استدلالهم بحديث ( من سن في الاسلام سنة حسنة........) ورد الشيخ عليهم .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : من أشهر ما يستدل به الجماهير اليوم في استحسانهم للإبتداع في الدين الحديث المشهور في صحيح مسلم : من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة دون أن ينقص من أجورهم شيء ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة دون أن ينقص من أوزارهم شيء .
يستدلون بهذا الحديث على أن في الإسلام بدعة حسنة وبدعة سيئة ، وكشف الخطأ في هذا الإستدلال يمكن أن يقوم على أمرين اثنين :
الأمر الأول أن نستحضر سبب ورود الحديث فإن معرفتنا بسبب ورود الحديث سيكشف لنا مباشرة خطأ الاستدلال بالحديث على أن في الإسلام بدعة حسنة لم يأت بها الرسول عليه السلام ولا أمر بها وإنما يستحسنها المسلمون .
سبب هذا الحديث كما هو أيضاً مذكور مع الحديث في صحيح مسلم وغيره ، يقول جرير بن عبد الله البجلي : كنا جلوسا عند مع النبي صلى الله عليه و سلم فجاءه أعراب مجتابي النمار متقلدي السيوف عامتهم من مضر بل كلهم من مضر فلما رآهم رسول الله تمعر وجه أي ظهرت عليه ملامح الحزن والأسى لما رأى في هؤلاء المضريين من فقر مدقع فخطب عليه الصلاة والسلام في الناس فوعظهم وذكرهم وكان من جملة ذلك أن قال لهم يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني فأصدق وأكن من الصالحين قرأ هذه الآية يحض فيها الصحابة الصدقة على هؤلاء وزاد في ذلك أن قال فيه عليه الصلاةوالسلام مفسرا تصدق بدرهم بديناره بصاع بره بصاع شعيره فكان أن قام رجل منهم لينطلق إلى داره ويعود ومعه ما تيسر له من صدقة وضعها أمام الرسول صلوات الله وسلامه عليه فلما رآه سائر الصحابة قام كل منهم أيضا وجاء بما تيس رمن صدقة فاجتمع أمام الرسول صلوات الله وسلامه عليه كأمثال الجبار من الطعام والدراهم فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صار وجهه كأنه مذهبة تهلل وجهه كأنه مذهبة أي فضة المطلية بالذهب تبرق أسارير وجهه عليه الصلاة والسلام فرحا لاستجابة أصحابه لدعوته عليه الصلاة وقال من سن في الإسلام سنة حسنة ... إلى آخر الحديث .
الآن هم يفسّرون من سن بمعنى من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة ، وهنا في الشطر الثاني ومن سن في الإسلام سنة سيئة أي ابتدع في الإسلام بدعة سيئة يفسرون من سن بمعنى بمن ابتدع في كل من الموضعين الآن نعود إلى الشطر الأول من هذا الحديث الذي فيه من سن في الإسلام سنة حسنة وهم يفسرونها بالبدعة الحسنة فأين البدعة في هذه القصة حتى يصح تفسير الحديث بما يذهبون إليه ، لا نجد في هذه القصة سوى الصدقة ، والصدقة مشروعة بنص القرآن فقبل هذه الحادثة رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكّرهم بالآية السابقة أنفقوا مما رزقناكم فإذن هذه الصدقة ليست بدعة وأكّد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وحضّهم أن يتصدّق أحدهم ولو بدرهم . فإذن ليس في هذه الحادثة بدعة حسنة حتى يقال إن الرسول قال بهذه المناسبة من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة . لا يتجاوب أبداً لو حرّفنا لفظ الحديث إلى هذا اللفظ من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة لا يتجاوب هذا اللفظ مع الحادثة مطلقاً لأن الحادثة ليس فيها بدعة مطلقاً ، فهذا يبين خطأ هذا التفسير ، وأنا كما أقول بمثل هذه المناسبة إن تفسير هذا الحديث بهذا التفسير المتأخر من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة لا يفعلها رجل أعجمي ليس عربياً إذا كان عنده شيء من الفقه الإسلامي وشيء من المعرفة باللغة العربية لأنه ليس هناك تطابق ولا أي موافقة بين الواقعة وبين قول من قد يقول من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة في مثل هذه المناسبة فهذا يدل على خطأ هذا التفسير ، والتفسير الصحيح واضح جداً من تأمّلنا تأمّلاً قليلاً في الحادثة ، فإذا عدنا إلى نظم الحديث : من سنّ في الإسلام سنّة حسنة ، نسأل الآن : الصدقة حسنة أم سيئة ؟ لا شك أنها حسنة . طيب هل كان قد شرعها الله عز وجل بنص الآية السابقة وشرعها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه أم لا ؟ الجواب نعم.
إذن هذا المتصدق الأول لم يأت ببدعة حسنة لم يأت بشيء جديد لم يكن معروفاً من قبل بل الصدقة من فضائل الأعمال وجاء فيها أحاديث كثيرة.
إذن ما معنى قول الرسول عليه السلام في هذا الحديث بالذات من سن في الإسلام سنة حسنة ؟ واضح جداً من الحادثة أن الرجل الأول كان أول من استجاب لموعظة الرسول الله صلى الله عليه وسلم وأول من انطلق إلى داره ليأتي بما تيسر له من الصدقة فاتبعه الصحابة على ذلك فكان هو بانطلاقه أول كل إنسان أنّ لهؤلاء هذه السنة الحسنة . فهو إذن كي لا تكونوا من الغافلين عن مشروع خيري فيلهم الله أحدهم فيقوم بهذا المشروع ، هذا المشروع مذكور الأمر به في الكتاب والسنة ، فلو فرضنا جمع أموال لأيتام لمساكين لبناء مسجد لأي عمل خيري لا يمكن لإنسان عنده ذرة من الفقه أن يقول هذا العمل الخيري بدعة في الدين أبداً ، لكن كان هذا الإنسان أول من تحرك لهذا المشروع الخيري فأعانه الناس على ذلك . فهذا الإنسان الأول يطلق عليه أنه سن في الإسلام سنة حسنة لكن التحكيم ليس من عنده ، التحكيم ممن له التحكيم والتطبيق وهو الله تبارك وتعالى ، لكن هو كان أول من تحرك لفتح باب هذا المشروع الحسن بنص الشرع بنص الكتاب والسنة .
إذن من سن بمعنى من فتح طريقاً إلى سنة حسنة بالنص لا بالعقل والهوى كما يفسره جماهير الناس اليوم كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة .
كذلك تمام الحديث إذا ما قام به الإنسان ينطبق عليه من سن في الإسلام سنة سيئة ، ما هي السنة السيئة ؟ هي أمر منكر شرعاً معروف نكراته وضلالته بنص الشرع يقوم به إنسان فيفتح باب لهذا الشر فيكون عليه وزره ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ، يعني مثلا التبرج ، رفع القبور والتفاخر ببنيانها بناء المساجد على القبور كل هذه محرمات في الإسلام ، فأول واحد فتح هذه السنة المنكرة عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ، هو لم يأت بمنكر غير معروف في الشرع بل هو معروف شرعاً لكن الناس كانت في عافية من هذا المنكر فجاء زيد من الناس ففتح الباب لهذا المنكر ، فهو ليس معنى سن سنة سيئة بمعنى ابتدع وأحدث شيئا في الشرع ما نبّه على مكانته ربنا عز وجل وإنما هو فتح طريق المنكر أمام الناس فكان عليه وزره ووزر من عمل به إلى يوم القيامة . هذا هو الأمر الأول الذي يمكن أن نفهم الحديث فهماً صحيحاً ونرد به التفسير الخاطئ الذي جاء في الأمر متأخراً لأن معنى الحديث من سنّ في الإسلام سنة حسنة أي من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة فهذا التفسير خطأ والتفسير الصحيح قد تبين لكم .
الأمر الثاني : أن نقول في هذا الحديث ذكر السنة الحسنة وذكر السنة السيئة ، فما هو المعيار للتمييز بين السنة الحسنة ولنكن معهم الآن مجاراة لهم على ألفاظهم : ما المعيار وما الميزان للتفريق بين البدعة الحسنة والبدعة السيئة ؟ إلا القرآن والسنة ليس عندنا سوى ذلك.
إذن كل من يقول هذه بدعة حسنة أو يقول وبدعة سيئة فلا بد أن يأتي على ما يقول بالدليل الذي يشهد بما يقول من كتاب وسنة ، أما مجرد القول كما نسمع دائماً وأبداً حينما يقول أنصار السنة للناس أن هذه يا أخي بدعة يكون الجواب وماذا بها يا أخي ؟ فلا بد للذي يستحسن هذه البدعة أن يأتي بالدليل المحسّن ، والذي ينكر البدعة ويسمّيها بدعة سيئة فعليه أيضاً أن يأتي بالدليل على أنها بدعة سيئة .
وهنا لا بد من التذكير بخطأ يقع فيه أولئك الناس ، حينما يقال هذه بدعة يأتيك الجواب أنت كلك بدعة هكذا يبادرونها كلك بدعة ليش ، هذا ليس من السنة وهذا ليس من السنة ؟ ... إلى آخره كل هذا لم يكن في عهد السلف الصالح فهذه غفلة منهم عن الشعور بمنّة الله وفضله على الناس دون الأمم السابقة فقال أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ما قال أتممت عليكم دنياكم فأمور الدنيا ليس لها علاقة بالدين أبداً ، كل إنسان له أن يأكل وأن يشرب وأن يلبس ما يشاء لكن في حدود الشرع فالرسول صلى الله عليه وسلم صرّح من أجل هذا فقال أنتم أعلم بأمور دنياكم ، فيخلط هؤلاء الناس بين البدعة الدينية وبين البدعة الدنيوية فأول ما تنكر عليه بدعة من بدع الدين رأسا ينقلب يحذر من بدعة من بدع الدنيا ، يا أخي رسول الله ما جاء ليعلمنا المهن و الاختراع والابتكار في أمور الدنيا وإنما قال عليه السلام : ما تركت شيئا يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به . أما وسائل الدنيا والتوسع بها فهذه ليس لها علاقة بالدين .
إذن من يفسر الحديث بمن ابتدع بدعة حسنة عليه أن يأتي بالدليل من الكتاب والسنة أن هذه بدعة حسنة وحينذاك نحن نسلّم لهم تسليماً إذا جاءوا بالحديث يؤيد أن هذا الذي يسمّونه بأنها بدعة في الدين لكنها بدعة حسنة جاءوا بالدليل على أنها حسنة فيبقى حينذاك الخلاف بيننا وبينهم كما يقول الفقهاء خلافاً لفظياً . نحن لا نوافقهم على تسمية ما قام الدليل الشرعي على حسنه لا نوافقهم على تسميته بدعة وهم يسمّونها بدعة ، لا بأس بس المهم أم يكون هناك دليل يؤيد ما وصفوا به البدعة من أنها حسنة ، وآتيكم بمثال وهذا نستنكره أشد الاستنكار لما يقسمون البدعة إلى خمسة أقسام أول هذه الأقسام بدعة فرض واجبة .
يستدلون بهذا الحديث على أن في الإسلام بدعة حسنة وبدعة سيئة ، وكشف الخطأ في هذا الإستدلال يمكن أن يقوم على أمرين اثنين :
الأمر الأول أن نستحضر سبب ورود الحديث فإن معرفتنا بسبب ورود الحديث سيكشف لنا مباشرة خطأ الاستدلال بالحديث على أن في الإسلام بدعة حسنة لم يأت بها الرسول عليه السلام ولا أمر بها وإنما يستحسنها المسلمون .
سبب هذا الحديث كما هو أيضاً مذكور مع الحديث في صحيح مسلم وغيره ، يقول جرير بن عبد الله البجلي : كنا جلوسا عند مع النبي صلى الله عليه و سلم فجاءه أعراب مجتابي النمار متقلدي السيوف عامتهم من مضر بل كلهم من مضر فلما رآهم رسول الله تمعر وجه أي ظهرت عليه ملامح الحزن والأسى لما رأى في هؤلاء المضريين من فقر مدقع فخطب عليه الصلاة والسلام في الناس فوعظهم وذكرهم وكان من جملة ذلك أن قال لهم يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني فأصدق وأكن من الصالحين قرأ هذه الآية يحض فيها الصحابة الصدقة على هؤلاء وزاد في ذلك أن قال فيه عليه الصلاةوالسلام مفسرا تصدق بدرهم بديناره بصاع بره بصاع شعيره فكان أن قام رجل منهم لينطلق إلى داره ويعود ومعه ما تيسر له من صدقة وضعها أمام الرسول صلوات الله وسلامه عليه فلما رآه سائر الصحابة قام كل منهم أيضا وجاء بما تيس رمن صدقة فاجتمع أمام الرسول صلوات الله وسلامه عليه كأمثال الجبار من الطعام والدراهم فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صار وجهه كأنه مذهبة تهلل وجهه كأنه مذهبة أي فضة المطلية بالذهب تبرق أسارير وجهه عليه الصلاة والسلام فرحا لاستجابة أصحابه لدعوته عليه الصلاة وقال من سن في الإسلام سنة حسنة ... إلى آخر الحديث .
الآن هم يفسّرون من سن بمعنى من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة ، وهنا في الشطر الثاني ومن سن في الإسلام سنة سيئة أي ابتدع في الإسلام بدعة سيئة يفسرون من سن بمعنى بمن ابتدع في كل من الموضعين الآن نعود إلى الشطر الأول من هذا الحديث الذي فيه من سن في الإسلام سنة حسنة وهم يفسرونها بالبدعة الحسنة فأين البدعة في هذه القصة حتى يصح تفسير الحديث بما يذهبون إليه ، لا نجد في هذه القصة سوى الصدقة ، والصدقة مشروعة بنص القرآن فقبل هذه الحادثة رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكّرهم بالآية السابقة أنفقوا مما رزقناكم فإذن هذه الصدقة ليست بدعة وأكّد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وحضّهم أن يتصدّق أحدهم ولو بدرهم . فإذن ليس في هذه الحادثة بدعة حسنة حتى يقال إن الرسول قال بهذه المناسبة من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة . لا يتجاوب أبداً لو حرّفنا لفظ الحديث إلى هذا اللفظ من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة لا يتجاوب هذا اللفظ مع الحادثة مطلقاً لأن الحادثة ليس فيها بدعة مطلقاً ، فهذا يبين خطأ هذا التفسير ، وأنا كما أقول بمثل هذه المناسبة إن تفسير هذا الحديث بهذا التفسير المتأخر من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة لا يفعلها رجل أعجمي ليس عربياً إذا كان عنده شيء من الفقه الإسلامي وشيء من المعرفة باللغة العربية لأنه ليس هناك تطابق ولا أي موافقة بين الواقعة وبين قول من قد يقول من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة في مثل هذه المناسبة فهذا يدل على خطأ هذا التفسير ، والتفسير الصحيح واضح جداً من تأمّلنا تأمّلاً قليلاً في الحادثة ، فإذا عدنا إلى نظم الحديث : من سنّ في الإسلام سنّة حسنة ، نسأل الآن : الصدقة حسنة أم سيئة ؟ لا شك أنها حسنة . طيب هل كان قد شرعها الله عز وجل بنص الآية السابقة وشرعها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه أم لا ؟ الجواب نعم.
إذن هذا المتصدق الأول لم يأت ببدعة حسنة لم يأت بشيء جديد لم يكن معروفاً من قبل بل الصدقة من فضائل الأعمال وجاء فيها أحاديث كثيرة.
إذن ما معنى قول الرسول عليه السلام في هذا الحديث بالذات من سن في الإسلام سنة حسنة ؟ واضح جداً من الحادثة أن الرجل الأول كان أول من استجاب لموعظة الرسول الله صلى الله عليه وسلم وأول من انطلق إلى داره ليأتي بما تيسر له من الصدقة فاتبعه الصحابة على ذلك فكان هو بانطلاقه أول كل إنسان أنّ لهؤلاء هذه السنة الحسنة . فهو إذن كي لا تكونوا من الغافلين عن مشروع خيري فيلهم الله أحدهم فيقوم بهذا المشروع ، هذا المشروع مذكور الأمر به في الكتاب والسنة ، فلو فرضنا جمع أموال لأيتام لمساكين لبناء مسجد لأي عمل خيري لا يمكن لإنسان عنده ذرة من الفقه أن يقول هذا العمل الخيري بدعة في الدين أبداً ، لكن كان هذا الإنسان أول من تحرك لهذا المشروع الخيري فأعانه الناس على ذلك . فهذا الإنسان الأول يطلق عليه أنه سن في الإسلام سنة حسنة لكن التحكيم ليس من عنده ، التحكيم ممن له التحكيم والتطبيق وهو الله تبارك وتعالى ، لكن هو كان أول من تحرك لفتح باب هذا المشروع الحسن بنص الشرع بنص الكتاب والسنة .
إذن من سن بمعنى من فتح طريقاً إلى سنة حسنة بالنص لا بالعقل والهوى كما يفسره جماهير الناس اليوم كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة .
كذلك تمام الحديث إذا ما قام به الإنسان ينطبق عليه من سن في الإسلام سنة سيئة ، ما هي السنة السيئة ؟ هي أمر منكر شرعاً معروف نكراته وضلالته بنص الشرع يقوم به إنسان فيفتح باب لهذا الشر فيكون عليه وزره ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ، يعني مثلا التبرج ، رفع القبور والتفاخر ببنيانها بناء المساجد على القبور كل هذه محرمات في الإسلام ، فأول واحد فتح هذه السنة المنكرة عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ، هو لم يأت بمنكر غير معروف في الشرع بل هو معروف شرعاً لكن الناس كانت في عافية من هذا المنكر فجاء زيد من الناس ففتح الباب لهذا المنكر ، فهو ليس معنى سن سنة سيئة بمعنى ابتدع وأحدث شيئا في الشرع ما نبّه على مكانته ربنا عز وجل وإنما هو فتح طريق المنكر أمام الناس فكان عليه وزره ووزر من عمل به إلى يوم القيامة . هذا هو الأمر الأول الذي يمكن أن نفهم الحديث فهماً صحيحاً ونرد به التفسير الخاطئ الذي جاء في الأمر متأخراً لأن معنى الحديث من سنّ في الإسلام سنة حسنة أي من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة فهذا التفسير خطأ والتفسير الصحيح قد تبين لكم .
الأمر الثاني : أن نقول في هذا الحديث ذكر السنة الحسنة وذكر السنة السيئة ، فما هو المعيار للتمييز بين السنة الحسنة ولنكن معهم الآن مجاراة لهم على ألفاظهم : ما المعيار وما الميزان للتفريق بين البدعة الحسنة والبدعة السيئة ؟ إلا القرآن والسنة ليس عندنا سوى ذلك.
إذن كل من يقول هذه بدعة حسنة أو يقول وبدعة سيئة فلا بد أن يأتي على ما يقول بالدليل الذي يشهد بما يقول من كتاب وسنة ، أما مجرد القول كما نسمع دائماً وأبداً حينما يقول أنصار السنة للناس أن هذه يا أخي بدعة يكون الجواب وماذا بها يا أخي ؟ فلا بد للذي يستحسن هذه البدعة أن يأتي بالدليل المحسّن ، والذي ينكر البدعة ويسمّيها بدعة سيئة فعليه أيضاً أن يأتي بالدليل على أنها بدعة سيئة .
وهنا لا بد من التذكير بخطأ يقع فيه أولئك الناس ، حينما يقال هذه بدعة يأتيك الجواب أنت كلك بدعة هكذا يبادرونها كلك بدعة ليش ، هذا ليس من السنة وهذا ليس من السنة ؟ ... إلى آخره كل هذا لم يكن في عهد السلف الصالح فهذه غفلة منهم عن الشعور بمنّة الله وفضله على الناس دون الأمم السابقة فقال أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ما قال أتممت عليكم دنياكم فأمور الدنيا ليس لها علاقة بالدين أبداً ، كل إنسان له أن يأكل وأن يشرب وأن يلبس ما يشاء لكن في حدود الشرع فالرسول صلى الله عليه وسلم صرّح من أجل هذا فقال أنتم أعلم بأمور دنياكم ، فيخلط هؤلاء الناس بين البدعة الدينية وبين البدعة الدنيوية فأول ما تنكر عليه بدعة من بدع الدين رأسا ينقلب يحذر من بدعة من بدع الدنيا ، يا أخي رسول الله ما جاء ليعلمنا المهن و الاختراع والابتكار في أمور الدنيا وإنما قال عليه السلام : ما تركت شيئا يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به . أما وسائل الدنيا والتوسع بها فهذه ليس لها علاقة بالدين .
إذن من يفسر الحديث بمن ابتدع بدعة حسنة عليه أن يأتي بالدليل من الكتاب والسنة أن هذه بدعة حسنة وحينذاك نحن نسلّم لهم تسليماً إذا جاءوا بالحديث يؤيد أن هذا الذي يسمّونه بأنها بدعة في الدين لكنها بدعة حسنة جاءوا بالدليل على أنها حسنة فيبقى حينذاك الخلاف بيننا وبينهم كما يقول الفقهاء خلافاً لفظياً . نحن لا نوافقهم على تسمية ما قام الدليل الشرعي على حسنه لا نوافقهم على تسميته بدعة وهم يسمّونها بدعة ، لا بأس بس المهم أم يكون هناك دليل يؤيد ما وصفوا به البدعة من أنها حسنة ، وآتيكم بمثال وهذا نستنكره أشد الاستنكار لما يقسمون البدعة إلى خمسة أقسام أول هذه الأقسام بدعة فرض واجبة .
الفتاوى المشابهة
- الجواب عن الشبهة الأولى لمن يقسم البدع إلى بدع... - الالباني
- الاستدلال بحديث من سن في الإسلام على أحا... - اللجنة الدائمة
- ما التوجيه الصحيح لحديث من سن في الإسلام سنة ح... - الالباني
- شرح حديث : ( من سن في الإسلام سنة حسنة ... ) و... - الالباني
- الرد على من قسم البدعة إلى سيئة وحسنة احتجاجاً... - الالباني
- هل يجوز تقسيم البدع إلى حسنة وسيئة استدلالا... - ابن عثيمين
- ما هو مفهوم حديث من سن في الإسلام سنة حسنة ؟ و... - الالباني
- ما معنى الحديث ( من سن في الإسلام سنة حسنة 00... - الالباني
- ما معنى حديث : ( من سن في الإسلام سنة حسنة ...... - الالباني
- استدلالهم بحديث : ( من سنَّ في الاسلام سنَّة ح... - الالباني
- استدلالهم بحديث ( من سن في الاسلام سنة حسنة...... - الالباني