شبهة حول أبدية النار
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
بعض العلماء يحتج على فناء النار بقول الله تبارك وتعالى: فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ * خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ [هود:١٠٦-١٠٧] كيف نرد على هذه الشبهة؟
نرد عليهم برد سهل جداً من وجهين: الوجه الأول: أن الله قال مثل هذا في الجنة قال: وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ [هود:١٠٨] فهل يقولون: إن الجنة غير مؤبدة لا يقولون ذلك؛ لأن الله قال: عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ [هود:١٠٨] لكن هنا قال: إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ [هود:١٠٧] والفرق بينهما ظاهر، فالجنة منة ونعمة، فبين الله فيها أثر المنة والنعمة وقال: عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ [هود:١٠٨] ، أما في النار فهي انتقام وعدل فختمها الله بقوله: إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ [هود:١٠٧] ومن فعله لما يريد أن يبقى هؤلاء أبد الآبدين في النار.
الوجه الثاني: أن هذه الآية هب أنها مشكلة، وأن الاستثناء فيها ما نعلم ما وجهه، فهل من طريق الراسخين في العلم أن يأخذوا بالمتشابه ويدعوا المحكم، أو أن يأخذوا بالمحكم ويدعوا المتشابه؟ الثاني إذاً، المحكم عندنا ثلاث آيات من القرآن: خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً [الجن:٢٣] ثلاث آيات من القرآن صريحة، فلماذا نعدل عنها إلى شيء مشتبه يحتمل أوجهاً، إننا لا نفعل هذا؛ لأن هذا من فعل الذين في قلوبهم زيغ يتبعون ما تشابه منه، ولهذا نجد أهل السنة والجماعة في كتبهم يذكرون أن الجنة والنار موجودتان الآن، وأنهما لا يفنيان، فإن قال قائل: كيف أن الله عز وجل يجعل هذا الكافر أبد الآبدين في النار؟ نقول: لأن هذا الكافر أفنى دنياه كلها في معصية الله عز وجل فأفنى الله آخرته كلها في عقابه، ثم هل هذا الكافر ترك أم جاءه نذير؟ الجواب: جاءه نذير رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ [النساء:١٦٥] بآيات بينات يؤمن على مثلها البشر، فلا عذر له لا في الدنيا ولا في الآخرة، وتأبيد النار ومن فيها لا ينافي الحكمة بل هو غاية في الحكمة.
نرد عليهم برد سهل جداً من وجهين: الوجه الأول: أن الله قال مثل هذا في الجنة قال: وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ [هود:١٠٨] فهل يقولون: إن الجنة غير مؤبدة لا يقولون ذلك؛ لأن الله قال: عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ [هود:١٠٨] لكن هنا قال: إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ [هود:١٠٧] والفرق بينهما ظاهر، فالجنة منة ونعمة، فبين الله فيها أثر المنة والنعمة وقال: عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ [هود:١٠٨] ، أما في النار فهي انتقام وعدل فختمها الله بقوله: إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ [هود:١٠٧] ومن فعله لما يريد أن يبقى هؤلاء أبد الآبدين في النار.
الوجه الثاني: أن هذه الآية هب أنها مشكلة، وأن الاستثناء فيها ما نعلم ما وجهه، فهل من طريق الراسخين في العلم أن يأخذوا بالمتشابه ويدعوا المحكم، أو أن يأخذوا بالمحكم ويدعوا المتشابه؟ الثاني إذاً، المحكم عندنا ثلاث آيات من القرآن: خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً [الجن:٢٣] ثلاث آيات من القرآن صريحة، فلماذا نعدل عنها إلى شيء مشتبه يحتمل أوجهاً، إننا لا نفعل هذا؛ لأن هذا من فعل الذين في قلوبهم زيغ يتبعون ما تشابه منه، ولهذا نجد أهل السنة والجماعة في كتبهم يذكرون أن الجنة والنار موجودتان الآن، وأنهما لا يفنيان، فإن قال قائل: كيف أن الله عز وجل يجعل هذا الكافر أبد الآبدين في النار؟ نقول: لأن هذا الكافر أفنى دنياه كلها في معصية الله عز وجل فأفنى الله آخرته كلها في عقابه، ثم هل هذا الكافر ترك أم جاءه نذير؟ الجواب: جاءه نذير رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ [النساء:١٦٥] بآيات بينات يؤمن على مثلها البشر، فلا عذر له لا في الدنيا ولا في الآخرة، وتأبيد النار ومن فيها لا ينافي الحكمة بل هو غاية في الحكمة.
الفتاوى المشابهة
- سائل يستفسر عن الآية الكريمة ( فأما الذين شق... - ابن عثيمين
- ما المقصود بالمشيئة في قوله تعالى :" وأما ال... - ابن عثيمين
- تفسير: {فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّار... - ابن باز
- فائدة : معنى قوله تعالى في سورة هود : (( ...... - ابن عثيمين
- ما معنى: {فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّ... - ابن باز
- الرد على من يقول بفناء النار - ابن باز
- بيان أن النار مخلوقة الآن، وهل هي باقية أم ت... - ابن عثيمين
- النار لا تفنى والكافر مخلد في النار - اللجنة الدائمة
- مسألة الاستثناء في أبدية الجنة - ابن عثيمين
- ما الردعلى من يقول أن النار غير مؤبدة ويستدل... - ابن عثيمين
- شبهة حول أبدية النار - ابن عثيمين