تم نسخ النصتم نسخ العنوان
حقيقة الاحتفال المشروع والذي ينبغي علينا فعله . - الالبانيالشيخ : أنا أقول لكم شيئًا قد يستغربه بعضكم ؛ الاحتفال بولادة الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - قد شَرَعَه الرسول ، قد يقول البعض الآن : هذا كلام يناقض...
العالم
طريقة البحث
حقيقة الاحتفال المشروع والذي ينبغي علينا فعله .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : أنا أقول لكم شيئًا قد يستغربه بعضكم ؛ الاحتفال بولادة الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - قد شَرَعَه الرسول ، قد يقول البعض الآن : هذا كلام يناقض السابق ، لكن لا تستعجلوا ، أنا أقول : الاحتفال بصورة عامة ، الاحتفال بولادة الرسول قد شَرَعَه الرسول ، ولكن الوسيلة التي شرعَها الرسول عن الله - تبارك وتعالى - هي غير هذه الوسيلة التي يفعَلُها الناس اليوم ، ما هي الوسيلة التي شرعها الرسول - عليه السلام - ؟
ذلك ثابت في أصح الكتب بعد كتاب الله وبعد " صحيح البخاري " ألا وهو " صحيح الإمام مسلم " ، فقد روى بإسناده الصحيح عن أبي قتادة الأنصاري - رضي الله عنه - : أن رجلًا جاء إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فقال : يا رسول الله ، ما تقول في صوم يوم الاثنين ؟ - يعني هل هو مشروع أو غير مشروع ؟ - . فأجابه - عليه الصلاة والسلام - على أسلوب الحكيم قال : ذاك يوم وُلِدْتُ فيه ويوم بُعِثتُ فيه . في الرواية الأخرى : أُنزِلَ عليَّ فيه . قد لا يفهم بعض الناس لِبُعدهم عن أسلوب اللغة العربية الفصحى الجواب من هذا الكلام النبوي الكريم ، هو يسأل : ماذا تقول في صوم يوم الاثنين ؟ هو لا يقول له : مشروع أو غير مشروع ، لكنه يقول له أكثر ممَّا يطمع السؤال ، يقول : هو يوم وُلِدْتُ فيه ويوم أُنزِلَ عليَّ فيه ؛ أي : ماذا أقول في صيام يوم الاثنين ؟ ينبغي أن تصوموا يوم الاثنين ؛ ذلك لأن الله - عز وجل - خلقَني فيه وبَعَثَني نبيًّا ورسولًا للناس كافة ؛ إذًا عليكم - يا معشر المسلمين - أن تصوموا يوم الاثنين شكرًا لله واحتفالًا على التعبير العصري ، نحن نقول شرعًا : شكرًا لله واحتفالًا بولادة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يوم الاثنين .
انظروا الآن كيف عكس المسلمون السنة والاحتفال المشروع ؟ وكيف أقاموا وأنزلوا منزلته الاحتفال غير المشروع ؟
إن الألوف - إذا لم نقل الملايين المملينة من المسلمين - الذين يحتلفون بولادة الرسول - عليه السلام - ، وقد يتَّفق أن يكون احتفالهم فعلًا يوم الاثنين ؛ كم واحد يا تُرى يكون منهم صائمًا ؟ نادر جدًّا جدًّا . ثم لا شك أن المسلمين لا يزالون على هديٍ من ربِّهم في كثير من المسائل ، فهم لا يزالون نجد فيهم من يصوم يوم الاثنين = -- يرحمك الله . سائل آخر : يهدينا ويصلح بالكم -- = يصومون يوم الاثنين ، ولكنهم لا يدرون ما الحكمة ما الغاية من هذا الصيام ؟ كلهم يعلم أن صيام يوم الاثنين له فضل وله أجر خاص ، ولكنهم لا يعلمون أن صيام يوم الاثنين الحكمة منه أنُّو يتذكر الإنسان هذه النِّعمة العُظمى التي امتَنَّ الله - تبارك وتعالى - بها على أمَّة محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وقد جاء في " الصحيحين " أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لما جاء إلى المدينة وَجَدَ اليهود يصومون يوم عاشوراء ، فسألهم عن سبب صيامهم ؟ فقالوا له : إنه يوم نجَّى الله فيه موسى وقومه من فرعون وجنده ؛ فصامه موسى وصُمْناه . اليهود يقولون : شكرًا لله ، فقال - عليه الصلاة والسلام - : نحن أحقُّ بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه ؛ إذًا صوم يوم ولادة الرسول - عليه السلام - شكرًا لله - تبارك وتعالى - هذا هو المشروع بنصِّ كلام الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - ؛ فأين هؤلاء الذين يحتفلون بمولد الرسول احتفالًا غير مشروع من هذا الاحتفال الذي شرعَه الرسول - عليه السلام - بنصِّه في الحديث الصحيح : إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ؟ فإذًا البدعة لا يمكن أن تكون طاعة وعبادة ؛ لأن الدين قد كمل ، والحمد لله رب العالمين .

Webiste