تم نسخ النصتم نسخ العنوان
الكلام على المقلدة وذم التقليد - الالبانيالشيخ :  أما المقلدون فهؤلاء ينبغي ألا نهتم بهم كثيرا لأنهم حكموا على أنفسهم بالجهل , لأن التقليد عند العلماء جميعا هو ألا يستعمل الإنسان عقله وعلمه وأن...
العالم
طريقة البحث
الكلام على المقلدة وذم التقليد
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : أما المقلدون فهؤلاء ينبغي ألا نهتم بهم كثيرا لأنهم حكموا على أنفسهم بالجهل , لأن التقليد عند العلماء جميعا هو ألا يستعمل الإنسان عقله وعلمه وأن يقلد غيره وأن يسلم له تسليما وهذا نوع من الشرك الذي وقع فيه جماهير المسلمين وهم لا يشعرون , لمَ ؟ - وعليكم السلام ورحمة الله - , لأن الله عزّ وجل ذكر عن النصارى شيئا من شركهم حين قال عز وجل: اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم النوع الأول الشرك في الرهبان النوع الثاني الشرك في المسيح عليه الصلاة والسلام , اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله , جاء في كتب الحديث والسيرة النبوية أن عدي بن حاتم الطائي كان من العرب القليلين الذين تثقفوا وقرؤوا وكتبوا فأوداه ذلك إلى أن آمن بالنصرانية وتدين بها وزار النبي صلى الله عليه وسلم وعلى عنقه الصليب فوعظه الرسول عليه السلام وذكره بالله عز وجل وتوحيده حتى هداه الله للإسلام وأسلم وحسن إسلامه وهو الآن من مشاهير الصحابة الكرام , في بعض المجالس لما تلا النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذه الآية أشكلت على عدي بن حاتم الطائي قال: يا رسول الله - بناء على فهمه للآية - ما اتخذناهم أربابا من دون الله كيف هذا قال له عليه السلام مبينا له: ألستم كنتم إذا حرموا لكم حلالا حللتموه وعلى العكس إذا حللوا حراما حللتموه قال: أما هذا فقد كان قال فذلك اتخاذكم إياهم أربابا من دون الله , إذًا هذا التقليد الأعمى حذرنا منه الإسلام في هذه الآية التي حكاها عن النصارى حتى لا نسير مسيرتهم ولا نتشبه بهم وقد حذرنا الرسول عليه السلام في بعض الأحاديث عن ذلك بمبدأ عام ألا وهو قوله عليه الصلاة والسلام: لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه فالنصارى قلدوا والمسلمون قلدوا , كان من الواجب على المسلمين أمران اثنان يتضمنهما شهادة لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله لو أن إنسانا كافرا أراد أن يدخل في دين الإسلام فشهد لله عزّ وجل بأنه لا إله غيره لكنه لم يؤمن بمحمد رسولا ما تفيده شهادة التوحيد شيئا فلا بد من الجمع بين الشهادتين لا إله إلا الله محمد رسول الله فأنا أقول أن الشهادة الأولى كما تتضمن توحيدَ الله عزّ وجل في عبادته فالشهادة الأخرى تتضمن إفراد النبي في اتباعه , كما أن الشهادة الأولى تتضمن توحيد الله في عبادته فمن عبد غير الله فقد أشرك ولو أنه آمن بأنه هو الخالق الرازق المحيي المميت لأن المشركين كانوا يؤمنون هذا الإيمان ولكن كانوا في الوقت نفسه يعبدون غير الله , فهذه الشهادة الطيبة لا إله إلا الله تعطينا بأنه من عبد غير الله فلم يؤمن بالله , كذلك من اتّبع غير رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم يفرده في الاتباع فما تفيده شهادة أن محمدا رسول الله شيئا إطلاقا , وهذا يؤكده بعض الآيات القرآنية التي منها مثلا قوله عزّ وجل: فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا فالآية الأخرى إللي بتقول ويسلموا تسليما .
علي الحلبي : ومن يشاقق الرسول؟

الشيخ : لأ
علي الحلبي : فلا وربك لا يؤمنون

الشيخ : فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما هذا التسليم للنبي الكريم إذا نقل عنه إلى غيره فهو كفر بشهادة أن محمدا رسول الله , فهنا نستطيع أن نقول توحيدان توحيد لله في عبادته وتوحيد للرسول في اتباعه فمن أخلّ بأحد التوحيدين فهو لم يؤمن بالله ورسوله إيمانا صادقا , إذًا هؤلاء المقلدون ينبغي الحقيقة ألا نعبأ بهم من جهة وأن نشفق عليهم من جهة أخرى لأنهم مرضى حيث أنهم قلبوا الحقيقة القرآنية سواءً ذلك في توحيد الله وحده لا شريك له أو في اتباعهم واستسلامهم لغير نبيهم الذي كان واجبا عليهم أن يسلموا له تسليما كما سبق ذكره في الآية الأخيرة , ما أدري إذا كان بقي عندك شيء في سؤالك .

Webiste