الشيخ : ... المأمور به أن المخالف يكون قد ارتكب كبيرة من الكبائر يكفي هذا ما يكفي إذا كان هذا اعتمادك فقد انهار عمادك ... أقول أمر الرسول صلى الله عليه وسلم يفيد الوجوب هذا معروف بالقيد المعروف إذا لم يكن هناك صارف ، نهي الرسول عن شيء يفيد التحريم إذا لم يكن أيضا هناك صارف ، لكن هل أمره للشيء الذي أفاد وجوبه أنه يعني أن تركه كبيرة ؟ أو نهي الرسول عن شيء يعني أنه من ارتكبه فقد ارتكب كبيرة من الكبائر ؟ الجواب لا ، وإن كنت لم تفعل بعد ؟ فأنا أرى وأعني ما أقول إن كنت لم تفعل بعد أرى أن تعود إلى الزواجر عن اقتراف الكبائر للهيتمي الفقيه فهناك ستجد بحثاً في الأدلة التي إذا وجدت تقتضي أن يكون الأمر كبيرة من الكبائر سوى ما ذكرت من تلك الأدلة ، هذا يفيد أن الأمر يفيد الوجوب والنهي يفيد التحريم لا أكثر ، فإذن قولك أمر الرسول لا يفيدك أنه من الكبائر ، هل هناك شيء تستحضره غير هذا !

السائل : في لعن المتشبهين هذا حلق اللحى هو تشبه بالنساء ؟

الشيخ : هذا هو الجواب، قلت لك أن ترجع إلى الزواجر فهناك ذكر عن كثير من العلماء أنه من الدليل على كون الشيء كبيرة هو ارتباطه بلعن إما من الله وإما من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن هنا يوجد شيء بالنسبة للآخرين وليس بالنسبة لنا على ما أعتقد ، لا شك أن هذا اللعن يفيد لعن التشبه ، تشبه الرجال بالنساء ، فمن اقتنع مثلنا أن حلق الرجل للحيته هو تشبه ظاهر بالنساء لا يسعه إلا أن يسلّم تسليماً بأنه من الكبائر لكن يجب أن تعطي احتمال أنه ليس كل الناس ... هذه الملاحظة ينبغي أن نلاحظها حتى لا نشتد على المخالفين ويقولوا بأننا نقول رأينا على الآخرين ، نحن نقول هذا رأينا وهذا تشبه واضح وكما أقول ولعلك تتعرض لمثل هذا المثال فأقول لو أن امرأة وضعت على خدّيها لحية مستعارة كاللوردات البريطانيين أو الإنكليز ، لا أحد من الرجال الحليقين يمتنع من أن يقول هذه المرأة متشبهة بالرجال ولو أنه متشبه بالنساء ، فحلق الرجل للحيته على العكس من ذلك هو متشبه بالنساء مع فارق كبير جداً بين التشبهين إذا صح هذا التعبير ، يسمح لنا أبو مالك تشبهين ماشي !
أبو مالك : ماشي ... .

الشيخ : مع الفرق الكبير بين التشبهين المرأة لا تزيد ولا تتكلف أكثر من وضع مثلما تفعل بوضع الباروكة فقط بينما الرجل يطيح بلحيته أرضاً ثم يقف أمام المرآة في كل يوم وربما صباح مساء إلى آخره ثم بمناسبة العيد المبارك يعصي الله يعصب كفاحاً بالشر بالتشبه بالكفار وبالنساء إلى آخره ، شتّان بين التشبهين ، مع ذلك لماذا يستنكر الرجال على المرأة أن تضع على وجهها لحية مستعارة ؟ لأنه غير معتاد ، لكن لو سادت موضة وضع النساء لحية مستعارة لصارت كحلق الرجال للّحى أبو مالك : متسويان !

الشيخ : ولا نكيل يعني ! ، فالعادة غلّابة جداً ، فهذا المثال يوضح تماماً أن حلق اللحية هو من الكبائر ، هذا لمن لا يريد أن يتبع هواه وعاداته وتقاليده إلى آخره هذا لمن يريد أن يستسلم لرسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال عزوجل فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا .

السائل : شيخنا أيضا فيه تشبيهين هنا أيضا تشبه بالنساء وتشبه بالكفار !

الشيخ : أي نعم بس الفرق كما لا يخافكم عندنا لعن المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال لكن ما عندنا لعن المتشبهين بالكفار عندنا الأوامر .

السائل : لكن فيه شيء من تشبه بقوم فهو منهم .

الشيخ : معليش نحن نتكلم اللعن الذي هو دليل واضح بالكبيرة ، أي نعم .