الشيخ : ... فلا بد من اتخاذ السترة ، وفي حالة الاتخاذ تترتَّب أحكام هامة ، أوَّلًا إذا مَرَّ المار بينه وبين موضع سجوده فلا إثمَ عليه على المصلي ، أما الإثم على المارِّ كما شرعنا آنفًا .
ثانيًا : له شرعًا أن يدفع المارَّ ولو بالضرب ، رَجُل يصلي وإلى سترة فجاء رجل ليمرَّ بين يديه ، فدفعه بالتي هي أحسن ، ما استطعم كما يقولون ، ما اندفع بالتي هي أحسن ، دفعه ثاني مرَّة ، ما استدع أيضًا ؛ له أن يضربه ضربة ولو وقع فيها على إستِه [ الجميع يضحك ! ] . إي نعم ، أما إذا كان لا يصلي ، إذا كان يصلي لا إلى سترة فلا يجوز له هذه المدافعة أبدًا ، هَيْ من أحكام السترة .
الحكم الأخير والأهم : هناك حديث في " صحيح مسلم " أخذ به إمام السنة الإمام أحمد بن حنبل ، ثلاثة أشياء إذا مرَّت بين يدي المصلي ؛ يعني بينه وبين موضع سجوده تُبطِل عليه صلاته : المرأة البالغة ، والكلب الأسود ، والحمار ؛ هذا إذا لم يكن يصلي إلى سترة ، فإذا كان بين يدي السترة فلا يضرُّه مَن مرَّ بين يديه .
هذه أشياء مهمة جدًّا لا يبالي بها الناس ، ونحن نشاهد خاصَّة في المسجد الحرام ثم في المسجد النبوي نساء تمرُّ بين أيدي الرجال ولا أبالي !! لا المارُّ يبالي ولا المصلي يبالي ، مع أنُّو بطلت صلاتهم هؤلاء الذين يصلون ، طبعًا حينما يصلون السنن والنوافل ، وربما يصلون قضاء مما عليهم زعموا إلى آخره . أما إذا كانوا يصلون خلف الإمام فالإمام سترة لِمَن خلفه .