لذلك فالذكر بهذا اللفظ المفرد بدعة في الدين لا سيما مع عدم وروده فهو مصادم للأذكار الواردة كما أشرنا إلى ذلك آنفا .
أما أنه مبتدع لغة فقد يكون هذا غريبا على بعض الناس ولكن من كان عندهم شيء من العلم بآداب اللغة وبنحوها فهو يعلم أن هذا الكلام ليس له جواب مبتدأ لا خبر له فهذه جملة مبتورة ناقصة الله ما باله؟ لو قيل الله عظيم الله جليل الله عزيز الله كريم الله عليم كانت جملة تامة ثم يبقى النقد من عدم حيث ورودها أم ... الله الله وإنما تقول اللهُ اللهُ اللهُ إذا وقفت أما إذا لم تقف فلا بد من الوصل تقول اللهُ اللهُ اللهُ هذا لو صح من حيث اللغة ... يصح الوقوف على متحرك كما أنه لا يجوز التحريك وهو ساكن ... يقول الله الله الله الله الله وإنما اللهُ اللهُ اللهُ إذًا لما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تقوم الساعة وعلى وجه الأرض من يقول الله" يعني من يشهد أن الله وحده لا شريك له لا يعني وعلى وجه الأرض من يذكر الله بلفظ الله الله لأن هذا أولا كما قلنا غير مشروع وثانيا لو كان مشروعا فهل هو ركن من أركان الإسلام والواقع أنه كانت جرت مناقشة بيني وبين بعض المشائه وقد احتج بهذا الحديث على شرعية بما يسمونه بالذكر المفرد فاعترضت عليه بما سبق بيانه وبالحديث الآخر الذي هو بلفظ "لا تقوم الساعة وعلى وجه الأرض من يقول لا إله إلا الله" هذه الجملة تامة وهذه مفسّرة للرواية الأولى "لا تقوم الساعة وعلى وجه الأرض من يقول الله" أي من يقول لا إله إلا الله بعد هذا قلنا لو سلمنا جدلا بأن هذا الذكر مشروع وهو غير مشروع قطعا فهل هو ركن ؟ قال لا يعني ركن من أركان الإسلام؟ قال لا، فرض من فرائض الإسلام؟ قال لا، واجب من واجبات الإسلام عند من يفرق بين الفرض والواجب؟ قال لا، سنة مؤكدة؟ قال لا، ماذا سيكون؟ سيكون سنة مستحبة مندوبة يعني لها فضل خاص، قلت لو فرضنا أن أمة المسلمين حافظوا على عقيدتهم الصحيحة وحافظوا على القيام بكل الفرائض والواجبات والسنن كلها لكن تركوا مستحبا من المستحبات ومنها هذا الذكر الذي نعتقد أنه مبتدع هل يستحقون أن تقام الساعة عليهم قال لا، قلنا إذًا هذا دليل قاطع على أن تفسير الحديث كما يبدو لبعض الطرقيين لا تقوم الساعة وعلى وجه الأرض من يقول الله، يعني من يذكر الله الله، مو صحيح لأنه لو تركنا هذا الذكر ما بنكون شرار أهل الأرض وقد قال عليه السلام "لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق" فمن هؤلاء شرار الخلق؟ هم الكفار أي هم الذين لا يشهدون لله بالوحدانية ولنبيه صلى الله عليه وسلم بالنبوة والرسالة، هذه جملة معترضة .