ما أدب الخلاف بين علماء المسلمين ؟ وما هي حدود الخلاف السائغ عن غيره ؟ وهل يتساوى الخلاف بين أتباع المنهج السلفي مع الخلاف مع غيرهم؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم, ما أدب الخلاف بين علماء المسلمين وما هي حدود الخلاف السائغ عن غيره وهل يتساوى الخلاف بين أتباع المنهج السلفي مع الخلاف مع غيرهم وجزاكم الله خيرا؟
الشيخ : هذه مسألة كثيرا ما تحدثنا فيها لشدة الخلاف القائم اليوم ليس بين المذاهب الإسلامية القديمة وإنما بين الجماعات والأحزاب الحديثة ذلك لأن هذه الجماعات والأحزاب وإن كانوا متفقين على الوصول إلى هدف واحد ألا وهو إقامة حكم الله في الأرض ولكن الواقع أن الطرق والسبل والمناهج لتحقيق هذه الغاية المتفق عليها مختلفة أشد الإختلاف بين هذه الأحزاب أو الجماعات ولست أريد أن أخوض طويلا في هذا المجال وحسبي أن أذكر بأن الطريق التي تحقق هذه الغاية المنشودة ليست إلا طريقا واحدا ألا وهو ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من هدى ونور هذا الهدى أو هذا الهدي والنور الذي جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام ينبغي أن نتمسك به بحذافيره غاية ووسيلة لأن الأمر كما عليه الصلاة والسلام ما تركت شيئا يقرّبكم إلى الله إلا وأمرتكم به وما تركت شيئا يبعدكم عن الله ويقربكم إلى النار إلا ونهيتكم عنه فقد جاءنا عليه الصلاة والسلام بيضاء نقية لا يزيغ عنها إلا هالك, الوسيلة الغاية لا تختلف عن الوسيلة والوسيلة لا تختلف عن الغاية من حيث مصدرها فكما أننا نتبع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في تلك الغاية المنشودة كذلك نتبع عليه الصلاة والسلام في تحقيقها أي هو عليه السلام كما قال رب الأنام لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة إذا كان الأمر كذلك وهو كذلك عندنا دون شك أو ريب فكل المسلمين يعلمون أنّ النبي صلّى الله عليه وآله وسلم أول ما بدأ بدعوته بدأ بدعوة التّوحيد بدأ بتعليم الناس جميعا بدعوتهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت عبادة الله وحده لا يمكن للبشر بحكم كونهم بشرا لا يمكنهم أن يعرفوا كيفيتها ولذلك أرسل الله عزّ وجلّ الرّسل مبشّرين ومنذرين وكان خاتمهم نبينا صلّى الله عليه وآله وسلم كانت دعوته هي دعوة من قبله كلّهم أجمعوا على دعوة النّاس الذين كانوا في ضلالهم يعمهون إلى عبادة الله وحده لا شريك له وتعلمون من بينهم أول رسول أرسل إلى أهل الأرض هو نوح عليه الصلاة والسلام كما جاء في الحديث الصحيح هو أول رسول وهذا الرسول الكريم قد لبث في قومه يدعوهم إلى عبادة الله وحده كما في القرآن الكريم ألف سنة إلا خمسين عاما تصوروا معي هذه المدة الطويلة ألف سنة إلا خمسين عاما لبث نوح عليه السلام يدعو قومه إلى عبادة الله وحده لا شريك له, وهكذا تتابع الأنبياء والرسل من بعده إلى أن جاء خاتم النبيين عليه الصلاة والسلام فسلك سبيل الأولين أن بدأ بدعوة قومه إلى التوحيد وهي عبادة الله كما شرع الله, واستمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم في مكة كما تعلمون ثلاثة عشر سنة يدعوهم إلى التوحيد الخالص فآمن به من آمن وكفر به من كفر وعذب هؤلاء الكفرة المؤمنين كما تعلمون ثم هاجر بعض أصحابه إلى الحبشة ثم هاجر النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة وبدأ هناك يضع النواة لإقامة الدولة المسلمة إلى آخر ما تعلمون مما وفق الله عز وجل نبيه عليه السلام حتى قام المشركون بغزوه في عقر داره فكان من وراء ذلك غزوة بدر الكبرى الذي أريد أن أصل إليه من هذه المقدمة أنّ أي حزب مسلم أو أي جماعة إسلامية تخالف هذا الخط الذي سار عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم في تربية المسلمين وتهيئتهم لتحقيق تلك الغاية المنشودة التي أشرت إليها آنفا فسوف يذهب تعبهم أو تذهب جهودهم هباء منثورا لماذا؟ لأنهم خالفوا سبيل النبي صلى الله عليه وآله وسلم, لذلك نحن دائما نكرر على مسامع إخواننا في كل مكان وفي كل مجلس أن الخلاص مما عليه المسلمون اليوم من الذل والهوان حتى تسلطت عليهم اليهود الذين ضربت عليهم الذلة والمسكنة بنص القرآن الكريم لا خلاص لهم من هذا الذل والهوان إلا بأن نعود إلى ما بدأ به الرسول عليه الصلاة والسلام مسيرته الأولى وأنتم تذكرون كلمتي السابقة بعيد المغرب كلمة الإمام مالك حينما قال ولا أعيدها كلها وإنما أذكركم بما جاء في آخرها " ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها فما لم يكن يومئذ دينا لا يكون اليوم دينا " هذا مأخوذ من الآية اليوم أكملت لكم دينكم إلى آخرها وهنا نقطة هامّة جدّا لا بدّ من لفت النظر إليها وهي أنّ هذا الإسلام الذي أقام النّبي صلّى الله عليه وآله وسلم المسلمين عليه هو اليوم قد تغيّر كثيرا عمّا كان عليه في أول الأمر, تغير مفهوم الإسلام فهما جذريا لا أقول كما يزعم البعض أنّ الخلاف الذي جاء في السؤال هو خلاف في الفروع وليس خلافا في الأصول هذه كلمة يقولها بعض الدعاة أو بعض الدكاترة وهي من باب تجاهل الواقع المرير وهي أن الخلاف الموجود اليوم بين المسلمين بصورة عامة وبين الدعاة أنفسهم بصورة خاصة ليس فقط في الفروع بل وفي الأصول, قصد الأصول كما تعلمون قول الرب سبحانه وتعالى في القرآن الكريم فاعلم أنه لا إله إلا الله الخلاف قائم في هذه الكلمة الطيبة في تفسيرها أولا ثم في تطبيق لوازمها ثانيا ولا أريد أن أخوض في هذا كثيرا وكثيرا جدا وإنما أذكّر برؤوس أقلام هذه الكلمة تتطلب توحيد الله عز وجل أولا في ذاته فهو واحد لا شريك له في ذاته, ثانيا تتطلب توحيده في عبادته فلا يعبد معه أحد غيره وهذا اسمه توحيد العبادة, وثالثا وأخيرا توحيد الله عز وجل في أسمائه وصفاته فلا يوصف أحد من البشر مهما سما وعلا بشيء من صفات الله تبارك وتعالى ولا يشبّه ربنا عز وجل في شيء من صفاته ببعض صفات خلقه فمن لم يتقن التوحيد المضمن في الآية الكريمة لا إله إلا الله, من لم يفهم التوحيد بهذا المعنى الجامع الشامل واحد في ذاته, واحد في عبادته, واحد في صفاته فهو ليس بالموحد ترى هل تلك الأحزاب والجماعات الإسلامية على الأقل فهمت أتباعها والمنضوين تحت رايتها أو تحت دعوتها هل فهّمت أفرادها هذا التوحيد الذي لا ينجو المسلم يوم القيامة من الخلود في النار كما قال عليه الصلاة والسلام من شهد أن لا إله الله خالصا من قلبه حرم الله بدنه عن النار وفي أحاديث أخرى دخل الجنة وفي حديث آخر نفعته يوما من دهره هل يقوم أولئك الدعاة الذين يختلفون بعضهم مع بعض بحق هذه الكلمة؟ الجواب لا مع الأسف الشديد بل إن بعضهم ليصرح فيقول إن الإشتغال بمثل هذه الأمور هو مما يفرق الصف ويضيع كلمة المسلمين, سبحان الله! إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي هو قدوتنا ليس فقط لسانا لأن كل الناس يقولون هو قائدنا لكن شتان بين القول المجرد عن تطبيقه بالعمل وبين القول الذي يتبعه العمل فرسولنا قائدنا هذه كلمة حق ولكن هل يمكن لمن كان مقودا لهذا القائد أن ينقاد معه إذا لم يعرف ما كان عليه؟ هذا أمر مستحيل ولذلك فمن الواجب على هؤلاء الجماعات أو الأحزاب أن يتفقوا على كلمة سواء وهي أن يفهموا رسول الله وأن يدرسوا سيرته منذ دعاهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له إلى أن سن لهم بعض الآداب المتعلقة بأمور قد يستقبح ذكرها عند بعض الناس, لقد سئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوما من بعض أصحابه عما يجوز للرجل أن يأتي من زوجته الحائض فقال عليه الصلاة والسلام اصنعوا كل شيء إلا النكاح سئل عليه السلام عن الرجل ماذا يجوز له من زوجته في حالة حيضها؟ فقال عليه الصلاة والسلام اصنعوا كل شيء إلا الجماع فلما بلغ هذا اليهود قالوا " ما نرى هذا الرجل إلا أنه يريد أن يخالفنا في كل شيء " قد كان اليهود من تعنتهم وتشددهم في دينهم أن المرأة إذا حاضت فاصلوها ولم يخالطوها وألقوها في غرفة لوحدها لا يجامعونها لا أعني الجنس وإنما ما هو أوسع من ذلك لا يخالطونها حتى تطهر فبعض أصحاب الرسول عليه السلام الذين كانوا يخالطون اليهود وكانوا يعترفون لليهود بشيء من الثقافة لأنهم كانوا أهل كتاب بخلاف العرب في الجاهلية فكانوا أهل أصنام وأوثان فسألوا الرسول عليه السلام عما يحل للزوج من زوجته الحائض فقال اصنعوا كل شيء إلا النكاح أي الجماع, فقال ذلك اليهودي " ما نرى هذا الرجل إلا يريد أن يحالفنا في كل شيء " حتى في هذه القضية هناك ما هو أغرب من ذلك أحد المشركين لما بلغه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر أصحابه ببعض آداب الخلاء من جملتها أنه حضهم على التطهر في الإستنجاء والإستبراء ومن ذلك ألا يستقبلوا القبلة ببول أو غائط قال ذلك المشرك الوثني قال " ما نرى هذا الرجل إلا أنه يريد أن يعلمكم حتى آداب الخراءة " أقصد من هذا المثل وذاك المثل أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما ترك شيئا إلا وبينه للناس من العقيدة إلى الآداب الإسلامية فالذين يريدون الآن أن يعودوا بالمسلمين إلى عزّهم الغابر عليهم أن يحملوا الإسلام كلاّ من العقيدة إلى الآداب, هل تلك الجماعات والأحزاب يتبنون هذا الإسلام كلا لا يتجزأ على الأقل فكرا وعلما ثم بعد ذلك نقول تطبيقا وعملا لا ليس كذلك لا يحملون الإسلام فكرا فضلا عن أن يطبقوه عمليا تطبيقا كلّيّا ذلك لأنهم قد تسمعون بعضهم يصرّح حينما يسمع مثلا أهل السّنّة يدعون إلى اتباع الرسول في كل شيء مثلا لا تشرب قائما, لا تأكل بالشمال, لا تشرب بالشمال, لا تقوموا كما تقوم الأعاجم إلى آخر هذه الآداب المعروفة ماذا يقولون؟ دعونا هذه قشور إذًا جعلوا الإسلام قسمين لبابا وقشورا ويعنون من ذلك الآن لا نريد أن نهتم بالقشور أي بالإسلام الذي فيه القشور وإنما نريد اللباب الصافي من الإسلام, ليت أنهم يعنون بالصافي من الإسلام أي ما لم يكن من الإسلام لا عقيدة ولا سلوكا وأدبا وإنما يعنون أن يقسموا الإسلام إلى قسمين يتعلق باللّب يؤخذ به وما يتعلق بتعبيرهم بالقشر يؤجل الآن هذه ظاهرة خطيرة جدا من كثير من الجماعات الإسلامية الذين بعضهم يصرح بهذا الكلام الذي نقلته آنفا وبعضهم ينطلق على مقتضاه قد لا يصرح ولكنه عمليا لا يطبق الإسلام عاقبة هذا التقسيم هو إضاعة كثير من الإسلام الذي هو حتى في حد تعبيرهم هو من اللباب وليس من القشور كيف ... هذا الإسلام بسبب هذا التقسيم الجائر ذلك أن الإنسان حينما يريد أن يقسم شيئا إلى فاضل ومفضول أو فاضل وأفضل فهذا يجب أن يجمع هذه المجموعة بين يديه جمعا كاملا ثم يجري بعد ذلك المفاضلة والتقسيم فيقول هذا فاضل لكن هذا أفضل منه, فهل هم درسوا الإسلام ومن مصدريه الصافيين الكتاب والسنة ثم ميزوا الأهم من المهم وميزوا اللب من القشر؟ ذلك ما لم يفعلوه ولن يستطيعوا أن يفعلوه ما دام أنهم يستعجلون بالأمر ويريدون إقامة الدولة المسلمة قبل أن يعرفوا على ماذا تقوم الدولة المسلمة, الإسلام لا يقام حتى في التطبيق الشخصي فضلا عن التطبيق الجماعي, فضلا عن التطبيق الشعبي, فضلا عن تطبيق الأمة كلها لا يمكن تطبيق الإسلام إلا بعد الفهم الصحيح لذلك نحن نخلّص هذا الموضوع الذي يقبل عديدا من الجلسات والمحاضرات بكلمتين اثنتين لا بد من التصفية ثمّ قرن هذه التّصفية بالتّربية, نعني بالتصفية قلت لكم في مطلع هذه الكلمة الإسلام الذي ربى عليه الرسول أصحابه هو اليوم على وجه آخر غير الذي ربّى الرسول عليه السلام عليه أصحابه قد دخل فيه ما لم يكن منه أنا أضرب لكم مثلا له علاقة أولا بالعقيدة وهو منتشر بين المسلمين أولئك الذين يريدون أن يقيموا الدولة المسلمة معنا نحن, كثير منهم يقولون وهم في جلسة عادية الله موجود في كل الوجود, الله موجود في كلّ مكان تُرى هذه العبارة جاءت في القرآن؟ جاءت في حديث الرسول عليه السلام؟ الجواب لا, طيب من أين جاءت هذه الكلمة؟ وهل هي صواب أم خطأ؟ بل أقول هل هي هدى أم ضلال؟ أقول هي عين الضلال, هذه الكلمة أي قولهم إن الله عز وجل موجود في كل مكان هذا عين الضلال ليس لأنها فقط لا أصل لها في الكتاب ولا في السنة وإنما لأنها تخالف الكتاب والسنة الآيات متضافرة كلها في أنّ الله عزّ وجلّ على العرش استوى حينما يسجد أحدنا سبحان ربنا الأعلى حينما يذكر الناس بأن يرحم بعضهم بعضا يروي قوله عليه السلام الراحمون يرحمهم الرحمن, ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء إذا الله له صفة العلو أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور * أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير فالشاهد أنّ هذه الصفة تنافي قول العامة اليوم الله موجود في كل مكان لو فكّر المسلم بهذه الكلمة لعرف خطورتها وهي في كلّ مكان نحن ندخل نحن البشر ندخل أماكن لو استطعنا ما دخلناها, ندخل الكنف مثلا المراحيض هذا مكان أفي هذا المكان رب العالمين ؟! له صفة العلو سبحانه وتعالى إذا كيف نجعل إسلام لبّا وقشرا واللّبّ نحن بعد ما أتقناه ولا عرفناه بدليل انتشار هذه الضّلالة بين الناس وهي مخالفة لقوله تبارك وتعالى في عشرات الآيات وعشرات الأحاديث النبوية, لذلك أنا أقول لا بد من التصفية والتربية لم يكن المسلمون الأوّلون يعرفون أو يقولون ما يقوله الخلف اليوم الله في كلّ مكان وإنما كانوا يقولون كما قال رب العالمين في السماء ولعلّكم تعرفون حديث الجارية تلك الجارية راعية الغنم الّتي سألها الرّسول عليه السلام في حديث طويل لا حاجة بنا الآن لذكره وإنما فيه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لتلك الجارية أين الله؟ فقالت " في السماء " قال لها من أنا؟ قالت " أنت رسول الله " قال لسيدها اعتقها فإنها مؤمنة فالرسول شهد للجارية بالإيمان لأنها أولا شهدت بأن الله في السماء وهذا نصه في القرآن وثانيا شهدت لمحمد عليه السلام بأنه رسول الله كيف الآن نوفق بين واقع المسلمين اليوم الذين يقولون الله في كل مكان وشهادة الرسول للجارية التي قالت الله في السّماء بأنّها مؤمنة إذا يجب الآن على الدّعاة الإسلاميين أن يجروا تصفية لهذا الإسلام الذي ورثناه في طيلة هذه السنين المديدة وأن يربوا أنفسهم وذويهم على هذا الإسلام المصفّى فأين هؤلاء العلماء الذين يصفون أولا الإسلام مما دخل فيه سواء في العقيدة, أو في الأحاديث الضعيفة والموضوعة أو في الأحكام الفقهية المبثوثة في كتب الفقه على اختلاف مذاهبها ومشاربها أو في السّلوك الذي نحن نمشي اليوم والمعاملات وكثير منها فيها ربًا فيها غش فيها غرر فيها فيها مخالفات كثيرة, إذًا هذه الجماعات مختلفة وسبيل التوحيد بينها هو بالرجوع إلى الكتاب والسنة بعد إجراء التصفية على هذا الإسلام على ضوء الكتاب والسنة وعلى ما كان عليه سلفنا الصالح, أنا أشعر بأنني أطلت في الجواب عن هذا السؤال وأظن أنه يتحمل الإطالة أكثر وأكثر ولكنّني أشعر بأنّ هناك أسئلة أخرى فحسبنا هذا وتلخيصه أن هذه الجماعات عليها أن تتّفق على المنهج الموحّد وهو الكتاب والسنة بعد إجراء التصفية لهذا الإسلام الذي ورثناه وأن نربي أنفسنا عليه.
الشيخ : هذه مسألة كثيرا ما تحدثنا فيها لشدة الخلاف القائم اليوم ليس بين المذاهب الإسلامية القديمة وإنما بين الجماعات والأحزاب الحديثة ذلك لأن هذه الجماعات والأحزاب وإن كانوا متفقين على الوصول إلى هدف واحد ألا وهو إقامة حكم الله في الأرض ولكن الواقع أن الطرق والسبل والمناهج لتحقيق هذه الغاية المتفق عليها مختلفة أشد الإختلاف بين هذه الأحزاب أو الجماعات ولست أريد أن أخوض طويلا في هذا المجال وحسبي أن أذكر بأن الطريق التي تحقق هذه الغاية المنشودة ليست إلا طريقا واحدا ألا وهو ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من هدى ونور هذا الهدى أو هذا الهدي والنور الذي جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام ينبغي أن نتمسك به بحذافيره غاية ووسيلة لأن الأمر كما عليه الصلاة والسلام ما تركت شيئا يقرّبكم إلى الله إلا وأمرتكم به وما تركت شيئا يبعدكم عن الله ويقربكم إلى النار إلا ونهيتكم عنه فقد جاءنا عليه الصلاة والسلام بيضاء نقية لا يزيغ عنها إلا هالك, الوسيلة الغاية لا تختلف عن الوسيلة والوسيلة لا تختلف عن الغاية من حيث مصدرها فكما أننا نتبع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في تلك الغاية المنشودة كذلك نتبع عليه الصلاة والسلام في تحقيقها أي هو عليه السلام كما قال رب الأنام لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة إذا كان الأمر كذلك وهو كذلك عندنا دون شك أو ريب فكل المسلمين يعلمون أنّ النبي صلّى الله عليه وآله وسلم أول ما بدأ بدعوته بدأ بدعوة التّوحيد بدأ بتعليم الناس جميعا بدعوتهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت عبادة الله وحده لا يمكن للبشر بحكم كونهم بشرا لا يمكنهم أن يعرفوا كيفيتها ولذلك أرسل الله عزّ وجلّ الرّسل مبشّرين ومنذرين وكان خاتمهم نبينا صلّى الله عليه وآله وسلم كانت دعوته هي دعوة من قبله كلّهم أجمعوا على دعوة النّاس الذين كانوا في ضلالهم يعمهون إلى عبادة الله وحده لا شريك له وتعلمون من بينهم أول رسول أرسل إلى أهل الأرض هو نوح عليه الصلاة والسلام كما جاء في الحديث الصحيح هو أول رسول وهذا الرسول الكريم قد لبث في قومه يدعوهم إلى عبادة الله وحده كما في القرآن الكريم ألف سنة إلا خمسين عاما تصوروا معي هذه المدة الطويلة ألف سنة إلا خمسين عاما لبث نوح عليه السلام يدعو قومه إلى عبادة الله وحده لا شريك له, وهكذا تتابع الأنبياء والرسل من بعده إلى أن جاء خاتم النبيين عليه الصلاة والسلام فسلك سبيل الأولين أن بدأ بدعوة قومه إلى التوحيد وهي عبادة الله كما شرع الله, واستمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم في مكة كما تعلمون ثلاثة عشر سنة يدعوهم إلى التوحيد الخالص فآمن به من آمن وكفر به من كفر وعذب هؤلاء الكفرة المؤمنين كما تعلمون ثم هاجر بعض أصحابه إلى الحبشة ثم هاجر النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة وبدأ هناك يضع النواة لإقامة الدولة المسلمة إلى آخر ما تعلمون مما وفق الله عز وجل نبيه عليه السلام حتى قام المشركون بغزوه في عقر داره فكان من وراء ذلك غزوة بدر الكبرى الذي أريد أن أصل إليه من هذه المقدمة أنّ أي حزب مسلم أو أي جماعة إسلامية تخالف هذا الخط الذي سار عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم في تربية المسلمين وتهيئتهم لتحقيق تلك الغاية المنشودة التي أشرت إليها آنفا فسوف يذهب تعبهم أو تذهب جهودهم هباء منثورا لماذا؟ لأنهم خالفوا سبيل النبي صلى الله عليه وآله وسلم, لذلك نحن دائما نكرر على مسامع إخواننا في كل مكان وفي كل مجلس أن الخلاص مما عليه المسلمون اليوم من الذل والهوان حتى تسلطت عليهم اليهود الذين ضربت عليهم الذلة والمسكنة بنص القرآن الكريم لا خلاص لهم من هذا الذل والهوان إلا بأن نعود إلى ما بدأ به الرسول عليه الصلاة والسلام مسيرته الأولى وأنتم تذكرون كلمتي السابقة بعيد المغرب كلمة الإمام مالك حينما قال ولا أعيدها كلها وإنما أذكركم بما جاء في آخرها " ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها فما لم يكن يومئذ دينا لا يكون اليوم دينا " هذا مأخوذ من الآية اليوم أكملت لكم دينكم إلى آخرها وهنا نقطة هامّة جدّا لا بدّ من لفت النظر إليها وهي أنّ هذا الإسلام الذي أقام النّبي صلّى الله عليه وآله وسلم المسلمين عليه هو اليوم قد تغيّر كثيرا عمّا كان عليه في أول الأمر, تغير مفهوم الإسلام فهما جذريا لا أقول كما يزعم البعض أنّ الخلاف الذي جاء في السؤال هو خلاف في الفروع وليس خلافا في الأصول هذه كلمة يقولها بعض الدعاة أو بعض الدكاترة وهي من باب تجاهل الواقع المرير وهي أن الخلاف الموجود اليوم بين المسلمين بصورة عامة وبين الدعاة أنفسهم بصورة خاصة ليس فقط في الفروع بل وفي الأصول, قصد الأصول كما تعلمون قول الرب سبحانه وتعالى في القرآن الكريم فاعلم أنه لا إله إلا الله الخلاف قائم في هذه الكلمة الطيبة في تفسيرها أولا ثم في تطبيق لوازمها ثانيا ولا أريد أن أخوض في هذا كثيرا وكثيرا جدا وإنما أذكّر برؤوس أقلام هذه الكلمة تتطلب توحيد الله عز وجل أولا في ذاته فهو واحد لا شريك له في ذاته, ثانيا تتطلب توحيده في عبادته فلا يعبد معه أحد غيره وهذا اسمه توحيد العبادة, وثالثا وأخيرا توحيد الله عز وجل في أسمائه وصفاته فلا يوصف أحد من البشر مهما سما وعلا بشيء من صفات الله تبارك وتعالى ولا يشبّه ربنا عز وجل في شيء من صفاته ببعض صفات خلقه فمن لم يتقن التوحيد المضمن في الآية الكريمة لا إله إلا الله, من لم يفهم التوحيد بهذا المعنى الجامع الشامل واحد في ذاته, واحد في عبادته, واحد في صفاته فهو ليس بالموحد ترى هل تلك الأحزاب والجماعات الإسلامية على الأقل فهمت أتباعها والمنضوين تحت رايتها أو تحت دعوتها هل فهّمت أفرادها هذا التوحيد الذي لا ينجو المسلم يوم القيامة من الخلود في النار كما قال عليه الصلاة والسلام من شهد أن لا إله الله خالصا من قلبه حرم الله بدنه عن النار وفي أحاديث أخرى دخل الجنة وفي حديث آخر نفعته يوما من دهره هل يقوم أولئك الدعاة الذين يختلفون بعضهم مع بعض بحق هذه الكلمة؟ الجواب لا مع الأسف الشديد بل إن بعضهم ليصرح فيقول إن الإشتغال بمثل هذه الأمور هو مما يفرق الصف ويضيع كلمة المسلمين, سبحان الله! إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي هو قدوتنا ليس فقط لسانا لأن كل الناس يقولون هو قائدنا لكن شتان بين القول المجرد عن تطبيقه بالعمل وبين القول الذي يتبعه العمل فرسولنا قائدنا هذه كلمة حق ولكن هل يمكن لمن كان مقودا لهذا القائد أن ينقاد معه إذا لم يعرف ما كان عليه؟ هذا أمر مستحيل ولذلك فمن الواجب على هؤلاء الجماعات أو الأحزاب أن يتفقوا على كلمة سواء وهي أن يفهموا رسول الله وأن يدرسوا سيرته منذ دعاهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له إلى أن سن لهم بعض الآداب المتعلقة بأمور قد يستقبح ذكرها عند بعض الناس, لقد سئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوما من بعض أصحابه عما يجوز للرجل أن يأتي من زوجته الحائض فقال عليه الصلاة والسلام اصنعوا كل شيء إلا النكاح سئل عليه السلام عن الرجل ماذا يجوز له من زوجته في حالة حيضها؟ فقال عليه الصلاة والسلام اصنعوا كل شيء إلا الجماع فلما بلغ هذا اليهود قالوا " ما نرى هذا الرجل إلا أنه يريد أن يخالفنا في كل شيء " قد كان اليهود من تعنتهم وتشددهم في دينهم أن المرأة إذا حاضت فاصلوها ولم يخالطوها وألقوها في غرفة لوحدها لا يجامعونها لا أعني الجنس وإنما ما هو أوسع من ذلك لا يخالطونها حتى تطهر فبعض أصحاب الرسول عليه السلام الذين كانوا يخالطون اليهود وكانوا يعترفون لليهود بشيء من الثقافة لأنهم كانوا أهل كتاب بخلاف العرب في الجاهلية فكانوا أهل أصنام وأوثان فسألوا الرسول عليه السلام عما يحل للزوج من زوجته الحائض فقال اصنعوا كل شيء إلا النكاح أي الجماع, فقال ذلك اليهودي " ما نرى هذا الرجل إلا يريد أن يحالفنا في كل شيء " حتى في هذه القضية هناك ما هو أغرب من ذلك أحد المشركين لما بلغه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر أصحابه ببعض آداب الخلاء من جملتها أنه حضهم على التطهر في الإستنجاء والإستبراء ومن ذلك ألا يستقبلوا القبلة ببول أو غائط قال ذلك المشرك الوثني قال " ما نرى هذا الرجل إلا أنه يريد أن يعلمكم حتى آداب الخراءة " أقصد من هذا المثل وذاك المثل أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما ترك شيئا إلا وبينه للناس من العقيدة إلى الآداب الإسلامية فالذين يريدون الآن أن يعودوا بالمسلمين إلى عزّهم الغابر عليهم أن يحملوا الإسلام كلاّ من العقيدة إلى الآداب, هل تلك الجماعات والأحزاب يتبنون هذا الإسلام كلا لا يتجزأ على الأقل فكرا وعلما ثم بعد ذلك نقول تطبيقا وعملا لا ليس كذلك لا يحملون الإسلام فكرا فضلا عن أن يطبقوه عمليا تطبيقا كلّيّا ذلك لأنهم قد تسمعون بعضهم يصرّح حينما يسمع مثلا أهل السّنّة يدعون إلى اتباع الرسول في كل شيء مثلا لا تشرب قائما, لا تأكل بالشمال, لا تشرب بالشمال, لا تقوموا كما تقوم الأعاجم إلى آخر هذه الآداب المعروفة ماذا يقولون؟ دعونا هذه قشور إذًا جعلوا الإسلام قسمين لبابا وقشورا ويعنون من ذلك الآن لا نريد أن نهتم بالقشور أي بالإسلام الذي فيه القشور وإنما نريد اللباب الصافي من الإسلام, ليت أنهم يعنون بالصافي من الإسلام أي ما لم يكن من الإسلام لا عقيدة ولا سلوكا وأدبا وإنما يعنون أن يقسموا الإسلام إلى قسمين يتعلق باللّب يؤخذ به وما يتعلق بتعبيرهم بالقشر يؤجل الآن هذه ظاهرة خطيرة جدا من كثير من الجماعات الإسلامية الذين بعضهم يصرح بهذا الكلام الذي نقلته آنفا وبعضهم ينطلق على مقتضاه قد لا يصرح ولكنه عمليا لا يطبق الإسلام عاقبة هذا التقسيم هو إضاعة كثير من الإسلام الذي هو حتى في حد تعبيرهم هو من اللباب وليس من القشور كيف ... هذا الإسلام بسبب هذا التقسيم الجائر ذلك أن الإنسان حينما يريد أن يقسم شيئا إلى فاضل ومفضول أو فاضل وأفضل فهذا يجب أن يجمع هذه المجموعة بين يديه جمعا كاملا ثم يجري بعد ذلك المفاضلة والتقسيم فيقول هذا فاضل لكن هذا أفضل منه, فهل هم درسوا الإسلام ومن مصدريه الصافيين الكتاب والسنة ثم ميزوا الأهم من المهم وميزوا اللب من القشر؟ ذلك ما لم يفعلوه ولن يستطيعوا أن يفعلوه ما دام أنهم يستعجلون بالأمر ويريدون إقامة الدولة المسلمة قبل أن يعرفوا على ماذا تقوم الدولة المسلمة, الإسلام لا يقام حتى في التطبيق الشخصي فضلا عن التطبيق الجماعي, فضلا عن التطبيق الشعبي, فضلا عن تطبيق الأمة كلها لا يمكن تطبيق الإسلام إلا بعد الفهم الصحيح لذلك نحن نخلّص هذا الموضوع الذي يقبل عديدا من الجلسات والمحاضرات بكلمتين اثنتين لا بد من التصفية ثمّ قرن هذه التّصفية بالتّربية, نعني بالتصفية قلت لكم في مطلع هذه الكلمة الإسلام الذي ربى عليه الرسول أصحابه هو اليوم على وجه آخر غير الذي ربّى الرسول عليه السلام عليه أصحابه قد دخل فيه ما لم يكن منه أنا أضرب لكم مثلا له علاقة أولا بالعقيدة وهو منتشر بين المسلمين أولئك الذين يريدون أن يقيموا الدولة المسلمة معنا نحن, كثير منهم يقولون وهم في جلسة عادية الله موجود في كل الوجود, الله موجود في كلّ مكان تُرى هذه العبارة جاءت في القرآن؟ جاءت في حديث الرسول عليه السلام؟ الجواب لا, طيب من أين جاءت هذه الكلمة؟ وهل هي صواب أم خطأ؟ بل أقول هل هي هدى أم ضلال؟ أقول هي عين الضلال, هذه الكلمة أي قولهم إن الله عز وجل موجود في كل مكان هذا عين الضلال ليس لأنها فقط لا أصل لها في الكتاب ولا في السنة وإنما لأنها تخالف الكتاب والسنة الآيات متضافرة كلها في أنّ الله عزّ وجلّ على العرش استوى حينما يسجد أحدنا سبحان ربنا الأعلى حينما يذكر الناس بأن يرحم بعضهم بعضا يروي قوله عليه السلام الراحمون يرحمهم الرحمن, ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء إذا الله له صفة العلو أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور * أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير فالشاهد أنّ هذه الصفة تنافي قول العامة اليوم الله موجود في كل مكان لو فكّر المسلم بهذه الكلمة لعرف خطورتها وهي في كلّ مكان نحن ندخل نحن البشر ندخل أماكن لو استطعنا ما دخلناها, ندخل الكنف مثلا المراحيض هذا مكان أفي هذا المكان رب العالمين ؟! له صفة العلو سبحانه وتعالى إذا كيف نجعل إسلام لبّا وقشرا واللّبّ نحن بعد ما أتقناه ولا عرفناه بدليل انتشار هذه الضّلالة بين الناس وهي مخالفة لقوله تبارك وتعالى في عشرات الآيات وعشرات الأحاديث النبوية, لذلك أنا أقول لا بد من التصفية والتربية لم يكن المسلمون الأوّلون يعرفون أو يقولون ما يقوله الخلف اليوم الله في كلّ مكان وإنما كانوا يقولون كما قال رب العالمين في السماء ولعلّكم تعرفون حديث الجارية تلك الجارية راعية الغنم الّتي سألها الرّسول عليه السلام في حديث طويل لا حاجة بنا الآن لذكره وإنما فيه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لتلك الجارية أين الله؟ فقالت " في السماء " قال لها من أنا؟ قالت " أنت رسول الله " قال لسيدها اعتقها فإنها مؤمنة فالرسول شهد للجارية بالإيمان لأنها أولا شهدت بأن الله في السماء وهذا نصه في القرآن وثانيا شهدت لمحمد عليه السلام بأنه رسول الله كيف الآن نوفق بين واقع المسلمين اليوم الذين يقولون الله في كل مكان وشهادة الرسول للجارية التي قالت الله في السّماء بأنّها مؤمنة إذا يجب الآن على الدّعاة الإسلاميين أن يجروا تصفية لهذا الإسلام الذي ورثناه في طيلة هذه السنين المديدة وأن يربوا أنفسهم وذويهم على هذا الإسلام المصفّى فأين هؤلاء العلماء الذين يصفون أولا الإسلام مما دخل فيه سواء في العقيدة, أو في الأحاديث الضعيفة والموضوعة أو في الأحكام الفقهية المبثوثة في كتب الفقه على اختلاف مذاهبها ومشاربها أو في السّلوك الذي نحن نمشي اليوم والمعاملات وكثير منها فيها ربًا فيها غش فيها غرر فيها فيها مخالفات كثيرة, إذًا هذه الجماعات مختلفة وسبيل التوحيد بينها هو بالرجوع إلى الكتاب والسنة بعد إجراء التصفية على هذا الإسلام على ضوء الكتاب والسنة وعلى ما كان عليه سلفنا الصالح, أنا أشعر بأنني أطلت في الجواب عن هذا السؤال وأظن أنه يتحمل الإطالة أكثر وأكثر ولكنّني أشعر بأنّ هناك أسئلة أخرى فحسبنا هذا وتلخيصه أن هذه الجماعات عليها أن تتّفق على المنهج الموحّد وهو الكتاب والسنة بعد إجراء التصفية لهذا الإسلام الذي ورثناه وأن نربي أنفسنا عليه.
الفتاوى المشابهة
- ما هو الخلاف بين المسلمين واليهود؟ - الفوزان
- كيف نفهم الدِّين على منهج سلفنا الصالح ؟ - الالباني
- لم لا نجعل فتوى الصحابة هي المرجع ونترك الخلاف... - الالباني
- ما الخلاف بين أهل الحديث وأهل الرأي .؟ - الالباني
- ما توجيهكم في خلاف السلف من أهل السنة والجماعة... - الالباني
- حديث عن الخلاف الحاصل بين أهل العلم وبين الدعاة . - الالباني
- سؤال عن الخلاف الحاصل بين أهل العلم وبين الدعاة ؟ - الالباني
- هل الخلاف الموجود بين جميل الرحمن والأحزاب هو... - الالباني
- هناك من يقول إن الجماعات الموجودة الآن جماعات... - الالباني
- الخلاف بين الجماعات - اللجنة الدائمة
- ما أدب الخلاف بين علماء المسلمين ؟ وما هي حدود... - الالباني