هل يصح للإمام أن يدعو وهو على المنبر في الجمعة لأن فيها ساعة إجابة ؟ ولأثر ابن عمر - رضي الله عنهما - : " يا أيها الناس ؛ إنِّي داعٍ فأمِّنوا " ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : طيب يا شيخ ، فيما يتعلَّق بموضوع دعاء الخطيب على المنبر يوم الجمعة ؟
الشيخ : إي نعم .
السائل : في أحد التفسيرين للعلماء بالنسبة للساعة التي في يوم الجمعة لا يوافقها عبد بدعاء إلا استجاب له ، قيل : هي من وقت صعود المنبر حتى تنقضي الصلاة ؟
الشيخ : نعم .
السائل : فهذا مثلًا ، وما أدري في الأثر إذا ثبت صحته عن عمر أنه قال على المنبر : " يا أيها الناس ؛ إنِّي داعٍ فأمِّنوا " ؛ فهل تلك وهذه يعني يكون فيها دليل لدعاء الإمام في المنبر ؟
الشيخ : أما أثر عمر ؛ فما سمعت به حتى الساعة ، أما ذلك القول ؛ فيُريحنا من البحث فيه قولك عنه : قيل .
السائل : لأ ، قيل : ليس بالاصطلاح الحديثي ، أقصد يعني .
الشيخ : إذًا ؟
السائل : أنُّو أحد التفسيرين .
الشيخ : طيِّب ، هذا الـ " قيل " .
السائل : في تفسير إنه من العصر إلى مغيب الشمس ، وفيه قول آخر هنا من صعود الإمام إلى المنبر حتى تنقضي الصلاة ؟
الشيخ : طيب .
السائل : فإذا جاء هذا مع ذاك لعله يكون في ؟
الشيخ : هل القولان صحيحان ؟
السائل : بالنسبة لأثر عمر ... يعني ما أعرف .
الشيخ : لا ، أنا أثر عمر خلص تجنَّبناه ، ما نعرفه ، لكن بالنسبة لتحديد وقت الصلاة ؛ وقت استجابة الدعاء ، البحث الآن في تحديد وقت استجابة الدعاء ، وأنت بتقول في قولين ، والحافظ ابن حجر ذكر أربعين قولًا في " فتح الباري " ، لكن - الحمد لله - أنت اقتصدت معنا في أقوال ، فذكرت قولين ؛ لكن ألا تعلم معنا أنُّو الحق لا يتعدَّد ؛ فما هو الراجح عندك ؟
السائل : أنا ما عندي دليل أرجِّح فيه ، يعني أنا أعرف فقط هذين القولين المذكورين عن العلماء ، لكن حتى الآن ما ترجَّح لدي .
الشيخ : كويس ، أنا أقول لك .
السائل : نعم .
الشيخ : الحديث الذي يقول بأنُّو ساعة الإجابة عند صعود الخطيب على المنبر ؛ هذا الحديث مع أنه في " صحيح مسلم " ؛ فهو من الأحاديث التي انتقدَها العلماء كالدارقطني وغيره ، وتبيَّن لنا أن الصواب معه ، والانتقاد هو من حيث الإسناد ، ثم من حيث المتن يُخالف أحاديث صحيحة تصرِّح بأن ساعة الإجابة يوم الجمعة هي في آخر ساعة من يوم الجمعة ؛ فحينئذٍ لا إشكال على المسألة حسب ما ذكرنا آنفًا .
ثم يمكن أن يُقال أنُّو إذا كانت ساعة الإجابة في هذا الوقت المرجوح - حسب ما ذكرنا - ؛ ذلك لا يستلزم أن نتَّخذ الدعاء سنَّةً رتيبةً في خطبة الجمعة الثانية ؛ لأنُّو بإمكان كل إنسان أن يغتنم فرصة كما يفعل بعض الناس أن يدعو بين الخطبتين ، هذا لو كان إيه ؟ الحديث صحيح ، أما وهو غير صحيح ؛ فقد سقط الاستدلال به من أصله .
السائل : طيب ، إذا صح أثر عمر ؛ فهل يكون فيه دليل ؟
الشيخ : لأ ، لأنُّو أنا أتيك الآن برواية صحيحة مِن فعل الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - ؛ لقد أخرج الشَّيخان البخاري ومسلم في " صحيحيهما " من حديث أنس - رضي الله عنه - قال : بينما رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يخطب يوم جمعة ؛ إذ دخل رجل من باب من أبواب المسجد ؛ فقال : يا رسول الله ، هلكت الأموال والعيال من قلَّة الأمطار ؛ فادعُ الله لنا . فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يديه ودعا ربه ، فقال : اللهم اسقِنا غيثًا مغيثًا سحًّا طبقًا ، فما أتمَّ الرسول - عليه السلام - كلامه حتى جاشت السماء بالأمطار كأفواه القُرَب ، قال أنس : فظَلَلْنا نُمطَر سبتًا ؛ أي : أسبوعًا كاملًا ، إلى يوم الجمعة الثاني ، وبينما الرسول - عليه السلام - - أيضًا - يخطب ؛ إذا بالرجل نفسه أو غيره - يشكُّ أنس - يدخل إلى المسجد فيقول : يا رسول الله ، هلكت الأموال والعيال من كثرة الأمطار ؛ فادعُ الله لنا . فرفع الرسول - عليه السلام - يديه وقال : اللهم حوالَينا ولا علينا ، اللهم على الآطام ، والضِّراب ، ومنابت الشجر ، فانكشفت السماء ، فكانت السماء على المدينة كالجَوْنة ، كالتُّرس ؛ فهي لا تُمطَر ، ويُمطَر ما حولها .
أريد أن أقول أنُّو هذا الحديث لا يُؤخذ منه شرعيَّة التزام الدعاء في خطبة الجمعة ، وإنما فيه الدعاء لمناسبة ؛ فمن الممكن أن يكون أثر عمر إن صحَّ عنه يكون من هذا القبيل ؛ لأنه لا يكفي أن يدعو مرَّة واحدة ؛ لحتى نأخذ نحن السُّنِّيَّة ؛ سنِّيَّة الاستمرار .
بسم الله .
محمد هاشم الهدية : ... .
الشيخ : آ ، هذه مصيبة الدهر .
محمد هاشم الهدية : اللهم أهلك اليهود ، واليهود قاعدين [ الجميع يضحك ! ] .
الشيخ : إي نعم .
السائل : في أحد التفسيرين للعلماء بالنسبة للساعة التي في يوم الجمعة لا يوافقها عبد بدعاء إلا استجاب له ، قيل : هي من وقت صعود المنبر حتى تنقضي الصلاة ؟
الشيخ : نعم .
السائل : فهذا مثلًا ، وما أدري في الأثر إذا ثبت صحته عن عمر أنه قال على المنبر : " يا أيها الناس ؛ إنِّي داعٍ فأمِّنوا " ؛ فهل تلك وهذه يعني يكون فيها دليل لدعاء الإمام في المنبر ؟
الشيخ : أما أثر عمر ؛ فما سمعت به حتى الساعة ، أما ذلك القول ؛ فيُريحنا من البحث فيه قولك عنه : قيل .
السائل : لأ ، قيل : ليس بالاصطلاح الحديثي ، أقصد يعني .
الشيخ : إذًا ؟
السائل : أنُّو أحد التفسيرين .
الشيخ : طيِّب ، هذا الـ " قيل " .
السائل : في تفسير إنه من العصر إلى مغيب الشمس ، وفيه قول آخر هنا من صعود الإمام إلى المنبر حتى تنقضي الصلاة ؟
الشيخ : طيب .
السائل : فإذا جاء هذا مع ذاك لعله يكون في ؟
الشيخ : هل القولان صحيحان ؟
السائل : بالنسبة لأثر عمر ... يعني ما أعرف .
الشيخ : لا ، أنا أثر عمر خلص تجنَّبناه ، ما نعرفه ، لكن بالنسبة لتحديد وقت الصلاة ؛ وقت استجابة الدعاء ، البحث الآن في تحديد وقت استجابة الدعاء ، وأنت بتقول في قولين ، والحافظ ابن حجر ذكر أربعين قولًا في " فتح الباري " ، لكن - الحمد لله - أنت اقتصدت معنا في أقوال ، فذكرت قولين ؛ لكن ألا تعلم معنا أنُّو الحق لا يتعدَّد ؛ فما هو الراجح عندك ؟
السائل : أنا ما عندي دليل أرجِّح فيه ، يعني أنا أعرف فقط هذين القولين المذكورين عن العلماء ، لكن حتى الآن ما ترجَّح لدي .
الشيخ : كويس ، أنا أقول لك .
السائل : نعم .
الشيخ : الحديث الذي يقول بأنُّو ساعة الإجابة عند صعود الخطيب على المنبر ؛ هذا الحديث مع أنه في " صحيح مسلم " ؛ فهو من الأحاديث التي انتقدَها العلماء كالدارقطني وغيره ، وتبيَّن لنا أن الصواب معه ، والانتقاد هو من حيث الإسناد ، ثم من حيث المتن يُخالف أحاديث صحيحة تصرِّح بأن ساعة الإجابة يوم الجمعة هي في آخر ساعة من يوم الجمعة ؛ فحينئذٍ لا إشكال على المسألة حسب ما ذكرنا آنفًا .
ثم يمكن أن يُقال أنُّو إذا كانت ساعة الإجابة في هذا الوقت المرجوح - حسب ما ذكرنا - ؛ ذلك لا يستلزم أن نتَّخذ الدعاء سنَّةً رتيبةً في خطبة الجمعة الثانية ؛ لأنُّو بإمكان كل إنسان أن يغتنم فرصة كما يفعل بعض الناس أن يدعو بين الخطبتين ، هذا لو كان إيه ؟ الحديث صحيح ، أما وهو غير صحيح ؛ فقد سقط الاستدلال به من أصله .
السائل : طيب ، إذا صح أثر عمر ؛ فهل يكون فيه دليل ؟
الشيخ : لأ ، لأنُّو أنا أتيك الآن برواية صحيحة مِن فعل الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - ؛ لقد أخرج الشَّيخان البخاري ومسلم في " صحيحيهما " من حديث أنس - رضي الله عنه - قال : بينما رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يخطب يوم جمعة ؛ إذ دخل رجل من باب من أبواب المسجد ؛ فقال : يا رسول الله ، هلكت الأموال والعيال من قلَّة الأمطار ؛ فادعُ الله لنا . فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يديه ودعا ربه ، فقال : اللهم اسقِنا غيثًا مغيثًا سحًّا طبقًا ، فما أتمَّ الرسول - عليه السلام - كلامه حتى جاشت السماء بالأمطار كأفواه القُرَب ، قال أنس : فظَلَلْنا نُمطَر سبتًا ؛ أي : أسبوعًا كاملًا ، إلى يوم الجمعة الثاني ، وبينما الرسول - عليه السلام - - أيضًا - يخطب ؛ إذا بالرجل نفسه أو غيره - يشكُّ أنس - يدخل إلى المسجد فيقول : يا رسول الله ، هلكت الأموال والعيال من كثرة الأمطار ؛ فادعُ الله لنا . فرفع الرسول - عليه السلام - يديه وقال : اللهم حوالَينا ولا علينا ، اللهم على الآطام ، والضِّراب ، ومنابت الشجر ، فانكشفت السماء ، فكانت السماء على المدينة كالجَوْنة ، كالتُّرس ؛ فهي لا تُمطَر ، ويُمطَر ما حولها .
أريد أن أقول أنُّو هذا الحديث لا يُؤخذ منه شرعيَّة التزام الدعاء في خطبة الجمعة ، وإنما فيه الدعاء لمناسبة ؛ فمن الممكن أن يكون أثر عمر إن صحَّ عنه يكون من هذا القبيل ؛ لأنه لا يكفي أن يدعو مرَّة واحدة ؛ لحتى نأخذ نحن السُّنِّيَّة ؛ سنِّيَّة الاستمرار .
بسم الله .
محمد هاشم الهدية : ... .
الشيخ : آ ، هذه مصيبة الدهر .
محمد هاشم الهدية : اللهم أهلك اليهود ، واليهود قاعدين [ الجميع يضحك ! ] .
الفتاوى المشابهة
- وقت تحري ساعة الإجابة من يوم الجمعة - ابن باز
- وقت تحري ساعة الإجابة من يوم الجمعة - ابن باز
- تحديد ساعة الإجابة في يوم الجمعة - ابن باز
- متى ساعة الإجابة يوم الجمعة؟ وهل يلزم المسجد؟ - ابن باز
- متى ساعة الإجابة يوم الجمعة وكيفية الدعاء؟ - ابن باز
- ما حكم الدعاء على المنبر يوم الجمعة ؟ - الالباني
- ما القول الراجح في ساعة الإجابة يوم الجمعة ؟ - ابن عثيمين
- وقت ساعة الإجابة يوم الجمعة - ابن عثيمين
- هل يشرع للإمام أن يدعو وهو على المنبر في الجمع... - الالباني
- هل يصح للإمام أن يدعو وهو على المنبر في الجمعة... - الالباني
- هل يصح للإمام أن يدعو وهو على المنبر في الجمعة... - الالباني