تم نسخ النصتم نسخ العنوان
هل على كل مسلم أن يضحي وهل يجوز اشتراك خمسة... - ابن عثيمينالسائل : من محافظة نينواء يقول هل على كل مسلم أن يضحي وهل يجوز اشتراك خمسة أفراد في أضحية واحدة نرجو بهذا إفادة مأجورين؟الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأ...
العالم
طريقة البحث
هل على كل مسلم أن يضحي وهل يجوز اشتراك خمسة أفراد في أضحية واحدة نرجو بهذا إفادة مأجورين ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : من محافظة نينواء يقول هل على كل مسلم أن يضحي وهل يجوز اشتراك خمسة أفراد في أضحية واحدة نرجو بهذا إفادة مأجورين؟

الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى ءاله وأصحابه أجمعين، الأضحية هي الذبيحة التي يتقرب بها الإنسان إلى الله في عيد الأضحى والأيام الثلاثة بعده وهي من أفضل العبادات لأن الله سبحانه وتعالى قرنها في كتابه بالصلاة فقال جل وعلا إنا أعطيناك الكوثر فصلّ لربك وانحر وقال تعالى قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين وضحى النبي صلى الله عليه وسلم بأضحيتين إحداهما عنه وعن أهل بيته والثانية عن من ءامن به من أمته وحث الناس عليها صلوات الله وسلامه عليه ورغّب فيها وقد اختلف العلماء رحمهم الله هل الأضحية واجبة أو ليست بواجبة على قولين فمنهم من قال إنها واجبة على كل قادر للأمر بها في كتاب الله عز وجل في قوله فصلّ لربك وانحر ولما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم فيمن ذبح قبل الصلاة أن يذبح بعد الصلاة وفيما روي عنه من وجد سعة فلم يضحي فلا يقربن مصلانا فلا ينبغي للإنسان أن يدع الأضحية مادام قادرا عليها بل يضحي بالواحدة عنه وعن أهل بيته ولا يجزئ أن يشترك اثنان فأكثر اشتراك ملك في الأضحية الواحدة من الغنم ضأنها أو معزها أما الاشتراك في البقرة أو في البعير فيجوز أن يشترك السبعة في واحدة، هذا باعتبار الاشتراك بالملك وأما التشريك بالثواب فلا حرج أن يضحي الإنسان بالشاة عنه وعن أهل بيته وإن كانوا كثيرين بل له أن يضحي عن نفسه وعن علماء الأمة الإسلامية وما أشبه ذلك من العدد الكثير الذي لا يحصيه إلا الله.
وهنا أنبه لأمر يفعله بعض العامة معتقدين أن الأضحية إنما تكون عن الميت حتى إنهم كانوا فيما سبق إذا قيل لأحدهم هل ضحيت عن نفسك يقول أضحي وأنا حي.

السائل : نعم.

الشيخ : يستنكر هذا الأمر ولكن ينبغي أن يُعلم أن الأضحية إنما شُرعت للحي فهي من السنن المختصة بالأحياء ولهذا لم يرد عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه ضحى عن أحد من الذين ماتوا من أقاربه أو من زوجاته على وجه الإنفراد فلم يضحي عن خديجة ولم يضحي، وهي زوجته وأول زوجاته رضي الله عنها ولا عن زوجته زينب بنت خزيمة التي ماتت بعد تزوّجه إياها بمدة غير طويلة ولم يضحي عن عمه حمزة بن عبد المطلب الذي استشهد في أحد إنما كان يضحي عنه وعن أهل بيته وهذا يشمل الحي والميت وهناك فرق بين الاستقلال والتبع فيضحى عن الميت تبعا بأن يضحي الإنسان عنه وعن أهل بيته وينوي بذلك الأحياء والأموات وأما أن يضحي عن ميت بخصوصه بعينه فهذا لا أصل له من السنّة فيما أعلم، نعم إذا كان الميت قد أوصى بأضحية فإنه يُضحى عنه تبعا لوصيته وأرجو أن يكون هذا الأمر الأن معلوما وهو أن الأضحية إنما تُشرع في الأصل في حق الحي لا في حق الميت فالأضحية عن الميت تكون بالتبع وتكون بالوصية أما تبرّعا من أحد فإنها وإن جازت لكن الأفضل خلاف ذلك. نعم.

Webiste