-- نحن ... المكان .
السائل : يعني المسألة يا شيخ ... .
الشيخ : لكن مثلي ومثل غيري كمثل الحائط قال لوتد : لم تشقُّني ؟ قال : اسأل من يدقُّني !
السائل : ... على رأس ... .
الشيخ : تضطرني أجلس هنا من شان ولا من شان التكليف --
= الذين يسمُّون بعض الجمل مجازًا يقول ابن تيمية هي الحقيقة ؛ لأنَّ المعنى الذي يتبادر إلى الذِّهن أول ما يطرق الكلام سمع السامع هو هذا المعنى الحقيقي ؛ فهو يذكر - مثلًا - في مثل قوله - تعالى - : { واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها وإنا لصادقون } ؛ يقولون : هذا مجاز بالحذف ، هذا اصطلاح ، لكن لا أحد من العرب - بل ومن الأعاجم المستعربين - يتبادر لذهنه أن الله - عز وجل - يعني : { واسأل القرية } يعني جدرانها حيطانها أرضها جبالها وديانها إلى آخره ، وإنما يتبادر إلى الذهن المعنى الذي سمُّوه مجازًا ؛ فإذًا قضية اصطلاح ، لكن إذا جاء هذا الاصطلاح إلى تعطيل الحقيقة التي يعترفون بالقاعدة أنَّه لا يجوز الخروج عنها إلا بقرينة ، والقرينة مقـ...ـودة ؛ فحينئذٍ يكون تعطيلًا للقرآن حقيقةً باصطلاح طارئ ، فقولهم - مثلًا - : { وجاء ربك والملك صفًّا صفًّا } ، { جاء ربك } يقولون تقدير مضاف محذوف ؛ أي : رحمة ربك ، أو عزة ربك ، أو نحو ذلك ، طيب ؛ ما هي الضرورة التي اضطرَّتهم إلى مثل هذا التأويل ؟ لا شيء أبدًا ؛ فإذًا هنا قضيتان : القضية الأولى : أن الحقيقة والمجاز هي اصطلاح ، ثم طبَّقوه في ذهن ما ينطبق عليه الاصطلاح بشهادة قولهم أنه لا يجوز الخروج عن الحقيقة إلا لضرورة أو قرينة تمنَعُنا من أن نفهم العبارة على ظاهرها ، ومن هنا يكون كلام ابن تيمية وابن القيم - رحمه الله - ومَن سار مسيرتهما أنه لا مجاز ؛ أي : بالاصطلاح المتأخر ، أما - مثلًا - قوله - تعالى - : { إنك بأعيننا } فهي كمثل القرية ، لا يقال هنا هذا مجاز ، وإنما هي الحقيقة ؛ لأنه لا يفهم معنى آخر من هذه الجملة ، وعلى ذلك فقِسْ كما يقولون .
نعم .