وَرَدَ في السنة أن الله - عز وجل - يُشهِدُ فخذَ ابن آدم على كذبه عند الحساب ؛ فهل يُسأل العبد عن ذنبٍ تاب منه ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
عيد عباسي : وَرَدَ في السنة أن الله - عز وجل - يُشهِدُ فخذَ ابن آدم على كذبه عند الحساب ؛ فهل يُسأل الرجل عن ذنب تاب منه ، وإذا سئل فيجيب بالنفي بناءً على توبته أم بالإيجاب معرِّضًا نفسه للعذاب ؟
وفيه سؤال قريب منه : هل يغفر الله الذنب المتكرِّر الذي ينكره قلب فاعله ؟ وهل كلمة الجهالة في قوله - تعالى - : لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ، تعني عدم القصد أم عدم السيطرة على الحواس ؟
الشيخ : هذا سؤال مستقل ... .
عيد عباسي : إي نعم ، إذًا نبدأ بالأول .
الشيخ : السؤال الأول شو كان ؟
عيد عباسي : إشهاد فخذ الإنسان على ذنبه الذي تاب منه .
الشيخ : مَن تاب تاب الله عليه ، الذي أذنب ذنبًا ثم تاب إلى الله - عز وجل - توبة نصوحًا ؛ فهذا الذنب مُحِيَ ، بل ومن فضل ربِّه أن الأمر أرحم من ذلك ؛ لأن المذنب إذا تاب ليس فقط مُحِيَت معصيته ، بل حلَّ محلَّها حسنات ، الله - عز وجل - كما قال : فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ، هذه الآية من الآيات المبشِّرات ؛ يعني جَمَعَتْ من فضل الله - عز وجل - الشيء الكثير إلى درجة أن بعض عقول من المفسرين لم تتَّسع لقبول هذا الفضل الإلهي ، فقالوا في تفسير هذه الآية : فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ؛ أي : بعد ما تاب من الذنب هو يعمل خير ، فهالخير هو الحسنات ؛ لا ، جاءت السنة لتوضِّح وعلى رغم هؤلاء المضيِّقين المحجِّرين من رحمة الله - عز وجل - لتقول : يبدل سيئاتهم حسنات حقيقةً ؛ أي : إذا كان عامل تسعين سيئة وتاب منها كُتِبَ له تسعين حسنة ، وهكذا حواليك ، لكن لا تغترُّوا ؛ ليس معنى ذلك أنُّو المذنب التائب خير من المطيع الصابر السالك على الطريق وعلى الجادة .
هنا فيه دقيقة ؛ وهي هذا الذي أكثَرَ من الذنوب وتاب ، وتاب الله عليه ومحى سيئاته ، وأحلَّ محلَّها تلك الحسنات كما شرحنا ، لكن المؤمن الطائع الصابر الماضي في طاعته لله - عز وجل - هذا كل ما عمل حسنة يُكتب له مقابل الحسنة عشرة ، مقابلها مئة ، مقابلها سبع مئة أضعاف كثيرة ، والله يضاعف لِمَن يشاء ، وإذا كان الله - عز وجل - قد أظهر فضله على العاصين من عباده فقَلَبَ سيئاتهم التي تابوا منها إلى حسنات ، فالله - عز وجل - أكرم - أيضًا - من ذلك بالنسبة للطائعين من عباده ؛ فهو يضاعف لهم الحسنات ؛ ولذلك فمهما بُدِّلت سيئات العاصين إلى حسنات فهي حسنة مقابل سيئة ، أما لو كان مطيعًا لَوَجَدَ هناك يوم القيامة ذخرًا من الحسنات يرتفع بها في الجنة إلى الدرجات العاليات .
فالشاهد أن التوبة تمحو الحَوْبة ، فالمسلم لا يُسأل يومئذٍ عن الذنب الذي تاب منه ، وإلا تطلَّب الأمر أن يسأل كل الكفار الذين اهتدوا وأسلموا ، فالمسألة هذه يسيرة وواضحة وبيِّنة والحمد لله .
إيش ؟ أعِد السؤال الثاني .
عيد عباسي : أنُّو إذا سئل يوم القيامة يجد ... ؟
الشيخ : لا يُسأل .
وفيه سؤال قريب منه : هل يغفر الله الذنب المتكرِّر الذي ينكره قلب فاعله ؟ وهل كلمة الجهالة في قوله - تعالى - : لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ، تعني عدم القصد أم عدم السيطرة على الحواس ؟
الشيخ : هذا سؤال مستقل ... .
عيد عباسي : إي نعم ، إذًا نبدأ بالأول .
الشيخ : السؤال الأول شو كان ؟
عيد عباسي : إشهاد فخذ الإنسان على ذنبه الذي تاب منه .
الشيخ : مَن تاب تاب الله عليه ، الذي أذنب ذنبًا ثم تاب إلى الله - عز وجل - توبة نصوحًا ؛ فهذا الذنب مُحِيَ ، بل ومن فضل ربِّه أن الأمر أرحم من ذلك ؛ لأن المذنب إذا تاب ليس فقط مُحِيَت معصيته ، بل حلَّ محلَّها حسنات ، الله - عز وجل - كما قال : فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ، هذه الآية من الآيات المبشِّرات ؛ يعني جَمَعَتْ من فضل الله - عز وجل - الشيء الكثير إلى درجة أن بعض عقول من المفسرين لم تتَّسع لقبول هذا الفضل الإلهي ، فقالوا في تفسير هذه الآية : فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ؛ أي : بعد ما تاب من الذنب هو يعمل خير ، فهالخير هو الحسنات ؛ لا ، جاءت السنة لتوضِّح وعلى رغم هؤلاء المضيِّقين المحجِّرين من رحمة الله - عز وجل - لتقول : يبدل سيئاتهم حسنات حقيقةً ؛ أي : إذا كان عامل تسعين سيئة وتاب منها كُتِبَ له تسعين حسنة ، وهكذا حواليك ، لكن لا تغترُّوا ؛ ليس معنى ذلك أنُّو المذنب التائب خير من المطيع الصابر السالك على الطريق وعلى الجادة .
هنا فيه دقيقة ؛ وهي هذا الذي أكثَرَ من الذنوب وتاب ، وتاب الله عليه ومحى سيئاته ، وأحلَّ محلَّها تلك الحسنات كما شرحنا ، لكن المؤمن الطائع الصابر الماضي في طاعته لله - عز وجل - هذا كل ما عمل حسنة يُكتب له مقابل الحسنة عشرة ، مقابلها مئة ، مقابلها سبع مئة أضعاف كثيرة ، والله يضاعف لِمَن يشاء ، وإذا كان الله - عز وجل - قد أظهر فضله على العاصين من عباده فقَلَبَ سيئاتهم التي تابوا منها إلى حسنات ، فالله - عز وجل - أكرم - أيضًا - من ذلك بالنسبة للطائعين من عباده ؛ فهو يضاعف لهم الحسنات ؛ ولذلك فمهما بُدِّلت سيئات العاصين إلى حسنات فهي حسنة مقابل سيئة ، أما لو كان مطيعًا لَوَجَدَ هناك يوم القيامة ذخرًا من الحسنات يرتفع بها في الجنة إلى الدرجات العاليات .
فالشاهد أن التوبة تمحو الحَوْبة ، فالمسلم لا يُسأل يومئذٍ عن الذنب الذي تاب منه ، وإلا تطلَّب الأمر أن يسأل كل الكفار الذين اهتدوا وأسلموا ، فالمسألة هذه يسيرة وواضحة وبيِّنة والحمد لله .
إيش ؟ أعِد السؤال الثاني .
عيد عباسي : أنُّو إذا سئل يوم القيامة يجد ... ؟
الشيخ : لا يُسأل .
الفتاوى المشابهة
- قاعدة : أن التوبة من ذنب تصح مع الإصرار على... - ابن عثيمين
- ما صحة حديث ( التائب من الذنب كمن لا ذنب له ) ؟ - ابن عثيمين
- هل من فعل الخطيئة ثم تاب يتوب الله عليه؟ - ابن باز
- ما حكم توبة من تاب من ذنب ثم رجع إلى ذلك وهك... - ابن عثيمين
- تفسير قول الله عز وجل:(( إِلاَّ مَنْ تَابَ )... - ابن عثيمين
- من تاب من ذنب يتعلق بآخر فهل تقبل توبته .؟ - ابن عثيمين
- الذي يتوب ثم يرجع أكثر من مرة، هل تُقبل توبته؟ - ابن باز
- ثالثا : سعة رحمة الله عز وجل وأن الإنسان إذا... - ابن عثيمين
- حكم من تاب من ذنب ثم عاد إليه - ابن باز
- ورد في السنة أن الله يشهد فخذ ابن آدم على كذبه... - الالباني
- وَرَدَ في السنة أن الله - عز وجل - يُشهِدُ فخذ... - الالباني