تم نسخ النصتم نسخ العنوان
طلبت الطلاق من زوجي لعدم الوفاق في حياتنا ال... - ابن عثيمينالسائل : طلبت الطلاق من زوجي لعدم الوفاق في حياتنا الزوجية فرفض ، فهل يجوز أن أنفصل بحياتي وأولادي عنه دون الطلاق حيث أنني لا أستطيع أن أؤديه حقوقه الزو...
العالم
طريقة البحث
طلبت الطلاق من زوجي لعدم الوفاق في حياتنا الزوجية فرفض فهل يجوز أن أنفصل بحياتي وأولادي دون الطلاق حيث أنني لا أستطيع أن أؤديه حقوقه الزوجية ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : طلبت الطلاق من زوجي لعدم الوفاق في حياتنا الزوجية فرفض ، فهل يجوز أن أنفصل بحياتي وأولادي عنه دون الطلاق حيث أنني لا أستطيع أن أؤديه حقوقه الزوجية ؟

الشيخ : الواجب على كل من الزوجين أن يعاشر صاحبه بالمعروف لقول الله تعالى : { ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف } ولقوله تعالى : { وعاشروهن بالمعروف } .
وهنا نقول في جواب هذه السائلة : إذا كان الخطأ من الزوج هو الذي فرط فيما يجب عليه نحوك ولم يقم به أو اعتدى على ما لا يحل له منك فانتهكه فلك الحق في أن تطلبي "الطلاق" إذا لم تتمكني من الصبر عليه .
وإن كان الأمر بالعكس وكان الخطأ منك أنت التي فرطت في حق الزوج فلا يحل لك أن تفرطي في حقه أو تعتدي في حقه ، ولا يحل لك أن تطلبي الطلاق أيضاً ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة" .
وأما إذا كان الأمر لا منك ولا منه ولكن كان في قلبك كراهة له شديدة لا يمكن أن تبقي معه فلا حرج عليك في هذه الحال أن تطلبي الطلاق ، فإن امرأة ثابت بن قيس بن الشماس رضي الله عنه جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقالت يا رسول الله : ثابت بن قيس لا أعيب عليه خلقاً ولا دين ولكني أكره الكفر في الإسلام ، أي أكره أن أكفر حقه ولا أقوم به ، فتطلب رضي الله عنها الفراق ، فقال لها النبي عليه الصلاة والسلام : "أتردين عليه حديقته" قالت : نعم فقال النبي صلى الله عليه وسلم له أي لثابت : "اقبل الحديقة وطلقها تطليقة" فهذا حكم طلب المرأة الطلاق .
أما بقاؤها مع زوجها ولكن لا تقوم بحقه فهذا حرام عليها إلا إذا كان ذلك في مقابلة الزوج الذي لا يقوم بالحق ، فإن للمرأة إذا منع زوجها حقها أن تمنعه من حقه بقدر ما منعها من حقها لقوله تعالى : { فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم } ولقوله تعالى : { وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به } .
لكن إذا صارت حال الزوجين على هذا الوصف فإن الواجب السعي في الإصلاح بينهما بحيث يسعى إلى رجال ذوي دين وخلق من أقارب الزوجين لينظروا في الأمر ويصلحوا بينهما لقوله تعالى : { وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها إن يريدا أصلاحاً يوفق الله بينهما } .
أسأل الله التوفيق أن يجمع بين كل زوجين بخير .

Webiste