تم نسخ النصتم نسخ العنوان
الكلام على وقت قول المأموم " أمين" خلف إمامه. - الالبانيالشيخ : أستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد...
العالم
طريقة البحث
الكلام على وقت قول المأموم " أمين" خلف إمامه.
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : أستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسول يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما أما بعد،
فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وبعد، فقد أخرج الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أمّن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه في هذا الحديث أمر بحكم شرعي وبيان لثواب من يأتمر بهذا الأمر النبوي الشريف ألا وهو قوله عليه الصلاة والسلام إذا أمن الإمام فأمنوا وقد اختلف شراح هذا الحديث في بيان المراد من هذا الأمر النبوي الكريم إذا أمن الإمام فأمنوا فمنهم من ذهب إلى أن المعنى إذا شرع الإمام في التأمين فاشرعوا أنتم معه في التأمين أي فهموا أن المقصود من الحديث أن يقارن المقتدي بتأمينه تأمين إمامه فيقول مع الإمام آمين في آن واحد ومنهم من يذهب بأن المقصود به أن يأتي تأمين المقتدي بعد فراغ الإمام من تأمينه ومنهم من يفصل تفصيلا لا وجه له فيقول من كان قريبا من الإمام قارنه ومن كان بعيدا عنه تأخر عنه وعقب بتأمينه على تأمينه والذي تبين لي بعد تأمل في هذه الأقوال المختلفة في هذا الحديث الصحيح في برهة سنين طويلة هو ترجيح القول الثاني وهو أن يكون تأمين المقتدي عقب تأمين الإمام أولا لأن ظاهر الحديث لا يدل إلا على هذا حيث قال عليه الصلاة والسلام إذا أمّن الإمام فأمّنوا لأن حقيقة هذا اللفظ إذا أمّن أي قال آمين فتفسيره على رأي القائلين بالقول الأول إذا شرع هذا مجاز ومعلوم لغة وشرعا أنه لا يجوز المصير إلى المجاز إلا إذا تعذرت الحقيقة ولم يمكن تفسيرها وفهمها حينذاك يصار إلى المجاز وتترك الحقيقة وهذا الشرط مفقود ههنا لأنه من الواضح أنه أمر ميسور إذا قال الإمام آمين يقول المقتدي آمين فلا ينبغي تفسير النص حينذاك بخلاف الحقيقة إلى المجاز لأن الأصل حقيقة، هذا شيء وشيء ثانٍ أن قوله عليه الصلاة والسلام إذا أمّن الإمام فأمّنوا هو على وزان قوله إذا كبر الإمام فكبروا وعلى وزان قوله إذا ركع فاركعوا إذا سجد فاسجدوا إذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد ، كل هذه النصوص تفيد أنما أمر به المقتدي من القول إنما هو بعد فراغ الإمام مما أمر به من القول فلا ينبغي على هذا الحديث أن يقول المقتدي مع الإمام الله أكبر، وإنما ينتظر فراغ تكبير الإمام فيشرع هو على الفور بتكبيره كذلك لا يركع حتى يكون الإمام قد تلبس بالركوع بل ولا يسجد المقتدي حتى يرى الإمام قد تلبس بالسجود على رغم من المسافة الطويلة بين سجود الإمام وبين متابعة المقتدي للإمام في السجود كما جاء في صحيح مسلم من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه قال " كنا إذا صلينا وراء النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يرفع أحد منا رأسه من الركوع حتى يجد الإمام -أو- الرسول عليه الصلاة والسلام قد وضع رأسه على الأرض ساجدا " ، وهذا الحديث بصورة خاصة والأوامر السابقة بصورة عامة تؤكد أن السنة والخطة التي ينبغي على المقتدي أن يجري مع الإمام في أذكاره وفي أوراده ليست هي مقارنته فيها وإنما متابعته وقد أكد هذا عليه الصلاة والسلام بقوله إنما جعل الإمام ليؤتم به أي يقتدى به، فقولك معه الله أكبر ليس اقتداء به وإنما هو اقتران معه وهكذا كل الأركان وهكذا أخيرا قولك مع الإمام أمين ليس اقتداء به وإنما مقارنة منك له فقوله عليه الصلاة والسلام إذا أمن الإمام فأمنوا قلنا ظاهره من الناحية العربية أولا ثم من ناحية الإعتبار بالأوامر السابقة الذكر إنما يقتضي أن يؤمن المقتدي بعد فراغ الإمام من تأمينه وليس يؤمن معه مقترنا بتأمينه هذا الشيء الثاني، الشيء الثالث أنه إذا كان هناك في تفسير هذا الحديث قولان إذا ذكرنا فليس هناك أي قائل يقول بجواز مسابقة المقتدي للإمام بالتأمين وهذه المسابقة واقعة لا أقول في سوريا بل ربما في كل العالم الإسلامي إذا صح القياس بالغائب على الشاهد فقد ذهبت إلى كثير من البلاد ... الأردن مثلا في الحجاز في السعودية بصورة عامة في مصر في المغرب وأخيرا في بريطانيا المسلمين الذين هناك كلهم يسابقون الإمام في قولهم " آمين " حتى أنصار السنة في عقر السنة في مصر في القاهرة يقعون في هذه المخالفة وحتى في هذا المكان فلا يكاد الإمام ينتهي من قوله غير المغضوب عليهم ولا الضالين إلا وسابق المقتدين إلى قولهم أمين قبل أن ينتهي هو من المد العارض للسكون وقبل أن يتنفس حتى يتمكن من قوله آمين، هذه المسابقة لا أحد يقول بها إطلاقا ... أتخذ من هذا الشاهد الواقع دليلا ثالثا على ترجيح القول الذي نحن بصدد ترجيحه ... لا يمكن تحقيقه إلا بشق الأنفس وإلا بالنسبة لأفراد قليلين جدا جدا من المصلين وهم الذين يتابعون الإمام آية آية وهذا طبعا مما لا يتصف به جماهير المصلين فلما كان من القواعد الشرعية ما يسمى بقاعدة سد الذريعة فتقتضي حينذاك حكمة التشريع ترجيح القول الثاني على القول الأول لأن الأخذ بالقول الأول أي بالمقارنة في تأمين المقتدي مع الإمام تعريض للمقتدي لمسابقة الإمام تقدما من جهة وهذه هي المسابقة وتقدما في الإبتداء وتقدما في الإنتهاء ذلك لأن الإمام يقول آمين على وزان ما كان يقرأ إذا كان يقرأ بسرعة فهو لا يمد نفسه وصوته بآمين وإذا كان يقرأ كما أمر الله عز وجل في قوله ورتل القرآن ترتيلا فهو إذا قال مثلا غير المغضوب عليه ولا الضالين مدها ستة حركات فهو سيقول آمين بينما يبتدئ هو ... بيكونوا المقتدين انتهوا فسابقوا الإمام مسابقة لا يكاد يقول بها إنسان عالم مسلم فإذا ما لقّن المصلون هذا القول الذي يدل عليه ظاهر قوله عليه السلام إذا أمن فأمنوا حينذاك حيل بينهم وبين مسابقتهم للإمام المسابقة التي جاءت نصوص كثيرة تنهى المقتدي عن مخالفة الإمام وعن مسابقته فكيف وهو يقول بصراحة إذا أمن الإمام فأمنوا هذا هو الأمر الأول الذي أردت أن أنبه عليه من هذا الحديث والشيء الآخر أن هذا .

Webiste