عيد عباسي : من الأسئلة ، يقول : سمعتُ من البعض أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان يضع غطاءً على رأسه حتى لا يتوسَّخ من رمال الصحراء ومن الغبار ، وكذلك الصحابة ، وأن ذلك ليس من السنة ؛ فهل هذا صحيح ؟

الشيخ : كيف ما فهمت ... كلامه الأخير يناقض الأول ؛ سمع كذا وإن ذلك ليس من السنة ؛ أعِدْ عليَّ الجملة .

عيد عباسي : إي نعم . سمع أن الرسول - عليه الصلاة والسلام - والصحابة كان يضع غطاءً على رأسه من أجل أن لا يتوسَّخ من رمال الصحراء والغبار .

الشيخ : طيب .

عيد عباسي : وأن ذلك ليس من السنة .

الشيخ : سمع هذا وهذا ؟ على كلِّ حال السؤال خطأ .

عيد عباسي : المقصود السنة الظاهر العبادة يعني .

سائل آخر : أنا أقول ... .

الشيخ : على كل حال نحن ، السؤال فيه خطأ ، ربما يكون نفسي أو لغوي الله أعلم به .
المهم أنه ليس في السنة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يضع على رأسه خمارًا بالتعليل المذكور ، غطاء بالتعليل المذكور ، لكن في السنة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان له عمامة ، وأن هذه العمامة هي عبارة عن خمار الذي يُغطَّى به الرأس ، ويمكن التصرُّف به في صور عديدة ؛ يعني هذه " الحطَّة " اللي نسميها نحن اليوم ، أو في بعض البلاد " البضاضة " هذه هي العمامة ، وهذه في الواقع يمكن تكويرها على الرأس عند العمل ، عند الحرِّ " الشُّوب " ، ضربة الشمس ، يمكن التلفُّح بها لدفع أذى البرد ونحو ذلك ؛ فهذا كان مستعملًا ، حتى جاء ذكره في بعض الأحاديث الصحيحة ؛ حيث أمَرَ - عليه الصلاة والسلام - بالمسح على الخُفَّين والخمار .
أمر يعني رخَّص بالمسح على الخفَّين وعلى الخمار ، الخفَّين لباس القدمين ، والخمار لباس الرأس ، رخَّصَ الشارع الحكيم بالمسح على الخمار بدون ما تعمل هيك وتمسح رأسك كله ، لا ؛ تمسح فوق منه ، فإذًا لبس هذا الغطاء الذي قال عنه السَّائل وهو الخمار أو العمامة هذا ثابت في السنة في أحاديث كثيرة ، لكن التعليل المذكور بأنه لدفع غبار الصحراء ورمال الصحراء وما شابه ذلك يمكن يقوله بعض الناس كفلسفة أو تعليل لهذا اللباس ؛ كما نتفلسف نحن فنقول : لدفع الحرِّ أو القرِّ مثلًا ، أما أن يكون ذلك ورد في السنة فلا نعلم لذلك أصلًا فيها .