تم نسخ النصتم نسخ العنوان
معنى قوله :" ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد " . - ابن عثيمينالشيخ :  ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد  والذي ينفخ في هذا الصور وهو قرن عظيم، سعته كما بين السماء والأرض، تكون فيه الأرواح، الذي ينفخ فيه هو إسرافيل عليه...
العالم
طريقة البحث
معنى قوله :" ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد " .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد والذي ينفخ في هذا الصور وهو قرن عظيم، سعته كما بين السماء والأرض، تكون فيه الأرواح، الذي ينفخ فيه هو إسرافيل عليه الصلاة والسلام، أحد حملة العرش، وهو مع جبريل وميكائيل، كل من الثلاثة موكل بما فيه الحياة. أما جبربل فموكل بما فيه حياة القلوب وهو الوحي، وأما ميكائيل فموكل بما فيه حياة الأرض والنبات، وهو القطر أي السيل.
وأما إسرافيل فموكل بما فيه حياة الأجساد عند البعث، وهو نفخ الصور.
ولهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بين هؤلاء الملائكة الثلاثة في استفتاح صلاة الليل حين يقول : اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ، فكان صلى الله عليه وسلم يستفتح بهذا الاستفتاح في صلاة الليل.
وقوله : نفخ في الصور ينفخ في الصور نفختان، أما الأولى فهي نفخة فزع وصعق، وأما الثانية فهي نفخة بعث وخروج، قال الله تعالى : ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون تخرج الأرواح من هذا الصور إلى أجسادها، ولا تخطئ روح جسدها بل تذهب إليه بإذن الله عز وجل، حتى تحل في الجسد، ثم يقوم الناس من قبورهم لرب العالمين.
وعبر الله عز وجل عن النفخ في الصور وهو أمر مستقبل بالفعل الماضي لتحقق وقوعه، والشيء المستقبل إذا كان متحقق الوقوع فلا بأس أن يعبر عنه بالفعل الماضي، كما قال الله تعالى : أتى أمر الله فلا تستعجلوه ، فإن أتى أمر الله بمعنى يأتي وليس قد أتى ومضى بدليل قوله : فلا تستعجلوه .
هذا النفخ في الصور الذي به يكون البعث، ويكون بعد هذا البعث الأمور العظيمة والأهوال الجسام يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار يحشر الناس جميعا من ذكور وإناث وصغار وكبار على صعيد واحد، تمد الأرض مدا، بعد أن كانت مكورة في هذه الدنيا فإنها يوم القيامة تمد وتبسط، ليس فيها جبال ولا أودية ولا بناء ولا أشجار، وإنما يذرها الله عز وجل قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا أمتا .
ويحشر الناس على هذه الأرض عراة غير مكتسين، وحفاة غير منتعلين، وغرلا غير مختونين، وبهما غير ممولين، ليس مع الانسان مال ولا متاع، وإنما هي الأعمال الصالحة - أسأل الله أن يجعل لي ولكم منها نصيبا نبلغ به جنات النعيم -.
هذا اليوم العظيم الذي وصفه الله تعالى بأوصاف عظيمة في كتابه، ووصفه بها رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ينقسم الناس فيه إلى قسمين : فريق في الجنة، وفريق في السعير.
وفي هذه السورة يقول الله عز وجل : ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد .

Webiste