تم نسخ النصتم نسخ العنوان
محاسبة النفس على أداء الديون ومعاملة الأهل. - ابن عثيمينالشيخ : عليك أن تحاسب نفسك. هل أنت أديت ما يجب عليك لمن يعاملك؟ هل أنت أديت الدين الذي في ذمتك غير مؤجل وأنت قادر عليه؟ إنك إن أخرت الوفاء فأنت في ظلم إ...
العالم
طريقة البحث
محاسبة النفس على أداء الديون ومعاملة الأهل.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : عليك أن تحاسب نفسك. هل أنت أديت ما يجب عليك لمن يعاملك؟ هل أنت أديت الدين الذي في ذمتك غير مؤجل وأنت قادر عليه؟ إنك إن أخرت الوفاء فأنت في ظلم إلى أن توفي. قال النبي صلى الله عليه وسلم : مطل الغني ظلم . فكل لحظة تمر على شخص عليه دين حال ولم يخرجه فإنه يكون به ظالما. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة . فكر يا أخي في معاملتك أهلك. هل أنت قمت بواجب الزوجة؟ هل أنت عاشرتها بالمعروف؟ أو جعلتها كأمة مستامة لا تبالي بها. ولا يهمك القيام بحقها، بل ضيعتها وأضعتها. فكر في أولادك. هل أنت قمت بحقهم في وجوب الرعاية؟ في منعهم عن المحرمات؟ في حملهم على الواجبات؟ كل هذا يجب أن نحاسب أنفسنا عليه. فكر. هل أنت قمت بحق إخوانك المسلمين؟ هل أنت تفشي السلام أو أنت تهجر؟ فكر في نفسك. هل كذبت يوما من الدهر في هذا العام الماضي؟ هل نصحت في المعاملة؟ أشياء وأشياء كثيرة نفرط فيها ونهمل ولا نحاسب أنفسنا عليها. مع أن التجار وهم أصحاب الأموال الفانية تجدهم يدققون جدا في نهاية العام. أما في المستقبل فالعام المستقبل لا ندري ما الله صانع فيه. أيامنا ثلاثة : يوم مضى بما فيه ولا يمكن تداركه، ويوم مستقبل لا ندري ما الله صانع فيه. كما قال الله عز وجل : وما تدري نفس ماذا تكسب غدا . ويومنا الحاضر أوله مضى وآخره لم يأت بعد. ولا ندري ماذا يكون فيه. إذن علينا أن نعد أنفسنا للمستقبل، عزيمة صادقة ورغبة في الخير كاملة حتى نتلقى ونستقبل عامنا الجديد بجد وإخلاص وطاعة لله عز وجل. وليعلم أيها الإخوة : أن هذه الدنيا ليست دار مقام حتى يحرص الإنسان على إكمال الترف فيها. إنها دار ممر، إنها دار عمل صالح. لكنها والله أطيب دار لمن عمل صالحا. أطيب دار بالنسبة للآخرين. وإلا فالآخرة خير وأبقى. لا شك، لكن لو سألنا سائل : من أطيب الناس عيشا في هذه الدنيا؟ لقلنا : هو الذي آمن وعمل صالحا، كما قال ربنا عز وجل : مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ .

Webiste