تم نسخ النصتم نسخ العنوان
بيان أن النار مخلوقة الآن، وهل هي باقية أم ت... - ابن عثيمينومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن النار موجودة الآن لقوله: أعدت ومعلوم أن هذا التركيب فعل ماض، الجملة فعل ماض والماضي يدل على وجود الشيء، وهذا أمر دلت علي...
العالم
طريقة البحث
بيان أن النار مخلوقة الآن، وهل هي باقية أم تفنى، والدليل على ذلك.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن النار موجودة الآن لقوله: أعدت ومعلوم أن هذا التركيب فعل ماض، الجملة فعل ماض والماضي يدل على وجود الشيء، وهذا أمر دلت عليه السنة فإن النبي صلى الله عليه وسلم عرضت عليه الجنة والنار ورأى أهلها يعذبون فيها رأى عمرو بن لحي الخزاعي يجر قصبه أي أمعائه في النار ورأى المرأة التي حبست الهرة حتى ماتت جوعا فلم تكن أطعمتها ولا أرسلتها تأكل خشاش الأرض، ورأى فيها صاحب المحجن يعذب وهو رجل معه محجن أي عصا دقيق الرأس كان يسرق الحجاج بهذا الطريق إذا مر به الحجاج جذبهم بالمحجن فإن تفطن صاحب الرحل بذلك ادعى أن الذي جذبه المحجن والله هذا المحجن هوالذي جذب، وإن لم يتفطن أخذه ومشى، فكان يعذب والعياذ بالله بمحجنه في نار جهنم .
ثم هل النار باقية أو تفنى؟ ذكر بعض العلماء إجماع السلف على أنها تبقى ولا تفنى، وذكر بعضهم خلافا عن بعض السلف أنها تفنى، والصواب أنها تبقى أبد الآبدين، والدليل على هذا من كتاب الله عز وجل في ثلاث آيات من القرآن في سورة النساء و سورة الأحزاب و سورة الجن، أما الآية التي في سورة النساء فهي قوله زكي؟ هات الآية من أولها
الطالب : إن الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهدي لهم طريقا إلا طريق جهنم خالدين فيها أبدا وكان ذلك على الله يسيرا

الشيخ : أحسنت بارك الله فيك. والتي في سورة الأحزاب المؤخر شاركونا بارك الله فيكم إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا خالدين فيها أبدا لا يجدون وليا ولا نصيرا والتي في سورة الجن؟ هات الآية من أولها
الطالب : ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا
الشيخ : ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا وليس بعد كلام الله كلام، حتى إني أذكر تعليقا لشيخنا عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله على كتاب شفاء العليل لابن القيم ذكر أن هذا من باب لكل جواد كبوة ولكل صارم نبوة، كيف أن المؤلف رحمه الله يستدل بهذه الأدلة على القول بفناء النار مع أن الأمر فيها واضح؟ وهو صحيح غريب على ابن القيم رحمه الله ! أنه يسوق الأدلة بهذه القوة للقول بأن النار تفنى، وعلى كل حال كما قال شيخنا في هذه المسألة لكل جواد كبوة ولكل صارم نبوة ،وهذه من كبوات ابن القيم رحمه الله والصواب الذي لا شك فيه وهو عندي مقطوع به أن النار باقية أبد الآبدين، لأنه إذا كان المخلد فيها يخلد تخليدا أبديا لزم أن تكون هي مؤبدة، لأن ساكن الدار إذا كان سكونه أبديا فلا بد أن تكون النار أيضا أبدية، وأما قوله تعالى: خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك فهي كقوله في أصحاب الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك لكن لما كان أهل الجنة نعيمهم وثوابهم فضلا ومنة بين أن هذا الفضل غير منقطع فقال: عطاء غير مجذوذ ولما كان عذاب أهل النار من باب العدل والسلطة المطلقة للرب عزوجل قال في آخر الآية: إن ربك فعال لما يريد وليس المعنى إن ربك فعال لما يريد أنهم سوف يخرجهم من النار، أو سوف يفني النار لا المعنى أنهم إنما بقوا فيها مادامت السماوات والأرض إلا ما شاء الله بمقتضى فعل الله عز وجل الذي له السلطة الكاملة .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن النار دار للكافرين لقوله: أعدت للكافرين وأما من دخلها من العصاة فإنهم لا يبقون فيها فهم فيها كالزوار وكالضيوف لابد أن يخرجوا منها، فلا تسمى النار دارا لهم بل هي دار للكافر فقط، أما المؤمن العاصي إذا لم يعف الله عنه فإنه يعذب فيها ما شاء الله ثم يخرج منها إما بشفاعة أو بمنة من الله وفضل، وأما أهل النار الذين هم أهلها فقد أعدت لهم فلا يخرجون منها ـ أجارني الله وإياكم منها ـ آمين، ولما ذكر سبحانه وتعالى هذا الوعيد لأهل النار قال: وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات لكن قبل أن نتجاوز الآية التي نحن في صدر تفسيرها .

Webiste