تفسير قوله تعالى: (ما له من دافع)
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
[تفسير قوله تعالى: (ما له من دافع)]
قوله: إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ أي: لابد أن يقع، ولكن هل هذا التأكيد بالنسبة لعذاب المؤمنين أو لعذاب الكافرين؟ لننظر، قال الله تعالى: سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ * مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ [المعارج:١-٣] ضم هذه الآية إلى الآية التي في الطور تجد أن قوله: إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ * مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ [الطور:٧-٨] على الكافرين، فعذاب الله على الكافرين ليس له دافع، لا أحد يدفعه، لا قبل وقوعه ولا بعد وقوعه، ولهذا لا تنفعهم الشفاعة فيرفع عنهم العذاب.
أما عذاب الله للمؤمن فإن الأصل أنه واقع، كل ذنب توعد الله عليه بالعذاب فالأصل أنه واقع، لكنه مع ذلك قد يرفع بفضل من الله عز وجل، قد يرفع بالشفاعة، قد يرفع بأعمال صالحة تغمر الأعمال السيئة، ألم تر أن الله يقول: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:٤٨] ، ألم تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلاً لا يشركون بالله شيئاً إلا شفعهم الله فيه) فيرتفع عنه العذاب.
وعلى هذا نقول: عذاب الله واقع على الكافرين لا محالة، ولا دافع له، أما على عصاة المؤمنين فإن الأصل الوقوع، ما الذي يمنع وقد أنذر الله العباد وخوفهم وبين لهم؟ لكن مع ذلك قد يرتفع بأسباب متعددة.
قال تعالى: مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ [الطور:٨] (ما) نافية، و (دافع) مبتدأ مؤخر دخلت عليه (من) الزائدة للتوكيد، أي: ما من أحد ولو عظمت منزلته وقوته يدفع عذاب الله عز وجل أبداً، لا يمنعه ولا يرفعه؛ لأن (دافع) تشمل المنع والرفع؛ تشمل المنع قبل الوقوع والرفع بعد الوقوع، لا أحد يدفع عذاب الله، لا يمنعه أن ينزل ولا يرفعه إذا نزل، وإنما ذلك إلى الله وحده.
نسأل الله تعالى أن يعاملنا وإياكم بعفوه، وأن يغفر لنا ما سلف من ذنوبنا وما حضر إنه على كل شيء قدير.
قوله: إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ أي: لابد أن يقع، ولكن هل هذا التأكيد بالنسبة لعذاب المؤمنين أو لعذاب الكافرين؟ لننظر، قال الله تعالى: سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ * مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ [المعارج:١-٣] ضم هذه الآية إلى الآية التي في الطور تجد أن قوله: إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ * مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ [الطور:٧-٨] على الكافرين، فعذاب الله على الكافرين ليس له دافع، لا أحد يدفعه، لا قبل وقوعه ولا بعد وقوعه، ولهذا لا تنفعهم الشفاعة فيرفع عنهم العذاب.
أما عذاب الله للمؤمن فإن الأصل أنه واقع، كل ذنب توعد الله عليه بالعذاب فالأصل أنه واقع، لكنه مع ذلك قد يرفع بفضل من الله عز وجل، قد يرفع بالشفاعة، قد يرفع بأعمال صالحة تغمر الأعمال السيئة، ألم تر أن الله يقول: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:٤٨] ، ألم تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلاً لا يشركون بالله شيئاً إلا شفعهم الله فيه) فيرتفع عنه العذاب.
وعلى هذا نقول: عذاب الله واقع على الكافرين لا محالة، ولا دافع له، أما على عصاة المؤمنين فإن الأصل الوقوع، ما الذي يمنع وقد أنذر الله العباد وخوفهم وبين لهم؟ لكن مع ذلك قد يرتفع بأسباب متعددة.
قال تعالى: مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ [الطور:٨] (ما) نافية، و (دافع) مبتدأ مؤخر دخلت عليه (من) الزائدة للتوكيد، أي: ما من أحد ولو عظمت منزلته وقوته يدفع عذاب الله عز وجل أبداً، لا يمنعه ولا يرفعه؛ لأن (دافع) تشمل المنع والرفع؛ تشمل المنع قبل الوقوع والرفع بعد الوقوع، لا أحد يدفع عذاب الله، لا يمنعه أن ينزل ولا يرفعه إذا نزل، وإنما ذلك إلى الله وحده.
نسأل الله تعالى أن يعاملنا وإياكم بعفوه، وأن يغفر لنا ما سلف من ذنوبنا وما حضر إنه على كل شيء قدير.
الفتاوى المشابهة
- تفسير سورة الطور الآيات ( 1- 8 ) وآيات اخرى... - ابن عثيمين
- قوله :( لا صلاة وهو يدافع الأخبثان ) هل المر... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (فما له من قوة ولا ناصر) - ابن عثيمين
- هل مَن قَتَلَ شخصًا وهو يدافع عن نفسه عليه شيء ؟ - الالباني
- تفسير قوله تعالى:(( ...ولايزنون...)). - ابن عثيمين
- حكم صلاة من يدافعه الأخبثان - ابن باز
- ما حكم صلاة من يدافع أحد الأخبثين ؟ - الالباني
- ما حكم صلاة الرجل إذا صلى وهو يدافع الأخبثان ؟ - ابن عثيمين
- كيف أن ثمامة بمجرد ما أسلم أراد أن يدافع عن... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (إن عذاب ربك لواقع) - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (ما له من دافع) - ابن عثيمين