تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ما معنى (( مُتَوَفِّيكَ )) في قوله - تعالى - :... - الالبانيالسائل : آية - يا شيخ - سورة آل عمران  يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ  ؛ ما معنى متوفِّيك هنا ؟الشيخ : هذه الآية تشكل على بعض الناس ...
العالم
طريقة البحث
ما معنى (( مُتَوَفِّيكَ )) في قوله - تعالى - : (( إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ )) ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : آية - يا شيخ - سورة آل عمران يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ ؛ ما معنى متوفِّيك هنا ؟

الشيخ : هذه الآية تشكل على بعض الناس ، والسبب أنه غلب على أفهامهم أنُّو الوفاة هو الموت ، ولا يرجعون لسبب بُعْدِهم عن اللغة العربية وآدابها إلى أصل كلمة الوفاة ، أصل كلمة الوفاة في اللغة هو قبض الشيء وافيًا ، فيقول - مثلًا - الإنسان : أنا استوفيتُ دَيني ، شو معنى استوفيت ديني ؟ يعني أخذت ديني كافيًا كاملًا ، فأصل الوفاة هو في اللغة هكذا ، في الآية الناس لما غلب على ظنهم أنُّو معنى الوفاة هو الإماتة قد يفسِّرونها بمعنى الموت ، لكن هنا المقصود قبض عيسى كما هو ، إِنِّي مُتَوَفِّيكَ كما أنت ؛ أي : قابضك بجسدك وروحك ، تمام الآية يؤكد هذا المعنى : وَرَافِعُكَ إِلَيَّ ، رافعك خطاب لمين ؟

السائل : ... .

الشيخ : لعيسى بالروح والجسد معًا . هذا يُشبه تمامًا قوله - تعالى - : سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الآية ، اختلفوا قديمًا وحديثًا وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ ؛ هل كان الإسراء ببدنه - عليه السلام - وروحه أم بروحه دون بدنه ؟ قولان معروفان ، لكن القول الصحيح الذي لا شك ولا ريب فيه أن إسراءه - عليه السلام - وكذلك معراجه كان بالروح والجسد معًا ، هالآية بتدل على هذا المعنى ؛ لأنَّه قال : أَسْرَى بِعَبْدِهِ ، فعبده محمد - صلى الله عليه وسلم - الذي أخبرَ عنه بهذه الآية هو بالروح والجسد ؛ فإذًا أَسْرَى بِعَبْدِهِ أسرى بمحمد بجسده وروحه ؛ كذلك الآية السابقة : مُتَوَفِّيكَ ؛ أي : قابضك كما أنت ورافعك كما أنت ؛ لذلك قال كان القول الصحيح أن عيسى - عليه الصلاة والسلام - رَفَعَه الله - عز وجل - إلى السماء بجسده وبروحه .
ثم تأكَّدَ هذا بالحديث الصحيح بل المتواتر ؛ حيث قال - عليه الصلاة والسلام - : لَينزلنَّ فيكم عيسى بن مريم حَكَمًا عدلًا ، فيكسر الصليب ، ويقتل الخنزير ، ويفيض المال ؛ حتى لا يقبلَه أحد ، وتكون السجدة للمؤمن خيرٌ من الدنيا وما فيها . إذًا هذا الذي رَفَعَه الله إليه ببدنه وروحه سَيُنزله - أيضًا - بجسده وروحه لِيُحكم بين الناس جميعًا المسلمين والنصارى واليهود بشرع الله الإسلام ، فهذه معجزة ابتداءً وانتهاءً ، رَفَعَه كما هو ، ثم سينزله كما هو لِيُحكم بما جاء به - عليه الصلاة والسلام - من الكتاب والسنة .
نعم .

السائل : فيه سؤال ... .

الشيخ : ... ما عم تتحرَّك .
تفضل .

السائل : جزاك الله خيرًا .

الشيخ : أهلًا .

Webiste