باب الصبر على الأذى ، شرح حديث أبي موسى : ( لَيسَ أَحَدٌ - أَو لَيسَ شَيءٌ - أَصبَرَ عَلَى أَذًى يَسمَعُهُ مِنَ اللَّهِ - عزَّ وجلَّ - ) .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : وأورَدَ تحته حديثًا بإسناد صحيح عن أبي موسى عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : لَيسَ أَحَدٌ - أَو لَيسَ شَيءٌ - أَصبَرَ عَلَى أَذًى يَسمَعُهُ مِنَ اللَّهِ - عزَّ وجلَّ - . فالله الذي خلق الناس فهو يسمع الأذى من الناس وهم عباد له مخلوقون له ؛ مع ذلك فهو يصبر عليهم ؛ أي : لهذا حض للمسلم أنُّو إذا كان ربك الذي خلق الناس مع ذلك يُؤذونَه فيصبر على أذاهم كما سيشرَحُه الحديث ؛ فأنت أولى أيها المسلم أن تصبر فيما إذا أصابك أذى ، ما هو هذا الأذى الذي يسمَعُه ربُّنا - عز وجل - ثم هو يصبر عليه صبرًا لا يصبره أحدٌ من العالمين ؟ قال في تمام الحديث : إِنَّهُم لَيَدْعُونَ لَهُ وَلَدًا - أو يدَّعون له ولدًا - ، وَإِنَّهُ لَيُعَافِيهِم وَيَرزُقُهُم .
إنهم ليتَّهمون الله - عز وجل - بأكبر تهمة بأن له شريكًا بأن له ولدًا ؛ ومع ذلك عم يرزقهم خيرات الدنيا ، وحينما يمرضون يُعافيهم ، كيف هذا وهم يسبُّونه ويدَّعون له الولد والشريك ؟ ذلك من صبر الله - تبارك وتعالى - على عباده ؛ لذلك قال - عليه الصلاة والسلام - : لَيسَ شيء أَحَدٌ ولَيسَ أحد أَصبَرَ عَلَى أَذًى مِنَ اللَّهِ - عز وجل - يسمعه من أحد ؛ ذلك لأنهم يدَّعون له ولدًا ، وإنه لَيُعافيهم ويرزقهم .
قد يقول قائل : هذا الله ، الله - عز وجل - له كلُّ صفات الكمال ؛ فهو يستطيع أن يصبر هذا الصبر الذي ليس مثله صبر في الدنيا ؛ فكيف نحن نستطيع أن نتشبَّهَ به ؟
نقول : لا يمكن للإنسان مهما سَمَا وعَلَا أن تصبح صفته مشابهةً لصفة من صفات الله - عز وجل - ، لكن هذا من باب التقريب ؛ لأن الله يقول : لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ، ومع أنه قال في حقِّه وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ لما ذكر آدم - عليه السلام - قال : فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ، لكن سمع آدم وبنيه ليس كسمع الله - عز وجل - وبصره بطبيعة الحال ، لكن في نوع مشاركة في اللفظ ، فإذا كان الإنسان لا يستطيع أن يتتبَّع لله - عز وجل - في تمام الصفة فهو أن يقارِبَ الاتصاف بشيء من صفة الصبر التي يتَّصف بها الله - تبارك وتعالى - ؛ فمن صفاته أنه الصَّبور الشَّكور .
إنهم ليتَّهمون الله - عز وجل - بأكبر تهمة بأن له شريكًا بأن له ولدًا ؛ ومع ذلك عم يرزقهم خيرات الدنيا ، وحينما يمرضون يُعافيهم ، كيف هذا وهم يسبُّونه ويدَّعون له الولد والشريك ؟ ذلك من صبر الله - تبارك وتعالى - على عباده ؛ لذلك قال - عليه الصلاة والسلام - : لَيسَ شيء أَحَدٌ ولَيسَ أحد أَصبَرَ عَلَى أَذًى مِنَ اللَّهِ - عز وجل - يسمعه من أحد ؛ ذلك لأنهم يدَّعون له ولدًا ، وإنه لَيُعافيهم ويرزقهم .
قد يقول قائل : هذا الله ، الله - عز وجل - له كلُّ صفات الكمال ؛ فهو يستطيع أن يصبر هذا الصبر الذي ليس مثله صبر في الدنيا ؛ فكيف نحن نستطيع أن نتشبَّهَ به ؟
نقول : لا يمكن للإنسان مهما سَمَا وعَلَا أن تصبح صفته مشابهةً لصفة من صفات الله - عز وجل - ، لكن هذا من باب التقريب ؛ لأن الله يقول : لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ، ومع أنه قال في حقِّه وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ لما ذكر آدم - عليه السلام - قال : فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ، لكن سمع آدم وبنيه ليس كسمع الله - عز وجل - وبصره بطبيعة الحال ، لكن في نوع مشاركة في اللفظ ، فإذا كان الإنسان لا يستطيع أن يتتبَّع لله - عز وجل - في تمام الصفة فهو أن يقارِبَ الاتصاف بشيء من صفة الصبر التي يتَّصف بها الله - تبارك وتعالى - ؛ فمن صفاته أنه الصَّبور الشَّكور .
الفتاوى المشابهة
- الكلام على الصبر أنواعه وصور من صبر الأنبياء... - ابن عثيمين
- حدثنا عبدان عن أبي حمزة عن الأعمش عن سعيد بن... - ابن عثيمين
- صفة الصبر وما جاء فيه . - ابن عثيمين
- الصبر - الفوزان
- حكم وصف الله بأنه يصبر - ابن عثيمين
- باب : - الالباني
- درس " الأدب المفرد " ، " باب الصبر على الأذى "... - الالباني
- شرح قول المصنف رحمه : باب الصبر على الأذى عن أ... - الالباني
- ذكر حديث ( ليس أحد أصبر على أذى من الله ) واست... - الالباني
- باب : " الصبر على الأذى " شرح حديث أبي موسى رض... - الالباني
- باب الصبر على الأذى ، شرح حديث أبي موسى : ( لَ... - الالباني