تم نسخ النصتم نسخ العنوان
حكم السلام على المبتدع والكافر والفاسق. - ابن عثيمينالشيخ : ومن مباحث السلام هل نسلم على المبتدع؟ هل نسلم على الفاسق؟ هل نسلم على الكافر؟ ثلاثة أسئلة، هل نسلم على المبتدع؟ الجواب في ذلك تفصيل، إن كانت الب...
العالم
طريقة البحث
حكم السلام على المبتدع والكافر والفاسق.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : ومن مباحث السلام هل نسلم على المبتدع؟ هل نسلم على الفاسق؟ هل نسلم على الكافر؟ ثلاثة أسئلة، هل نسلم على المبتدع؟ الجواب في ذلك تفصيل، إن كانت البدعة مكفرة فإنه لا يسلم عليه، لأن الكافر لا يجوز أن تسلم عليه، وإن كانت لا تبلغ الكفر كما لو كان مبتدعا في بعض الأذكار التي لا تخرج من الملة وما أشبه ذلك فإنه ينظر، إن كان في ترك السلام عليه مصلحة وجب أن نترك السلام عليه، كيف يكون مصلحة في ترك السلام؟ نعم، يعرف أنه إنما هجر لأنه مبتدع فيرتدع عن بدعته ويتوب، فهنا يجب أن نهجره لحصول توبته، وإن كان لا يزداد بالهجر إلا مفسدة وإقداما على البدعة ودعوة إليها فإننا لا نهجره لأنه مسلم، ولا يجوز هجر المسلم.
الثاني : الفاسق، كيف الفاسق ؟مثل إيش؟ كأن يكون هذا الرجل معروفا بأكل الربا، أو يكون هذا الرجل معروفا بعقوق الوالدين، أو معروفا بالتساهل بالصلاة لكنه يصلي، هذا فاسق، هل نسلم عليه أو لا؟ نقول : فيه ما قلنا في صاحب البدعة غير المكفرة، وهو أنه إذا كان هجرنا إياه يؤدي إلى صلاح حاله هجرناه، وإن كان لا يؤدي إلى صلاح حاله لم نهجره لأنه مؤمن، الفاسق يا إخواني مؤمن لكنه مؤمن ناقص الإيمان، فإذا رأينا هذا الرجل الذي نعرف أنه منهمك في أكل الربا فإن كان في هجرنا إياه يرتدع عن أكل الربا هجرناه، فلا نسلم عليه ولا نجيب دعوته إذا دعانا، ولا ندعوه نحن إلى وليمه، لأنه إذا فعلنا به هكذا ارتدع، وهل لهذا أصل؟ أعني هجر العاصي، الجواب : نعم له أصل، وأصله أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم خرج إلى غزوة تبوك في أي سنة؟ التاسعة، في أي فصل؟ في فصل الصيف حين طابت الثمار، يعني أنه في أشد ما يكون من الحر، والثمار قد طابت، الرطب، والظل، والماء البارد، ولهذا تخلف المنافقون عنها، وتخلف عنها من الرجال المؤمنين حقا ثلاثة وهم من؟ كعب بن مالك، والثاني هلال بن أمية، والثالث مرارة بن الربيع، تخلفوا عن الغزوة مع أنهم قادرون ليس لهم عذر، فلما قدم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم جاء المعذرون من الأعراب، جاء المنافقون يحلفون، يحلفون بأنهم معذورون، فكان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يستغفر الله لهم ويكل سرائرهم إلى الله، أما كعب بن مالك فقد أخبر بالصدق، وقال إنه تخلف لغير عذر، وأنه في هذه الغزوة يملك بعيرين، ولكنه رضي الله عنه كان صريحا، فقال له النبي عليه الصلاة والسلام : اذهب فسوف يقضي الله فيك ما شاء ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم بهجر الثلاثة، أمر بهجر الثلاثة فهجرهم الناس، حتى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم هجرهم، يقول كعب كنت آتي فأسلم على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأقول هل حرك شفتيه برد السلام أم لا؟ مع أنه أحسن الناس خلقا، فهذا أصل في هجر من؟ في هجر الفاسق، وهم لا شك أنهم تابوا فتاب الله عليهم، وأنزل فيهم آية تتلى إلى يوم القيامة، يقرؤها الناس في صلاتهم وفي خلواتهم، ولكننا نقول : هجر العاصي جائز أو واجب متى؟ إذا كان في ذلك مصلحة حيث يرتدع، أما إذا كان في ذلك مفسدة بحيث يزداد في فسقه ويقول ما هؤلاء المطاوعة الذين لا يسلمون علينا، نحن لا يهمننا وما أشبه ذلك من الكلام الذي يدل على أنه متمرد، فهنا لا نهجره لأنه مؤمن، والأصل تحريم هجر المؤمن إلا لمصلحة، من بقي علينا؟ الكافر، هل نسلم على الكافر؟ لا نسلم عليه أبدا لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : لا تبدءوا اليهود والنصارى بالسلام وإذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه مع أن اليهود والنصارى هم خير الكفار، والكفار كلهم لا خير فيهم، لكن لهم أحكام خاصة بهم، ولهذا تحل نساؤهم وتحل ذبائحهم، ويقرون على دينهم بالجزية، وغيرهم لا تحل نساؤهم ولا تحل ذبائحهم، ولا يقرون على دينهم بالجزية عند أكثر أهل العلم، واضح يا جماعة، إذا كان الرسول نهى أن نبدأ اليهود والنصارى بالسلام، فغيرهم من البوذيين والمجوسييين والوثنيين والشيوعيين من باب أولى، ولهذا لا يجوز أن تسلم على يهودي أو نصراني أو غيرهما من الكفار حتى لو دخلت عليهم في مجالسهم لا تسلم، امتثالا لأمر من؟ لأمر الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ومن يطع الرسول فقد أطاع الله لكن إذا سلموا هل أرد عليهم السلام؟ نقول نعم ترد عليهم السلام، لأن الله يأمر بالعدل والإحسان، وليس من العدل إذا سلم عليك أحد أن لا ترد عليه، ولهذا كان من محاسن دين الإسلام أنهم أي الكفار، إذا سلموا علينا رددنا عليهم السلام، ولكن كيف نرد؟ نرد إذا صرحوا بالسلام علينا وقالوا السلام عليكم، سلاما واضحا، قلنا عليكم السلام، إذا كان غير صريح، غير واضح، نقول عليكم بس، أو وعليكم، ولا نقل السلام، لأن اليهود كانوا في المدينة مع الرسول عليه الصلاة والسلام، كانوا ساكنين في المدينة، فيمرون بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فيقولون السام عليك يا محمد، السام، معنى السام؟ أي الموت، ولكنهم ما يوضحون توضيحا كاملا، ما يقولون السام عليك، يجعلونها بين اللام وبين عدمها، السام، يعني ما هي واضحة، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: إن اليهود إذا سلموا عليكم يقولون السام عليكم فقولوا وعليكم ومر يهودي بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وعنده أم المؤمنين عائشة، فقال السام عليك يا محمد، قالت عائشة عليك السام واللعنة، عليك الموت وعليك أيضا زيادة، وإذا حييتم بتحية فحيوا نعم، هذا حيى بتحية سيئة فحيي بأسوأ منها، ولكن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نهاها وقال : إن الله رفيق يحب الرفق، فإذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا وعليكم، جازوهم بالعدل، في باب الفضل حيوا بأحسن منها، لكن في باب العدل لا تحيوا بأسوأ منها، تقولوا وعليكم، وبهذا يحصل الرد الواجب، إن كانوا قد قالوا السام عليكم فهو لهم، وإن كانوا قد قالوا السلام عليكم فهو لهم، فإذا صرحوا قالوا السلام عليكم كما يوجد الآن في كثير من الأعاجم، من الهنود وغير الهنود، يقول السلام عليك، وهو كافر فماذا تقول؟ لك أن تقول عليك السلام، عليك السلام لأن الإسلام ميزان قسط عدل، تقول عليك السلام، ولا حرج عليك في هذا .

Webiste