فهنا بين الله تعالى أن الإنسان من حيث هو إنسان هلوع وفسر الهلع بقوله : { إذا مسه الشر جزوعا * وإذا مسه الخير منوعا } إن مسه الشر لم يصبر بل جزع وتسخّط ، وإن مسّه الخير منع الخير وصار بخيلا به ، سواء كان هذا الخير مالا أو جاها أو علما إلا من اتّصف بهذه الصفات :
المصلون { الذين هم على صلاتهم دائمون } وفي آخر الآيات : { والذين هم على صلاتهم يحافظون } فذكر الله الصلاة في أول الصفات وفي آخر الصفات ، وهذا دليل على العناية بها ، ووصف هؤلاء المصلين بوصفين بالنسبة للصلاة :
أنهم دائمون عليها ، ومحافظون عليها، دائمون لا يتركونها ، محافظون عليها لا يفرطون في شيء من واجبتاها وسننها ومكمّلاتها.