ما حكم السفر إلى بلاد الكفار لأجل طلب الرزق ثم الرجوع إلى البلد ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : نسأل سؤال هون ، بعض إخواننا أنُّو بدو يسافر إلى بلاد أوروبا شي سنتين يعني من عمله هناك ، ما بدو يقيم على طول ، بس مدة سنتين يشتغل هناك ويعاود يرجع إلى بلده ، فهالغربة هذه إلى بلاد الكفار تجوز له وهو رجل ملتزم ؟
الشيخ : -- الحمد لله ، بسم الله ، بس . --
يعني يدع بلاد الإسلام ويذهب إلى بلاد الكفر والطغيان ؛ فقد جاءت نصوص كثيرة تمنع المسلم من أن يستوطنَ بلاد الكفر ، والحقيقة من مصائب المسلمين أنهم إما لجهلهم أو لإهمالهم أحكام دينهم قلبوا الأحكام الشرعية ، الكفار الذين يهتدي أحدهم إلى الإسلام هذا شرعًا يجب عليه أن يهاجر من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام ، فسبحان الله ؛ انعكست القضية تمامًا من الفريقين المسلمين اللي يسلموا من الكفار ما يهاجروا إلى بلاد الإسلام ؛ مع أنُّو هذا واجب : أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا . وعلى العكس من ذلك ؛ مسلمين يتركوا بلادهم ويهاجروا لوين ؟ إلى بلاد الكفر ! وأعجب من هذا العجب أنهم يعلمون أن بلاد الكفر مصابة بوباء دونه كل الأوبئة ، لو علم المسلم بأن البلد الكافر الذي يريد أن يسافر إليه للتجارة أو المهنة فيه طاعون أو فيه الكوليرا طبعًا لا يسافر ؛ يخاف إيش ؟ على صحته ! فليت شعري ! لماذا لا يخاف المسلم لا سيَّما إذا كان شابًّا ؛ لا سيَّما إذا كان عزبًا ، لا سيَّما إذا كان متأهِّلًا ، لكن زوجته ليست معه ؛ كيف لا يخاف على نفسه أن يُصاب بجرثومة من تلك الجراثيم اللاخلاقية ؟ علمًا بأن الرسول - عليه السلام - تأكيدًا لإيجاب الهجرة من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام يقول لأولئك المسلمين الذين أسلموا في بلاد الكفر : اهربوا من هديك البلاد ، فقال - عليه السلام - : المؤمن والمشرك لا تتراءى نارُهما ؛ شو معنى لا تتراءى نارُهما ؟ يعني المسلم ما يكون سكنه قريب من مسكن كافر ؛ بحيث على الطريقة البدوية القديمة هذا يشعل النار هون وهداك يشعل النار هناك ؛ فمع القرب الناران يشوفوا بعضهم البعض ؛ أي : أهل النيران ، يقول له الشرع : ابعِدْ بحيث لا تتراءى ناركما . المسلم والمشرك لا تتراءى نارهما ؛ يعني ينبغي أن لا يجاوِرَ المسلم الكافر ، ألَّا يجاروه مجاورة ولو في بلد الإسلام ؛ فكيف ويذهب هو يغرق في بلاد الكفر ؟
والأحاديث في هذا الصَّدد كثيرة ؛ منها : أنا بريء من المسلم يقيم بين ظهراني المشركين ، أنا بريء ، والسبب واضح ؛ ليه ؟ لأنُّو الطبع سرَّاق ، المسلم لما يعاشر قوم يتخلَّق بأخلاقهم ؛ سواء كانت أخلاقهم حسنة أو كانت سيِّئة ، وقد ضرب الرسول - عليه السلام - في هذا الكلام مَثَلًا رائعًا جدًّا فقال : مَثَلُ الجليس الصالح كمَثَل بائع المسك إما أن يحذيَك أي : يعطيك مجَّانًا ، وإما أن تشتري منه ، وإما أن تشمَّ منه رائحة طيبة أي : أنت على كل حال ربحان ؛ بمصاحبتك للجليس الصالح ربحان ؛ لأنُّو مثله مثل صاحب المسك ؛ إما أن يعطيك ببلاش وهَيْ أكبر غنيمة ، وإما ييسِّر لك الطِّيب تشتريه منه بالثمن ، وإما تكتفي بالرائحة اللي تشمها منه ، ومثَّل مثل الجليس الصالح ، ومثل الجليس السوء كمثل الحدَّاد ؛ إما أن يحرقَ ثيابك ، وإما أن تشمَّ منه رائحة كريهة ، ومن هنا أخذ الشاعر قوله :
" عن المرء لا تسل وسَلْ عن قرينه *** فكلُّ مقارنٍ بالمقارَنِ يقتدي "
ولذلك قيل في الأمثال : " الصَّاحب ساحب " ، هذا أُخِذَ من هذا الحديث مثل الجليس الصالح ومثل الجليس السوء ، فإذا كان هذا الجليس قد يكون مسلمًا ، إن سيِّئ الخلق يضرُّك ؛ فماذا يكون حالك إذا خالطْتَ المشركين الكفار الأنجاس ظاهرًا وباطنًا ؟ أما ظاهرًا فلا تغرَّك المظاهر الشكلية هذه اللي يعتنوا فيها ، لكن ما تحته زفت !
يمكن أنتم تسمعوا مشاكل بعض المسلمين في بعض الفنادق لما ينزلوا هناك المرحاض ما فيه ماء ، أحيانًا حتَّى ولا ورق التواليت اللي بيسموه ، فإذا نزل الضيف المسلم هناك بالجمعة شهر شهرين يفوت اللي ينظِّف يلاقي أثر الماء على البلاط ، يقيم القيامة ، لأنُّو هذا مسلم استعمل الماء ، هنّ ما يتطهروا ! مثل العرب في الجاهلية ما كانوا يعرفوا الطهارة ؛ ولذلك لما أنزل الله - عز وجل - قوله - تعالى - : لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا ؛ هذه الآية نزلت في مسجد قباء مسجد الأنصار ، فالرسول - عليه السلام - قال للأنصار : إني سمعتُ الله يحسن الثَّناء عليكم ؛ فَبِمَ ؟ . قالوا : والله يا رسول الله ، لنا جيران من اليهود يتطهَّرون يستعملون الماء عند قضاء الحاجة ، فنحن نتطهَّر بالماء . قال - عليه السلام - : فهو ذاك ؛ فعليكُمُوه . فهذه النظافة اللي ما يشوفوها الناس الكفار هدول ما يعتنوا فيها ، لكن هندامهم مظهرهم صباح ومساء مبتلين بتغيير خلقة الله - عز وجل - بحلقها ، ومرَّة طلعت مني ويمكن ما يحل ، ولكن نحل بالنسبة إليهم ، اللي يحلقها من فوق تطلع من تحت عندهم ، لأنُّو ما عندهم استحداد ، عرفت الاستحداد ؟
السائل : عرفتها .
الشيخ : ما فيه عندهم استحداد ، وين الاستحداد ؟ من فوق ، بدل ما تكون من تحت يعني .
الشاهد : المسلم لما يساكن المشركين يخالطهم يسرق من عادتهم وأطباعهم ؛ لذلك نهى الرسول - عليه السلام - أشد النهي المسلم أن يُقيم بين ظهراني المشركين ؛ لأنُّو راح يتأثَّر بتقاليدهم وعاداتهم ، وأنا عندي تجارب مع بعض الناس لقيتهم في هديك البلاد حينما كُتِبَ لي أن أسافر إليها في سبيل الدعوة ، أحسن شيء أذكر لكم حديثًا عن الرسول - عليه السلام - فذلك خير من حديثي الذي شاهدته بنفسي ، الحديث في " الصحيحين " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : كان فيمَن قبلَكم رجلٌ قتل تسعةً وتسعين نفسًا ، ثم أراد أن يتوبَ ، فسأل عن أعلم أهل الأرض ؛ فدُلَّ على راهب ؛ يعني على رجل صالح متعبِّد غير عالم ، فذهب إليه وعرض القضية لديه أنُّو أنا قصتي قتلت تسعة وتسعين نفس ، والآن أريد أن أتوب ؛ فهل لي من توبة ؟ قال : قتلت تسعة وتسعين نفسًا وتسأل : لك توبة ؟ لا توبة لك ، فكمَّل به عدد المئة ، لكن الرجل فعلًا ناوي يتوب عن إخلاص وعن قلب ، فبعد ما قتل الراهب انطلق يسأل عن أعلم أهل الأرض - كان حظُّه طيب هذه المرة - ؛ فدُلَّ على عالم ، فذهب إليه وقال : يا فلان ، أنا قتلت مئة نفس بغير حقٍّ ؛ فهل لي من توبة ؟ قال : ومَن يحولُ بينك وبين التوبة ؟ ولكنك بأرض سوء - هنا الشاهد - ؛ فاترك البلدة التي أنت فيها واذهب إلى القرية الفلانية الصالح أهلها ، ترك البلدة وانطلق إلى القرية ، في الطريق جاءه الموت فتنازعَتْه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب كلٌّ يدَّعي أنه من حقِّه ، واضح في ملائكة العذاب أنُّو هذا عاش العمر كله في شقاء في قتل الأبرياء ، فنحن يجب أن نتولَّى نزع روحه ؛ ملائكة الرحمة يقولوا : لا ، هذا كان ، والآن تاب وأناب ، فأرسل الله إليهم ملكًا يحكم بينهم ، فاقترح عليهم لفضِّ الخلاف قيسوا ما بينه وبين كلٍّ من القريتين ؛ فإلى أيِّهما كان أقرب فألحقوه بأهلها ، فوجدوه أقرب إلى القرية الصالح أهلها ، فتولَّى روحه ملائكة الرحمة .
الشاهد وين ؟ كلمة هذا العالم اللي أنقذه من الفجور هذا والضلال ، قال له : لك توبة ، ولكنك بأرض سوء ؛ كلُّهم سفاكين دماء ، فأنت منهم تعلمت ، اترك هذه القرية واذهب إلى القرية الفلانية أهلها صالحون . فإذًا لا يجوز للمسلم أبدًا أن يترك بلاد الإسلام خاصَّة في سبيل طلب الرزق ، سبحان الله ! كل بلاد الإسلام لم تتَّسع للمسلم في سبيل طلب الرزق وما وجده إلا في بلاد الكفر والضلال ؟! هذه فتنة المال في هذا الزمن ، هذه فتنة التي قال عنها الرسول - عليه السلام - : إنَّ لكلِّ أمة فتنة ، وفتنة أمتي بالمال .
الشيخ : -- الحمد لله ، بسم الله ، بس . --
يعني يدع بلاد الإسلام ويذهب إلى بلاد الكفر والطغيان ؛ فقد جاءت نصوص كثيرة تمنع المسلم من أن يستوطنَ بلاد الكفر ، والحقيقة من مصائب المسلمين أنهم إما لجهلهم أو لإهمالهم أحكام دينهم قلبوا الأحكام الشرعية ، الكفار الذين يهتدي أحدهم إلى الإسلام هذا شرعًا يجب عليه أن يهاجر من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام ، فسبحان الله ؛ انعكست القضية تمامًا من الفريقين المسلمين اللي يسلموا من الكفار ما يهاجروا إلى بلاد الإسلام ؛ مع أنُّو هذا واجب : أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا . وعلى العكس من ذلك ؛ مسلمين يتركوا بلادهم ويهاجروا لوين ؟ إلى بلاد الكفر ! وأعجب من هذا العجب أنهم يعلمون أن بلاد الكفر مصابة بوباء دونه كل الأوبئة ، لو علم المسلم بأن البلد الكافر الذي يريد أن يسافر إليه للتجارة أو المهنة فيه طاعون أو فيه الكوليرا طبعًا لا يسافر ؛ يخاف إيش ؟ على صحته ! فليت شعري ! لماذا لا يخاف المسلم لا سيَّما إذا كان شابًّا ؛ لا سيَّما إذا كان عزبًا ، لا سيَّما إذا كان متأهِّلًا ، لكن زوجته ليست معه ؛ كيف لا يخاف على نفسه أن يُصاب بجرثومة من تلك الجراثيم اللاخلاقية ؟ علمًا بأن الرسول - عليه السلام - تأكيدًا لإيجاب الهجرة من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام يقول لأولئك المسلمين الذين أسلموا في بلاد الكفر : اهربوا من هديك البلاد ، فقال - عليه السلام - : المؤمن والمشرك لا تتراءى نارُهما ؛ شو معنى لا تتراءى نارُهما ؟ يعني المسلم ما يكون سكنه قريب من مسكن كافر ؛ بحيث على الطريقة البدوية القديمة هذا يشعل النار هون وهداك يشعل النار هناك ؛ فمع القرب الناران يشوفوا بعضهم البعض ؛ أي : أهل النيران ، يقول له الشرع : ابعِدْ بحيث لا تتراءى ناركما . المسلم والمشرك لا تتراءى نارهما ؛ يعني ينبغي أن لا يجاوِرَ المسلم الكافر ، ألَّا يجاروه مجاورة ولو في بلد الإسلام ؛ فكيف ويذهب هو يغرق في بلاد الكفر ؟
والأحاديث في هذا الصَّدد كثيرة ؛ منها : أنا بريء من المسلم يقيم بين ظهراني المشركين ، أنا بريء ، والسبب واضح ؛ ليه ؟ لأنُّو الطبع سرَّاق ، المسلم لما يعاشر قوم يتخلَّق بأخلاقهم ؛ سواء كانت أخلاقهم حسنة أو كانت سيِّئة ، وقد ضرب الرسول - عليه السلام - في هذا الكلام مَثَلًا رائعًا جدًّا فقال : مَثَلُ الجليس الصالح كمَثَل بائع المسك إما أن يحذيَك أي : يعطيك مجَّانًا ، وإما أن تشتري منه ، وإما أن تشمَّ منه رائحة طيبة أي : أنت على كل حال ربحان ؛ بمصاحبتك للجليس الصالح ربحان ؛ لأنُّو مثله مثل صاحب المسك ؛ إما أن يعطيك ببلاش وهَيْ أكبر غنيمة ، وإما ييسِّر لك الطِّيب تشتريه منه بالثمن ، وإما تكتفي بالرائحة اللي تشمها منه ، ومثَّل مثل الجليس الصالح ، ومثل الجليس السوء كمثل الحدَّاد ؛ إما أن يحرقَ ثيابك ، وإما أن تشمَّ منه رائحة كريهة ، ومن هنا أخذ الشاعر قوله :
" عن المرء لا تسل وسَلْ عن قرينه *** فكلُّ مقارنٍ بالمقارَنِ يقتدي "
ولذلك قيل في الأمثال : " الصَّاحب ساحب " ، هذا أُخِذَ من هذا الحديث مثل الجليس الصالح ومثل الجليس السوء ، فإذا كان هذا الجليس قد يكون مسلمًا ، إن سيِّئ الخلق يضرُّك ؛ فماذا يكون حالك إذا خالطْتَ المشركين الكفار الأنجاس ظاهرًا وباطنًا ؟ أما ظاهرًا فلا تغرَّك المظاهر الشكلية هذه اللي يعتنوا فيها ، لكن ما تحته زفت !
يمكن أنتم تسمعوا مشاكل بعض المسلمين في بعض الفنادق لما ينزلوا هناك المرحاض ما فيه ماء ، أحيانًا حتَّى ولا ورق التواليت اللي بيسموه ، فإذا نزل الضيف المسلم هناك بالجمعة شهر شهرين يفوت اللي ينظِّف يلاقي أثر الماء على البلاط ، يقيم القيامة ، لأنُّو هذا مسلم استعمل الماء ، هنّ ما يتطهروا ! مثل العرب في الجاهلية ما كانوا يعرفوا الطهارة ؛ ولذلك لما أنزل الله - عز وجل - قوله - تعالى - : لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا ؛ هذه الآية نزلت في مسجد قباء مسجد الأنصار ، فالرسول - عليه السلام - قال للأنصار : إني سمعتُ الله يحسن الثَّناء عليكم ؛ فَبِمَ ؟ . قالوا : والله يا رسول الله ، لنا جيران من اليهود يتطهَّرون يستعملون الماء عند قضاء الحاجة ، فنحن نتطهَّر بالماء . قال - عليه السلام - : فهو ذاك ؛ فعليكُمُوه . فهذه النظافة اللي ما يشوفوها الناس الكفار هدول ما يعتنوا فيها ، لكن هندامهم مظهرهم صباح ومساء مبتلين بتغيير خلقة الله - عز وجل - بحلقها ، ومرَّة طلعت مني ويمكن ما يحل ، ولكن نحل بالنسبة إليهم ، اللي يحلقها من فوق تطلع من تحت عندهم ، لأنُّو ما عندهم استحداد ، عرفت الاستحداد ؟
السائل : عرفتها .
الشيخ : ما فيه عندهم استحداد ، وين الاستحداد ؟ من فوق ، بدل ما تكون من تحت يعني .
الشاهد : المسلم لما يساكن المشركين يخالطهم يسرق من عادتهم وأطباعهم ؛ لذلك نهى الرسول - عليه السلام - أشد النهي المسلم أن يُقيم بين ظهراني المشركين ؛ لأنُّو راح يتأثَّر بتقاليدهم وعاداتهم ، وأنا عندي تجارب مع بعض الناس لقيتهم في هديك البلاد حينما كُتِبَ لي أن أسافر إليها في سبيل الدعوة ، أحسن شيء أذكر لكم حديثًا عن الرسول - عليه السلام - فذلك خير من حديثي الذي شاهدته بنفسي ، الحديث في " الصحيحين " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : كان فيمَن قبلَكم رجلٌ قتل تسعةً وتسعين نفسًا ، ثم أراد أن يتوبَ ، فسأل عن أعلم أهل الأرض ؛ فدُلَّ على راهب ؛ يعني على رجل صالح متعبِّد غير عالم ، فذهب إليه وعرض القضية لديه أنُّو أنا قصتي قتلت تسعة وتسعين نفس ، والآن أريد أن أتوب ؛ فهل لي من توبة ؟ قال : قتلت تسعة وتسعين نفسًا وتسأل : لك توبة ؟ لا توبة لك ، فكمَّل به عدد المئة ، لكن الرجل فعلًا ناوي يتوب عن إخلاص وعن قلب ، فبعد ما قتل الراهب انطلق يسأل عن أعلم أهل الأرض - كان حظُّه طيب هذه المرة - ؛ فدُلَّ على عالم ، فذهب إليه وقال : يا فلان ، أنا قتلت مئة نفس بغير حقٍّ ؛ فهل لي من توبة ؟ قال : ومَن يحولُ بينك وبين التوبة ؟ ولكنك بأرض سوء - هنا الشاهد - ؛ فاترك البلدة التي أنت فيها واذهب إلى القرية الفلانية الصالح أهلها ، ترك البلدة وانطلق إلى القرية ، في الطريق جاءه الموت فتنازعَتْه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب كلٌّ يدَّعي أنه من حقِّه ، واضح في ملائكة العذاب أنُّو هذا عاش العمر كله في شقاء في قتل الأبرياء ، فنحن يجب أن نتولَّى نزع روحه ؛ ملائكة الرحمة يقولوا : لا ، هذا كان ، والآن تاب وأناب ، فأرسل الله إليهم ملكًا يحكم بينهم ، فاقترح عليهم لفضِّ الخلاف قيسوا ما بينه وبين كلٍّ من القريتين ؛ فإلى أيِّهما كان أقرب فألحقوه بأهلها ، فوجدوه أقرب إلى القرية الصالح أهلها ، فتولَّى روحه ملائكة الرحمة .
الشاهد وين ؟ كلمة هذا العالم اللي أنقذه من الفجور هذا والضلال ، قال له : لك توبة ، ولكنك بأرض سوء ؛ كلُّهم سفاكين دماء ، فأنت منهم تعلمت ، اترك هذه القرية واذهب إلى القرية الفلانية أهلها صالحون . فإذًا لا يجوز للمسلم أبدًا أن يترك بلاد الإسلام خاصَّة في سبيل طلب الرزق ، سبحان الله ! كل بلاد الإسلام لم تتَّسع للمسلم في سبيل طلب الرزق وما وجده إلا في بلاد الكفر والضلال ؟! هذه فتنة المال في هذا الزمن ، هذه فتنة التي قال عنها الرسول - عليه السلام - : إنَّ لكلِّ أمة فتنة ، وفتنة أمتي بالمال .
الفتاوى المشابهة
- ما هو حكم السفر (الهجرة ) الى بلاد الكفار ؟ وذ... - الالباني
- ما حكم الإقامة في بلاد الكفر.؟ - الالباني
- حكم السفر إلى بلاد الكفار من أجل الدراسة - ابن باز
- ما هي شروط السفر إلى بلاد الكفر ؟ - الالباني
- هل يجوز الإقامة في بلاد الكفر؟ وهل يجب على الك... - الالباني
- السفر إلى بلاد الكفار - اللجنة الدائمة
- ما حكم هجرة المسلمين من بلاد الكفار إلى بلاد ا... - الالباني
- حكم السفر إلى غير بلاد المسلمين - ابن باز
- ما حكم السفر إلى بلاد الكفر ؟ - الالباني
- تحذير الشيخ من السفر إلى بلاد الكفر . - الالباني
- ما حكم السفر إلى بلاد الكفار لأجل طلب الرزق ثم... - الالباني