شرح القاعدة الفقهية : " إذا جاءنا نصَّان متعارضان أحدهما حاظر والآخر مبيح ؛ فيُقدَّم الحاظر على المبيح .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : القاعدة الفقهية التي أشرت إليها هي التي تقول وقد ذكرتها في مناسبة قريبة مضت : إذا جاءنا نصَّان متعارضان أحدهما حاظر والآخر مبيح ؛ فأيُّهما يقدم ؟ الحاظر ، إذا جاءنا نصَّان أحدهما يبيح والآخر ينهى ، بأيهما يقدَّم ؟ النهي ، وهكذا ، فالمصنف الآن أورَدَ نصًّا مبيح غير محرِّم ، وإن كان كَرِهَ ذلك - عليه السلام - ومثل ما قال المصنف لأجل دفع الالتهاء وتذكُّر الدنيا وما شابه ذلك ، لكن هناك نصٌّ يصرِّح بأن الرسول - عليه السلام - كان في سفر ، فلما جاء كانت السيدة عائشة تهيَّأت له وتزيَّنت ، وزيَّنت البيت بقرام فيه تصاوير ، فأبى الرسول - عليه السلام - أن يدخل ، فسارت إليه السيدة عائشة وقالت في بعض الروايات : يا رسول الله ، إن كنتُ أذنبْتُ فإني أستغفر الله . قال - عليه السلام - ما هذا القِرام ؟ . قالت : اشتريته . قال بعد أن هَتَكَه : إن أشد الناس عذابًا يوم القيامة هؤلاء المصوِّرون ؛ يُقال لهم : أحيُوا ما خلقتم ، فكان ينبغي أن يُورد هذا الحديث ؛ لأنُّو هذا هو جواب سؤاله حين قال : فلم يأمره - عليه السلام - بقطعه ، وإنما أمَرَها بتحويله ، فهناك بدل أن يأمرها نفَّذ هو من باب : مَن رأى منكم منكرًا فليغيِّره بيده ؛ فسارَعَ الرسول - عليه السلام - وأنكر هذا المنكر ، فعلى الإيراد هذا الحديث الصريح في إنكار الصور المعلَّقة واكتفائه على إيراد هذا الحديث الذي هو في فهمي للموضوع مرحلة في سبيل التدرُّج للتحريم المؤبَّد .
السائل : ... .
الشيخ : نعم ؟
السائل : مثل الخمر يعني .
الشيخ : أوَّلًا : كانت هذه الصورة طبعًا يمرُّ بها الرسول - عليه السلام - ويراها ويسكت ، إلى أن أوحى الله طبعًا : وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ؛ أَمَرَه أن يُنكر هذا ، ولكن على الهُوَينى ، ومن باب أنُّو هذا يُشغله - عليه السلام - ويُذكِّره بالدنيا ، ثم جاءت الحادثة الأخرى فهتك ، وبيَّنَ سبب الهتك ؛ وهو أن تعليق هذه الصور فيه إعانة لهؤلاء المصوِّرين الذين هم أشدُّ الناس عذابًا يوم القيامة .
إذًا استدلال المصنف بالحديث الأول عرفتم أنه لا علاقة له بموضوع الصور ؛ لأن التصاوير لم تُذكر فيه ، وإنما فيه قوله - عليه السلام - : إن الله لم يأمُرْنا بأن نكسُوَ الحجارة والطين ، واستدلاله بالحديث الثاني هو استدلال ناقص ؛ لأنُّو هذا كان في مرحلة من مراحل التشريع ، وكان عليه أن يَذكر حديث السيدة عائشة الحديث الآخر الذي فيه أن الرسول - عليه السلام - هَتَكَ القرام ، وقال : إن أشدَّ الناس عذابًا يوم القيامة هؤلاء المصوِّرون .
السائل : ... .
الشيخ : نعم ؟
السائل : مثل الخمر يعني .
الشيخ : أوَّلًا : كانت هذه الصورة طبعًا يمرُّ بها الرسول - عليه السلام - ويراها ويسكت ، إلى أن أوحى الله طبعًا : وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ؛ أَمَرَه أن يُنكر هذا ، ولكن على الهُوَينى ، ومن باب أنُّو هذا يُشغله - عليه السلام - ويُذكِّره بالدنيا ، ثم جاءت الحادثة الأخرى فهتك ، وبيَّنَ سبب الهتك ؛ وهو أن تعليق هذه الصور فيه إعانة لهؤلاء المصوِّرين الذين هم أشدُّ الناس عذابًا يوم القيامة .
إذًا استدلال المصنف بالحديث الأول عرفتم أنه لا علاقة له بموضوع الصور ؛ لأن التصاوير لم تُذكر فيه ، وإنما فيه قوله - عليه السلام - : إن الله لم يأمُرْنا بأن نكسُوَ الحجارة والطين ، واستدلاله بالحديث الثاني هو استدلال ناقص ؛ لأنُّو هذا كان في مرحلة من مراحل التشريع ، وكان عليه أن يَذكر حديث السيدة عائشة الحديث الآخر الذي فيه أن الرسول - عليه السلام - هَتَكَ القرام ، وقال : إن أشدَّ الناس عذابًا يوم القيامة هؤلاء المصوِّرون .
الفتاوى المشابهة
- ما تعليقكم على كلام ابن حزم حول القاعدة الفقهي... - الالباني
- ما السبيل إلى تحصيل العلم النافع .؟ وكيف نوفق... - الالباني
- ما رأيكم فيمن يقول إن قاعدة الحاظر والمبيح لا... - الالباني
- السَّبيل إلى تحصيل العلم النافع ؟ وكيف نوفِّق... - الالباني
- ما حكم الذهب المحلق للنساء ؟ وكلمة على قاعدة... - الالباني
- كيف السبيل إذا تعارض نصان أو نص وفعل أو حاظر و... - الالباني
- إذا ورد حديثان أحدهما مبيح والثاني حاظر فهل يج... - الالباني
- شرح القاعدة إذا تعارض حاظر ومبيح يقدم الحاظر ع... - الالباني
- فائدة : قاعدتان في التوفيق بين النصوص عند التع... - الالباني
- شرح القاعدة الفقهية : إذا جاءنا نصان متعارضان... - الالباني
- شرح القاعدة الفقهية : " إذا جاءنا نصَّان متعار... - الالباني