بيان حال الدعوة السلفية في العراق والجماعات الأخرى، وكيفية الرد على الجماعات الأخرى ؟ (ذكر أسباب النصرة)
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : شيخنا الفاضل أريد أن أجعلك على بينة عن الدعوة السلفية في العراق .
الشيخ : حسنا
السائل : فالدعوة السلفية هي كما تعلم أنها دعوة توحيد الله وهي دعوة الأنبياء والرسل إلى جميع الأقوام وهؤلاء الأنبياء والرسل تعرضون من أقوامهم ما تعرضوا ونحن اليوم نحاول أن نتمسك بهؤلاء السلف الصالح من الأنبياء والرسل ومن اهتدى بهديهم من صحابتهم وهناك من يحاول متعمدا أن يهدم هذه المحاولات وكثيرون جدا ومن بينهم النصارى وبعض إخواننا المسلمين الذين أغوتهم الحياة الدنيا فتفرقوا إلى شيع وأحزاب ومن بينهم عندنا في العراق جماعة الإخوان المسلمين , الذين يظهرون لنا أنهم الآن على عقيدة السلف ويسلكون منهج الحزبية والتحزب ويتهموننا بأننا قد أسقطنا أو أضعفنا فرضية الجهاد لأنهم مؤمنون بحمل السلاح ضد الطغيان من حكام وما شابههم ونحن نقول لهم بأننا على منهج التنقية والتربية الذي سمعناه من فضيلتكم على أشرطة التسجيل , فنحن في خلاف معهم فأرجو من فضيلتكم أن توضحوا لنا ولهم هذا , فأما الصوفية فأنت تعلم كم هم بعيدون عن عقيدتنا فهم يتهمونا أيضا بالتحزب وتفرقة المسلمين ويسموننا وهابيون ولا نصلي على الرسول صلى الله عليه وسلم وينكرون علينا تسمية السلفية ويقولون هذه التسمية هي تفرقة , وأما المقلدون من أصحاب المذاهب فيقولون أننا أنتم لا زلتم في عقلكم القديم تنكرون علينا وتقولون هذه سنة وهذه بدعة فأرجو من فضيلتكم أن نسمع ونُسمع الناس في ردكم على هذه الفرق بارك الله فيك ؟
الشيخ : وفيكم بارك , هذا السؤال يتضمن جوانب عديدة والذي ينبغي أن يعرفه كل مسلم مهما كان انتسابه ومهما كانت حزبيته أن يعرف حقائق لا ينبغي أن يكون هناك خلاف بين مسلمَين على وجه الأرض لأن الله عزّ وجل قد نص في القرآن الكريم على أن المسلمين إذا أرادوا أن يكونوا أعزة كما كان المسلمون الأولون فواجبهم الأول أن يحققوا الشرط الأساسي الذي جاء ذكره في القرآن الكريم في آيات عدة , ومن أشهرها قوله تبارك وتعالى: إن تنصروا الله ينصركم فهذا شرط أن ينصر المسلمون ربنا عزّ وجل وليس ذلك إلا بنصر دينه لأن الله عزّ وجل هو القوي العزيز فليس بحاجة إلى جند ينصرونه على أعدائه تبارك وتعالى , ولذلك كان من المتفق عليه بين علماء التفسير قاطبة أن المقصود بهذه الآية إن تنصروا الله أي دينه ينصركم أي على عدوكم , هذا أمر ما أعتقد أن مسلما يؤمن بالله واليوم الآخر حقا يجهله فضلا عن أن يجادل فيه وكذلك السنة توضح هذا الشرط الأساسي المذكور في هذه الآية في بعض الأحاديث الصحيحة التي جرت عادتنا في مثل هذه المناسبة أن نذكّر بها كافة المسلمين , من ذلك قول الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم: إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلًا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم فإذًا الآية والحديث وما يشابههما من نصوص أخرى كلها تلتقي على أن المسلمين سوف يظلّون في ضعفهم وفي ذلهم ما لم يأخذوا بالشرط الذي اشترطه الله عز وجل لينصرهم الله على أعدائهم وهو أن يعودوا إلى دينهم , وكما يقال التاريخ يعيد نفسه فالمسلمون الأولون الذين كانوا مع الرسول عليه الصلاة والسلام ما نصرهم الله عزّ وجل إلا بسبب تمسكهم بهذا الشرط المذكور في هذه الآية وفي الحديث لكن الشيء الذي يجهاه كثير من الجماعات الإسلامية التي سميتَ بعضها آنفا هو أنهم يظنون أن الرجوع إلى الدين إنما هو الكلام الذي ليس فيه معنىً صحيح فمجرد أن يكون المسلمون يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله يتوهمون إن هذا يكفي ليستحقوا المشروط من الله عزّ وجل ألا وهو نصرهم على أعدائهم بينما الحقيقة التي يجب التنبيه عليها أن الله عزّ وجل حينما ذكر في القرآن الكريم في الآية المعروفة إن الدين عند الله الإسلام ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين فالدين الذي ذكره الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث السابق ذكره هو الدين الذي ارتضاه ربنا عزّ وجل للمسلمين دينا وشريعة في العهد الأول وهو الذي أكمله الله عز وجل وامتنّ بذلك على عباده في الآية المعروفة اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا هذا الدين إذا فهم فهما صحيحا كان هو العلاج لرفع هذا الذل الذي ران مع الأسف الشديد على كل المسلمين لا نستثني منهم حكومة ولا شعبا والسبب أنهم انحرفوا عن هذا الدين الذي هو العلاج الذي ذكره الرسول عليه السلام في آخر الحديث السابق حتى ترجعوا إلى دينكم ومما لا شك فيه أن الذي أشرتَ إليه أن الأصل في الإسلام هو التوحيد لا شك في ذلك , لكن هذا من البداهة بمكان أنه لا يكفي لأن الإسلام شامل لكل أمور الحياة ويعالجها معالجة كاملة فلو فرضنا شعبا من الشعوب الإسلامية حققوا التوحيد ووقفوا عنده فذلك لا يعني أنهم يستحقون نصر الله بل عليهم أن يحيطوا بالدين أولا معرفة ثم تطبيقا كما قال تعالى: وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله ولكن أساس كل هذه الأعمال هو التوحيد الخالص وإلا ذهب عمل المسلم هباءً منثورا كما قال ربنا عزّ وجل: لئن أشركت ليحبطنّ عملك هذا الخطاب للأمة المسلمة في شخص النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإلا فمحال أن يقع نبينا صلى الله عليه وسلم في شيء من الشرك وإنما الخطاب إلى كل فرد من أفراد الأمة لئن أشركت ليحبطنّ عملك , وكما قال في حق المشركين: وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثورا ومما لا شك فيه مع الأسف الشديد أن أكثر المسلمين اليوم هم بعيدون كل البعد عن التوحيد الصحيح .
الشيخ : حسنا
السائل : فالدعوة السلفية هي كما تعلم أنها دعوة توحيد الله وهي دعوة الأنبياء والرسل إلى جميع الأقوام وهؤلاء الأنبياء والرسل تعرضون من أقوامهم ما تعرضوا ونحن اليوم نحاول أن نتمسك بهؤلاء السلف الصالح من الأنبياء والرسل ومن اهتدى بهديهم من صحابتهم وهناك من يحاول متعمدا أن يهدم هذه المحاولات وكثيرون جدا ومن بينهم النصارى وبعض إخواننا المسلمين الذين أغوتهم الحياة الدنيا فتفرقوا إلى شيع وأحزاب ومن بينهم عندنا في العراق جماعة الإخوان المسلمين , الذين يظهرون لنا أنهم الآن على عقيدة السلف ويسلكون منهج الحزبية والتحزب ويتهموننا بأننا قد أسقطنا أو أضعفنا فرضية الجهاد لأنهم مؤمنون بحمل السلاح ضد الطغيان من حكام وما شابههم ونحن نقول لهم بأننا على منهج التنقية والتربية الذي سمعناه من فضيلتكم على أشرطة التسجيل , فنحن في خلاف معهم فأرجو من فضيلتكم أن توضحوا لنا ولهم هذا , فأما الصوفية فأنت تعلم كم هم بعيدون عن عقيدتنا فهم يتهمونا أيضا بالتحزب وتفرقة المسلمين ويسموننا وهابيون ولا نصلي على الرسول صلى الله عليه وسلم وينكرون علينا تسمية السلفية ويقولون هذه التسمية هي تفرقة , وأما المقلدون من أصحاب المذاهب فيقولون أننا أنتم لا زلتم في عقلكم القديم تنكرون علينا وتقولون هذه سنة وهذه بدعة فأرجو من فضيلتكم أن نسمع ونُسمع الناس في ردكم على هذه الفرق بارك الله فيك ؟
الشيخ : وفيكم بارك , هذا السؤال يتضمن جوانب عديدة والذي ينبغي أن يعرفه كل مسلم مهما كان انتسابه ومهما كانت حزبيته أن يعرف حقائق لا ينبغي أن يكون هناك خلاف بين مسلمَين على وجه الأرض لأن الله عزّ وجل قد نص في القرآن الكريم على أن المسلمين إذا أرادوا أن يكونوا أعزة كما كان المسلمون الأولون فواجبهم الأول أن يحققوا الشرط الأساسي الذي جاء ذكره في القرآن الكريم في آيات عدة , ومن أشهرها قوله تبارك وتعالى: إن تنصروا الله ينصركم فهذا شرط أن ينصر المسلمون ربنا عزّ وجل وليس ذلك إلا بنصر دينه لأن الله عزّ وجل هو القوي العزيز فليس بحاجة إلى جند ينصرونه على أعدائه تبارك وتعالى , ولذلك كان من المتفق عليه بين علماء التفسير قاطبة أن المقصود بهذه الآية إن تنصروا الله أي دينه ينصركم أي على عدوكم , هذا أمر ما أعتقد أن مسلما يؤمن بالله واليوم الآخر حقا يجهله فضلا عن أن يجادل فيه وكذلك السنة توضح هذا الشرط الأساسي المذكور في هذه الآية في بعض الأحاديث الصحيحة التي جرت عادتنا في مثل هذه المناسبة أن نذكّر بها كافة المسلمين , من ذلك قول الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم: إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلًا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم فإذًا الآية والحديث وما يشابههما من نصوص أخرى كلها تلتقي على أن المسلمين سوف يظلّون في ضعفهم وفي ذلهم ما لم يأخذوا بالشرط الذي اشترطه الله عز وجل لينصرهم الله على أعدائهم وهو أن يعودوا إلى دينهم , وكما يقال التاريخ يعيد نفسه فالمسلمون الأولون الذين كانوا مع الرسول عليه الصلاة والسلام ما نصرهم الله عزّ وجل إلا بسبب تمسكهم بهذا الشرط المذكور في هذه الآية وفي الحديث لكن الشيء الذي يجهاه كثير من الجماعات الإسلامية التي سميتَ بعضها آنفا هو أنهم يظنون أن الرجوع إلى الدين إنما هو الكلام الذي ليس فيه معنىً صحيح فمجرد أن يكون المسلمون يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله يتوهمون إن هذا يكفي ليستحقوا المشروط من الله عزّ وجل ألا وهو نصرهم على أعدائهم بينما الحقيقة التي يجب التنبيه عليها أن الله عزّ وجل حينما ذكر في القرآن الكريم في الآية المعروفة إن الدين عند الله الإسلام ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين فالدين الذي ذكره الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث السابق ذكره هو الدين الذي ارتضاه ربنا عزّ وجل للمسلمين دينا وشريعة في العهد الأول وهو الذي أكمله الله عز وجل وامتنّ بذلك على عباده في الآية المعروفة اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا هذا الدين إذا فهم فهما صحيحا كان هو العلاج لرفع هذا الذل الذي ران مع الأسف الشديد على كل المسلمين لا نستثني منهم حكومة ولا شعبا والسبب أنهم انحرفوا عن هذا الدين الذي هو العلاج الذي ذكره الرسول عليه السلام في آخر الحديث السابق حتى ترجعوا إلى دينكم ومما لا شك فيه أن الذي أشرتَ إليه أن الأصل في الإسلام هو التوحيد لا شك في ذلك , لكن هذا من البداهة بمكان أنه لا يكفي لأن الإسلام شامل لكل أمور الحياة ويعالجها معالجة كاملة فلو فرضنا شعبا من الشعوب الإسلامية حققوا التوحيد ووقفوا عنده فذلك لا يعني أنهم يستحقون نصر الله بل عليهم أن يحيطوا بالدين أولا معرفة ثم تطبيقا كما قال تعالى: وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله ولكن أساس كل هذه الأعمال هو التوحيد الخالص وإلا ذهب عمل المسلم هباءً منثورا كما قال ربنا عزّ وجل: لئن أشركت ليحبطنّ عملك هذا الخطاب للأمة المسلمة في شخص النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإلا فمحال أن يقع نبينا صلى الله عليه وسلم في شيء من الشرك وإنما الخطاب إلى كل فرد من أفراد الأمة لئن أشركت ليحبطنّ عملك , وكما قال في حق المشركين: وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثورا ومما لا شك فيه مع الأسف الشديد أن أكثر المسلمين اليوم هم بعيدون كل البعد عن التوحيد الصحيح .
الفتاوى المشابهة
- ما هي نصيحتكم لمن ينتمي إلى جماعة ما من الجماع... - الالباني
- كيفية دعوة غير المسلم إلى الإسلام - ابن باز
- يرى بعض أهل العلم أنَّه لا داعي لتسمية الدعوة... - الالباني
- كيف نفهم الدِّين على منهج سلفنا الصالح ؟ - الالباني
- التعليق على كلمة وبيان أهمية التمسُّك بمنهج ال... - الالباني
- ما هي الدعوة السلفية ؟ وهل يجب على كلِّ مسلم أ... - الالباني
- ما هي الدعوة السلفية.؟ - الالباني
- تتمة الكلام عن سؤال : هل الجهر بالدعوة السلفية... - الالباني
- ما التعريف العام بالدعوة السلفية وموقفها من ال... - الالباني
- كلام على السلفية وموقفها من الجماعات الأخرى. - الالباني
- بيان حال الدعوة السلفية في العراق والجماعات ال... - الالباني