الشيخ : طيب هل يسلم على الفاسق؟ هل يسلم على الفاسق؟ يعني كرجل يشرب الدخان مثلا هل يسلم على الفاسق ؟كإنسان معروف بالشر أو إنسان يشرب الدخان أمامك أو إنسان حالق اللحية أو ما أشبه ذلك هل تسلم عليه ؟ نعم هذا فيه تفصيل إن كان في هجره مصلحة بحيث يتوب إلى الله من معصيته فاهجره وإن لم يكن في هجره مصلحة فلا تهجره وإن كان في هجره مفسدة أكثر تأكد السلام انتبه يا أخ التفصيل على ثلاثة أحوال: إذا كان في هجره مصلحة ماذا نعمل ؟ نهجره إذا لم يكن فيه مصلحة فنسلم على سبيل الجواز إذا كان في هجره مفسدة فنسلم على سبيل الاستحباب والتأكد طيب كيف هذه الأحوال إذا كان هذا الرجل الفاسق إذا هجرناه ارتدع عن فسقه وحسنت حاله فهنا يكون هجره مشروعاً إما وجوباً وإما استحباباً لأن الهجر صار بمنزلة الدواء لهذا الإنسان المصر على المعصية ولذلك هجر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كعب بن مالك وصاحبيه من صاحباه؟ هلال بن أمية ومرارة بن الربيع حين تخلفوا عن غزوة تبوك ولما رجع النبي صلى الله عليه وسلم منها أخبروه بالصدق فهجرهم لكن هل حسنت حالهم أو لا؟ لا شك حسنت وصاروا أفضل منه قبل ذلك حتى إن الله أنزل فيهم قرآناً يتلى إلى يوم القيامة، لو أنك قرأت سيرة أبي بكر رضي الله عنه وهو أفضل الصحابة بلا نزاع لو قرأت سيرته في الصلاة هل يجوز تقرأ سيرته في الصلاة؟ لا لكن هؤلاء نقرأ سيرتهم في الصلاة وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت .. إلى آخره ، كل هذا بسبب صدقهم إذا انتفعوا بالهجر انتفاعا عظيما فهذا الرجل الذي نراه فاسقا إذا هجرناه وانتفع بالهجر هجرناه
الحال الثانية: ألا نستفيد من هجره ولا يكن فيه مفسدة فهنا الهجر جائز وليس بسنة بل قد نقول إن التسليم هو السنة لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: لا يحل للمسلم أن يهجر أخاه والفاسق العاصي هل هو أخ لك؟ إنسان يشرب الدخان حالق لحيته مسبل ثوبه أخوك؟ نعم نعم فيه عندكم قولان قول يقول ليس أخاً وقول آخر يقول إنه أخ والراجح أنه أخ حتى وإن كان عاصياً الدليل على هذا قول الله تبارك وتعالى: يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى ومعنى القصاص يا أخ.
الطالب : قتل القاتل ... .

الشيخ : تمام القصاص هو قتل القاتل ولا شك أن قتل المؤمن عمدا من كبائر الذنوب حتى قال الله تعالى: وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًاً وحتى قال الرسول عليه الصلاة والسلام: لا يزال المرء في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً ومع ذلك قال الله تعالى في هذا القاتل: فمن عفي له من أخيه شيء من أخوه؟ المقتول فمن عفي له من أخيه شيء فجعل الله القاتل أخاً للمقتول مع أن القاتل قد فعل كبيرة من كبائر الذنوب وقال تعالى في الطائفتين المقتتلتين وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا إلى أن قال: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ إذن الفسق لا يجعل الفاسق غير أخ لنا هو أخونا حتى وإن كان فاسقاً وبعض منكم قال إنه ليس بأخ نعم وهذا نظير واحد رجل شيخ كبير كنا نتحدث في مثل هذا المجلس فقلت له إن شارب الدخان أخ لنا قال: أبدا ما يصير أخ لنا بشدة وماذا نقول له في الصواب أخ ولا غير أخ ؟ أخ لنا لا شك إذا لا نهجره لا يجل لمؤمن أن يهجر أخاه فوق ثلاث إلا إذا كان في هجره إيش؟ مصلحة
طيب فإن كان في هجره مفسدة وهي الحال الثالثة فإننا لا نهجره كيف يكون في هجره مفسدة يكره الحق إذا هجرناه ويكره أهل الحق وربما يزداد في فسقه ويتمرد أكثر فهنا الهجر يكون إيش؟ حراماً لأنه يؤدي إلى مفسدة أعظم والشرع إنما جاء بتقليل المفاسد وتحصيل المصالح نعود لسؤال الأخ اذكر لنا الأحوال في هجر الفاسق.
الطالب : ... .

الشيخ : إذا كان في هجره مفسدة نسلم على سبيل الاستحباب ؟ معناه.
الطالب : يسلم عليه

الشيخ : إي نعم على سبيل الاستحباب ولا الوجوب؟
الطالب : على سبيل الوجوب

الشيخ : طيب هذه واحدة الثانية.
الطالب : ... مفسدة

الشيخ : إذا كان في هجره مصلحة
الطالب : ... مصلحة هنا نهجره

الشيخ : نهجره إما وجوباً أو استحباباً حسب الحال الثالث؟
الطالب : ...لا مفسدة ولا مصلحة

الشيخ : نعلم
الطالب : نسلم عليه على سبيل الاستحباب

الشيخ : فنسلم عليه على سبيل الاستحباب لأنه من المؤمنين طيب البحث.