الشيخ : غيره تفضل .

السائل : شيخنا ، فيه أخ من السودان بعث لك سلاما اسمه أبو عبد الرحمن الأزهري بن القسم بالله يسلم عليك ويطلب منك الدعاء هذه واحدة عنده كم سؤال الحقيقة بعضها قد أجبت عليها في مرة سابقة بقي سؤال يسأل ما حكم الدخول على النساء يقول : هل يجوز ذلك إذا أمنت الفتنة وامتنعت الشهوة ويقصد النساء الأجنبيات طبعًا ؟ وكذلك التدريس .

الشيخ : من تقدم من إخواننا الذين كانوا مستندين إلى الجدار من تقدم أحدهم قبل الآخرين فقد سن سنة حسنة فاحرصوا على أن تسنوا سنة حسنة لأن الانضمام في مجلس العلم هو من السنة .في ظني أن الكلام إذا كان مسجلا عندك بقلمه أو أملي عليك بلسانه ففيه تساهل في التعبير لأنه يريد أن يقول حينما ذكر الدخول على النساء يعني مخالطة النساء لأن الدخول على النساء له معنى معروف يعني دخل على فلانة بمعنى بها بنى بها فهو يعني مجرد المجالسة والمخالطة .

السائل : نعم .

الشيخ : واضح هذا السؤال لكن في التعبير شيء من التساهل فبعد إزالة هذه الشبهة أعد علي السؤال .

السائل : يقول : ما حكم بتعبيره طبعًا بخط يده الدخول على النساء وهو يقصد طبعًا الاختلاط يعني هل يجوز ذلك إذا أمنت الفتنة وامتنعت الشهوة يقول أقصد النساء غير المحارم كذلك تدريسهن ؟

الشيخ : كذلك إيش ؟

السائل : تدريس النساء .

الشيخ : تدري .

السائل : تدريس .

الشيخ : تدريس .

السائل : تعليم .

الشيخ : تعليم نعم هو أي شيء علق بشرط وكان هذا الشرط مغموزا الجواب أنه يجوز لكن كيف هو يضمن تحقق هذا الشرط ؟ هذا لا يمكن أن يتحقق إلا في صورة جدًّا ضيقة كأن يكون الذي يريد أن يجالس النساء وأن يخالطهن وأن يدرس عليهن أن يكون في الرجال كالقواعد من النساء القواعد من النساء معروف شرعا بنصِّ القرآن الكريم : فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ، ومع ذلك ففي تمام الآية : وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ ، والقواعد من النساء معلوم في الشرع أنهنَّ اللائي لا يشتهين الرجال من جهة ولا هنَّ يشتهين من الرجال من جهة أخرى فهذا النوع وهذا الجنس من النساء أذن الله - تبارك وتعالى - لهن أن يضعن من ثيابهنَّ ، وقد اختلف علماء التفسير منذ القديم ما هو المقصود من الثياب المذكورة في هذه الآية فأكثر العلماء على أن المقصود بذلك وضع الجلباب وبعضهم يذهب إلى أن الأمر أوسع من ذلك فيشمل حتى الخمار يعني غطاء الرأس وهذا القول الأخير هو الذي كنا ألمحنا إليه قديمًا في كتابي " حجاب المرأة المسلمة " ثم أكدت ذلك في الطبعة الجديدة التي هي وشيكة الصدور وتحت عنوان جديد هو " جلباب المرأة المسلمة " بدل حجاب جلباب المرأة المسلمة هناك أكدنا أن المقصود من الآية ليس فقط الإذن للقواعد أن يضعن جلابيبهن فقط بل وخمورهن أيضًا ومع ذلك كما قلت آنفًا قال - عز وجل - : وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ ، فإذا كان الرجل الذي يريد أن يدخل على حد تعبير صاحبك على النساء بلغ هذا السن بحيث أنه لم يعد يشعر بالشهوة التي لا يلام الرجل الفحل الطبيعي في صحته وقوته لا يلام إذا ما تحرَّكت الشهوة فيه ؛ لأن الله - عز وجل - خلق البشر هكذا نساء ورجالا ولذلك ربنا - عز وجل - لما قص علينا قصة امرأة العزيز التي تسمى في بعض كتب التفسير بزليخة مع يوسف - عليه الصلاة والسلام - قال : وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ ، هَمَّ بها لولا ، فهو لم يهمَّ بها ؛ لأن الله - عز وجل - عصمه لأنه جعله نبيًّا معصومًا ، أما غير الأنبياء فلا يستطيعون أو لا يستطيع أحد من البشر قاطبة أن يدعي أنه في عصمة من أن يتأثر بمجالسته للنساء وأن يقول : أنا آمن على نفسي الشهوة إلا إذا وصل ذلك السن الذي عبر عنه فيما يتعلق منه بالنساء بلفظة القواعد إذًا باختصار هذا السؤال المعلق بذاك الشرط تحقيقه نادر جدًّا جدا وإذا أنت عرفت السائل وأنه لم يبلغ سني أنا مثلًا الثمانين تقريبا باقي سنة وأنا أخشى على نفسي من النساء حتى هذه الساعة .
الطالب : ماشاء الله لاقوة إلا بالله .

الشيخ : في ظني أنه ما بلغ هذا السن أليس كذلك ؟

السائل : انبسط شيخنا الحمد لله شيخنا شباب .

الشيخ : تفضل .