تم نسخ النصتم نسخ العنوان
التَّنبيه على أن لشيخ الإسلام ابن تيمية بحثًا... - الالبانيالشيخ : وبهذه المناسبة أذكِّر بأن لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - بحثًا هامًّا جدًّا في موضوع التفريق بين المصلحة المرسلة التي ينبغي أو يجب الأخذ ب...
العالم
طريقة البحث
التَّنبيه على أن لشيخ الإسلام ابن تيمية بحثًا مفيدًا جدًّا في التفريق بين المصلحة المرسلة التي يُؤخذ بها وبين التي لا يُؤخذ بها ، ومثال ذلك .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : وبهذه المناسبة أذكِّر بأن لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - بحثًا هامًّا جدًّا في موضوع التفريق بين المصلحة المرسلة التي ينبغي أو يجب الأخذ بها ، وقد يسمِّيها البعض بالبدعة الحسنة ، وبين المصلحة التي لا يجوز الأخذ بها ، هو يقول - ونِعمَ ما يقول - : إن الأمور التي تحدث للمسلمين ، ويترتَّب من ورائها مصالح لهم ينبغي النظر إليها ؛ هل المقتضي للأخذ بهذا الذي حدث كوسيلة وكسبب لتحقيق مصلحة إسلامية ؛ هل المقتضي للأخذ بهذا السبب كان قائمًا في عهد الرسول - عليه الصلاة والسلام - أم لم يكن قائمًا ؟ يقول : فإذا كان المقتضي قائمًا في عهد الرسول - عليه السلام - ويُوجب الأخذ بهذا السبب على اعتبار أنه يحقِّق مصلحة ، ومع ذلك فالرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - لم يأخذ بهذا الذي حدث على اعتبار أنه يحقِّق مصلحة ؛ فالأخذ به حين ذاك بدعة ؛ ولماذا ؟
لأن لو كان الأخذ بهذا السبب شرعًا لَأَخَذَ به الرسول - عليه الصلاة والسلام - لأنه معصوم عن أن يغفل عن سببٍ فيه خير للمسلمين لو كان ربُّ العالمين يريد تشريعه للمسلمين .
ولا أدري هو يضرب على ذلك مَثَلًا أو أنا أضربه توضيحًا وبيانًا ، الأذان وهذا مثل واضح جدًّا نُتبِعُه بمَثَل آخر ممَّا كنا في صدده ؛ الأذان لغير الصلوات الخمس لا أقول لصلاة العيد - مثلًا - ؛ لغير الصلوات الخمس يدخل فيه صلاة العيد ، صلاة الاستسقاء ، صلاة الجنازة ، وهكذا ؛ هل فيه فائدة أم لا توجد فيه فائدة ؟ الأذان لصلاة العيد ، لا شك أننا إذا تجرَّدنا عن الاتباع لِمَا كان عليه الرسول - عليه السلام - وحكَّمنا عقولنا التي اعتَدْنا نحن - غير السلفيين - على تحكيمها في كثير من حوادث الأمور لَكان الجواب : شو فيها ؟ يا أخي ، ما فيها شيء ؟ وأنا بأقول معهم كذلك ، شو فيها إذا أذَّنَّا لصلاة العيد ؟ لا شك أنكم إن تجرَّدتم عن الاتباع - ولو فَرَضًا - سيكون جوابكم : والله ما فيها شيء ، ذكر الله وإعلانه ؛ لا إله إلا الله ، ما فيها شيء .
الأذان الذي يفعله بعض الناس في بعض البلاد ، في حلب كثيرًا ، وهنا ربما قليلًا ، حينما ينزلون بالميت القبر يقفون على القبر ويؤذِّن مؤذِّنهم ، شو فيها ؟ ما فيها شيء ، ذكر لله - عز وجل - .
طيب ؛ نحن نقول كمان : إذا تركنا هذا الأذان عند القبر أو صلاة العيد أو الاستسقاء كمان نقول : نحن شو فيها ؟ إذا تركنا ؛ يعني نقابل " شو فيها " تبعهم " شو فيها " تبعنا ، أنتم بتقولوا : شو فيها إذا فعلنا ؛ نحن نقول لهم : شو فيها إذا ما فعلنا ؟ وهنّ حتمًا لا يستطيعون ، وسيكون لنا الفَلْج والغلبة عليهم بالحجة فيما بعد ، لكن مبدئيًّا هنّ إذا قالوا : شو فيها إذا فعلنا ؟ نقول لهم نحن : شو فيها إذا ما فعلنا ؟
نحن نتَّبع السنة فلا نفعل هذا الشيء ، وأنتم تتبَّعون ماذا ؟ تتَّبعون أهواءكم وعاداتكم ! طيب ؛ الآن نقول : هل هناك مصلحة خاصَّة في مثل صلاة الاستسقاء والناس مجتمعون في المسجد ، فيبدو للإمام أن يستسقي ، فبدل ما يعلن إعلان عادي فيؤذِّن المؤذِّن في المسجد ، ويقول : " الصلاة جامعة " بالإضافة إلى الأذان ، والسنة أن يقول : " الصلاة جامعة " ، لكن - أيضًا - نعود إلى قولهم في هالمناسبة وغيرها : شو فيها يا أخي ؟ زيادة الخير خير !! السنة الصلاة جامع أو الصلاة جامعة لكن زيادة الخير خير نؤذِّن ، هل هناك إعلان في هذا الأذان أم لا ؟ لا يمكن إنكاره . طيب ؛ المقتضي لهذا الإعلان في زمن الرسول - عليه السلام - كان قائمًا أم لا ؟ كان قائمًا . طيب ؛ ما دام الرسول ما فعل هذا فليس من السنة أن نفعل نحن هذا ؛ لأن المقتضي كان قائمًا في عهد الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - .
هذا المثال واضح جدًّا يبيِّن لهم الدقة التي شَرَحَها ابن تيمية في كتابه العظيم " اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم " .

Webiste