تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شباب في حوش ويبعد المسجد عنهم كيلوا إلا ربع... - ابن عثيمينالسائل : شباب موجودين في حوش يا شيخ وبينهم وبين المسجد تقريبا كيلو أو كيلو إلا ربع ويصلون في نفس الحوش يقولون : فهل تجب علينا صلاة الجماعة مع العلم أن ب...
العالم
طريقة البحث
شباب في حوش ويبعد المسجد عنهم كيلوا إلا ربع ويصلون في نفس الحوش فهل تجب عليهم صلاة الجماعة, وما نصيحتكم لمن يذهب وقته في هذه الحشوش من بعد العصر إلى منتصف الليل وجلوسهم بدون فائدة.؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : شباب موجودين في حوش يا شيخ وبينهم وبين المسجد تقريبا كيلو أو كيلو إلا ربع ويصلون في نفس الحوش يقولون : فهل تجب علينا صلاة الجماعة مع العلم أن بعضهم يطلع يصلي مع الجماعة يعني ... متفرقين بعضهم يصلي في الحوش وبعضهم يصلي برا ثم ماذا تنصحهم يعني تذهب أوقات كثيرة من بعد العصر حتى 11 أو 12 في الليل وهم جالسين جلوس عادي لا يكون فيه ثمرة أو فائدة ؟

الشيخ : هذه الظاهرة التي ذكرها السائل، يقول : الآن فتح الناس بما يسمى بالاستراحات، عمروا أحواشا وفيها شيء من الأشجار أو النبات وصاروا يخرجون إليها من بعد صلاة العصر إلى منتصف الليل أو قريبا من منتصف الليل، والغالب أنهم لا يحصلون على فائدة إلا مجرد ضياع الوقت وأنس بعضهم ببعض، وما أشبه ذلك وقد تشتمل هذه الجلسات على شيء محرم، فقد سمعنا أن في بعض هذه المستراحات في بعضها الدشوش الدشوش التي لا يشك أحد اليوم في أنها تدمر الأخلاق، وتدمر الأديان، لأنها تلتقط ما يشاهد على شاشة التلفزيون بواسطتها، تلتقط ما يبث في البلاد الفاسدة، من بلاد الكفر وغيرها، فيكون عندهم هذا الدش، ثم يبقون يشاهدون ما يشاهدون فيه من المفاسد والمناكر فيزدادون بعدا من الله - والعياذ بالله، وتسهل عليهم الأمور المنكرة، لأنهم يمارسونها ويشاهدونها، ومن المعلوم أن من اعتاد على شيء هان عليه، ويقال في المثل السائر : " مع كثرة الإمساس يقل الاحساس "، فهذه المستراحات يحصل فيها مثل هذه المفسدة ويحصل فيها مفسدة أخرى أيضاً، بترك الصلاة مع الجماعة، فتجد هذا المكان قريب من المسجد، ومع ذلك لا يصلون في المسجد يصلون في مكانهم، مع أنهم يمكن أن يذهبوا إلى المسجد بكل راحة، ويرجعوا إلى المكان بكل راحة ، يعني ليس كالذين يكونون في دائرة عمل لو خرجوا إلى المسجد تفرقوا وتوزعوا وتعطل العمل أو في مدرسة لو خرج الطلاب إلى المسجد لانتثروا في المسجد وأساؤوا إلى أهل المسجد، في الحركات أو تفرقوا إلى أهلهم ولم يصلوا، يعني نحن لو عذرنا أصحاب المكاتب وأصحاب المدارس، إذا صلوا في مدارسهم ومكاتبهم لم نعذر هؤلاء، لأن هؤلاء عدد محصور يمكن أن يذهبوا جميعا ويرجعوا جميعا، فلا عذر لهم فيما نرى في ترك الصلاة في المساجد حتى لو صلوا جماعة، فإن ذلك لا يكفي عن حضور المسجد لقول النبي عليه الصلاة والسلام : "لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلا فيصلي بالناس ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار" إلى قوم ، مع أن هؤلاء القوم ربما يقومون الجماعة في مكانهم، لكن أراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يحضروا إلى المسجد وقال لرجل حين استأذنه في ترك الحضور قال : "هل تسمع النداء ؟ قال : نعم، قال فأجب" فلو تبلغهم جزاك الله خيرا عني - الشيخ - بأنه يجب عليهم أن يصلوا في المسجد، ثم يرجعوا إلى مكانهم، وكذلك أوجه النصيحة إلى من وضع الدش في هذه المستراحات، وأقول له : اتق الله في نفسك لا تكون سببا لدمار الأخلاق، وفساد الأديان بما يشاهد في هذه الدشوش، كما أني بالمناسبة : أحذر صاحب كل بيت، من أن يضع في بيته مثل هذا الدش لأنه سوف يخلفه بعد موته، أني أسأل واضع الدش في بيته وهو يرى هذه المناكر التي تبث منه أسأله هل هو بهذا ناصح لأهله أو غاش، سيكون الجواب ولا بد أنه غاش، إلا أن يكون ممن طبع الله على قلبه فلا يحس فهذا شيء آخر، لكن سيقول إنه غاش فأقول له : أذكر قول الرسول عليه الصلاة والسلام : "من استرعاه الله على رعية فمات حين يموت وهو غاش لها حرم الله عليه الجنة" فأنت الآن إذا مت، وقد وضعت لأهلك هذا الدش الذي لا يشك أنه غش في البيت، لأن البيت فيه نساء وفيه سفهاء من الصغار لا يتحاشون الشيء المحرم، يعني لو فرض أن إنسان عاقل عنده هذا الدش وليس في البيت أحد، ويقول : أنا أريد أن أطالع ما فيه مصلحة لي، أو أطالع أخبار الناس، ولكن إذا جاءت الأمور المنكرة، أقفلته، لو قال أحد هكذا، نفول : ربما لا بأس به مع أنه على خطر، أن نفسه تستدرجه حتى يقع في الهلاك، وعلى خطر أنه إذا بقي بعد موته، يرثه من لا يستخدمه إلا استخداما سيئا، ثم هو لا يدري متى يموت، لذلك نصيحة لإخواني أن يبتعدو عن هذا الدش، وأن يفروا منه فرارهم من الأسد، وإلا كيف يليق بالإنسان أن يأتي بشيء يدمر أخلاقه وأخلاق أهله، نسأل الله العافية. اللهم عافنا.
أما قضاء الوقت، تعرف أن الوقت طويل من صلاة العصر إلى قريب من منتصف الليل، لاسيما في أيام الصيف يطول العصر، فهو لو كان عندهم مثلا مسبح، يقضونه في السباحة، عندهم أشياء مثلا أهداف يترامون عليها ولو بالبندقية الصغيرة، التي تسمى أم الحبة وكذلك السباق على الأقدام، كل هذا عمل طيب مريح للنفس، ثم قراءة ما تيسر من كتب العلم النافعة، أو كتب القصصة النافعة، أو أهم من ذلك كله أيضاً أن يقرأوا سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وخلافائه الراشدين .
الطالب : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
الطالب : شيخنا في بعض النسخ من * بلوغ المرام * في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن أعرابيا جاء إلى المسجد فبال في طائفة من المسجد فزجره الناس فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم فلما ... هو هذا لم توجد في * الصحيحين *.

الشيخ : إذا كانت لا توجد في * الصحيحين * وليس لها معنى معناها أنها غلط غلط غلط ... فالصواب فلما قضى بوله يعني انتهى منه إذا كان النسخة عندك هكذا صححها ما فيه رواية أبدا وما لها معنى .
الطالب : فيه رواية .

الشيخ : خير إن شاء الله .

Webiste