سكَّانها ، وعلى ذلك هذا لا يُسمَّى تأويلًا ؛ لأنُّو ، ولا يسمَّى مجازًا ، هذا تسميته مجاز اصطلاح طارئ ، وإلا العرب ما بيعرفوا مجاز وحقيقة ، مثل النحو المنصوب والمرفوع ومجرور وإلى آخره ، هذه اصطلاحات .

السائل : ... .

الشيخ : نعم . لكن نحن إذا سمّينا هذا مجاز ، والمجاز هو نوع من أنواع التأويل ، هذا لا يلتئم مع قولهم ... باب التأويل ، إنما هَيْ صارت تأويل عندما تتعذَّر الحقيقة ، طيب ؛ ما هي حقيقة هذه العبارة : وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ ؟ مش حقيقتها اسأل حيطانها ، إنما حقيقتها اسأل إيه ؟ أهلها الساكنين فيها وكذلك العير ، وعلى ذلك ما يسمُّون أو يُلزِمُون السلفيين أنو هَيْ أنتو عم تأولوا : وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ بتؤولوا أنو بعلمه .

السائل : بعلمه .

الشيخ : إي نعم ، صحيح نحن نقول : بعلمه ، هذا ليس تأويلًا ؛ لأن سياق الآية كلها بتتحدِّث عن إيش ؟ العلم الإلهي .
نعم ؟

السائل : أقول الآية واحد العلم .

الشيخ : ... مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ .

السائل : وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ .

سائل آخر : قبل قبل شيخنا .

الشيخ : قبل شو ؟

سائل آخر : قبل الآية .

سائل آخر : أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ .

سائل آخر : مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ .

الشيخ : تمام .

سائل آخر : ... في السماء .

الشيخ : فهذا كله يؤكِّد .

سائل آخر : وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ... ... بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ .

سائل آخر : هَيْ أولها وآخرها بالعلم .

الشيخ : هذا ليس تأويلًا ؛ لأنُّو لا يمكن فهم الآية إلا بهذا المعنى الظاهر ؛ وهو معكم بعلمه .

السائل : لما يصير خلاف في المعنى الظاهر .

الشيخ : الآية تبع سيدنا موسى - عليه السلام - مع فرعون : إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى أي : بالاطِّلاع .

سائل آخر : ... .

الشيخ : لا ، العلم بمعنى أدق من قول الاطِّلاع ، يعني أنت رايح لعند فرعون وأنا معك بالاطِّلاع شو راح يساوي معك ... .

Webiste