تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تفسير قوله تعالى: (فإذا جاءت الطامة الكبرى) - ابن عثيمين[تفسير قوله تعالى: (فإذا جاءت الطامة الكبرى)]ولما ذكر الله عباده بهذه النعم الدالة على كمال قدرته، ذكرهم بمآلهم الحتمي الذي لا بد منه، فقال عز وجل: فَإِ...
العالم
طريقة البحث
تفسير قوله تعالى: (فإذا جاءت الطامة الكبرى)
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
[تفسير قوله تعالى: (فإذا جاءت الطامة الكبرى)]
ولما ذكر الله عباده بهذه النعم الدالة على كمال قدرته، ذكرهم بمآلهم الحتمي الذي لا بد منه، فقال عز وجل: فَإِذَا جَاءَتْ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى [النازعات:٣٤] وذلك قيام الساعة، وسماها طامة؛ لأنها داهية عظيمة تطم كل شيء سبقها، (كبرى) أي: أكبر من كل طامة فَإِذَا جَاءَتْ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى * يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ مَا سَعَى [النازعات:٣٤-٣٥] بيان لهذا اليوم الذي تكون فيه الطامة الكبرى، وهو اليوم الذي يتذكر فيه الإنسان ما سعى، يتذكره، ويجده مكتوباً عنده يقرأه بنفسه، قال الله تعالى: وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً [الإسراء:١٣-١٤] إذا قرأه تذكر ما سعى، أي: ما عمل، أما اليوم فإنا قد نسينا ما عملنا، عملنا أعمالاً كثيرة منها الصالح ومنها اللغو ومنها السيئ، لكن كل هذا نُسي، وفي يوم القيامة يُعرض علينا هذا في كتاب، ويقال: اقْرَأْ كِتَابَكَ [الإسراء:١٤] أنت بنفسك: كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً [الإسراء:١٤] فحينئذٍ يتذكر الإنسان ما سعى وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَاباً [النبأ:٤٠] .

Webiste