تم نسخ النصتم نسخ العنوان
أنا شاب في العشرين من العمر أعبد الله حقا ول... - ابن عثيمينالسائل : أنا شاب في العشرين من العمر أعبد الله حقا ولم أفعل شيئا يغضب الله عز وجل ، قلبي مطمئن بالإيمان والحمد لله ، تراودني دائما فكرة عدم الزواج أي لا...
العالم
طريقة البحث
أنا شاب في العشرين من العمر أعبد الله حقا ولم أفعل شيئا يغضب الله عز وجل قلبي مطمئن بالإيمان والحمد لله ولكن تراودني دائما فكرة عدم الزواج أي لا أريد أن أتزوج خشية أن تلهيني الدنيا ومتاعها الزائل عن ذكر الله وعبادته العبادة الصالحة، فهل هناك حرج إذا أفنيت عمري بدون زواج ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : أنا شاب في العشرين من العمر أعبد الله حقا ولم أفعل شيئا يغضب الله عز وجل ، قلبي مطمئن بالإيمان والحمد لله ، تراودني دائما فكرة عدم الزواج أي لا أريد أن أتزوج خشية أن تلهيني الدنيا ومتاعها الزائل عن ذكر الله وعبادته العبادة الصالحة ، فهل هناك حرج إذا أفنيت عمري بدون زواج ؟ ما رأي الشرع في نظركم يا شيخ محمد في هذا ؟

الشيخ : أولاً نقول : إن تحدث الإنسان عن نفسه بما يقوم به من عبادة الله عز وجل إن كان لغرض صحيح بأن يقصد بذلك التحدث بنعمة الله سبحانه وتعالى عليه أو يقصد بهذا أن يقتدي الناس به فهذا لا حرج فيه ، وإن كان تحدثه عن نفسه بما يقوم به من عبادة الله يقصد به تزكية نفسه وإظهار عبادته للناس فليس على خير ، لأن الله تعالى يقول : فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى والذي أرجوه أن يكون هذا السائل إنما تحدث عن نفسه بما يقوم به من عبادة الله على سبيل الإخبار والتحدث بنعمة الله لا مراءات للناس ولا قصداً لمدحهم .
وسؤاله عن ترك الزواج خوفاً من أن يفتتن بالدنيا فجوابه أن نقول : إن الزواج من عبادة الله عز وجل ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر به فقال : يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج وهو على الأقل مستحب ، وقد يكون واجباً ، يكون واجباً إذا قصد الإنسان بتركه التبتل والانقطاع ، ولهذا لما اجتمع نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وسألوا عن عباداته في السر كأنهم تقالوها وقالوا : إن النبي صلى الله عليه وسلم قد غفر الله له من ذنبه ما تقدم وما تأخر و وطمعوا أن يقوموا ما هو أشق من العبادة فقال بعضهم : أصوم ولا أفطر ، وقال الثاني : أقوم ولا أنام ، وقال الثالث : لا أزوج النساء ، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال عليه الصلاة والسلام : أما أنا فأصوم وأفطر وأقوم وأنام وأتزوج النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مني .
وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن التبتل وهو الانقطاع عن الزواج ، فأشير على هذا السائل إذا كان لديه قدرة واستطاعة أن يتزوج ، وأبشره أن الزواج من عبادة الله حتى صرح أهل العلم بأن الزواج مع الشهوة أفضل من نوافل العبادة ، وعلى هذا فإني أحثه على أن يتزوج ليحصن فرجه وفرج امرأته ، ولعل الله أن يجعل بينهما ولداً صالحاً ينفع الله به الناس وينفع به والديه .

Webiste