تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ذكر الشيخ لشروط الأخذ بالمصالح المرسلة وضرب ال... - الالبانيالشيخ : لكن مع ذلك هذه الوسائل التي حدثت فيما بعد لا يجوز اتخاذها و لا إدخالها في باب المصالح المرسلة إلا بشرطين اثنين أولا أن لا تكون هذه الوسيلة كانت ...
العالم
طريقة البحث
ذكر الشيخ لشروط الأخذ بالمصالح المرسلة وضرب الأمثلة على ذلك من الواقع مما يدخل فيها أو لا يدخل .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : لكن مع ذلك هذه الوسائل التي حدثت فيما بعد لا يجوز اتخاذها و لا إدخالها في باب المصالح المرسلة إلا بشرطين اثنين أولا أن لا تكون هذه الوسيلة كانت ممكنة الأخذ بها في عهد الرسول و مع ذلك فالرسول عليه السلام ما أخذ بها و لا تبناها مثاله اليوم فيه ضرائب في كل الدول الإسلامية مع الأسف تفرض على الشعوب المسلمة بحكم أن مصلحة الدولة تقتضي فرض هذه الضرائب التي تسمى بلغة الشرع بالمكوس و منها الجمارك يقال هذه الوسيلة حدثت بعد الرسول عليه السلام و لا يبرر التمسك بها أن المقصود بها تحقيق هدف لصالح الأمة لأننا نقول هذه الوسيلة كان من الممكن أن يأخذ الرسول صلوات الله و سلامه بها يوم كانت الشريعة تنزل عليه تترا و مع ذلك اكتفى بفرض الزكاة و لإملاء بيت مال المسلمين و اكتفى بأسباب منها المغانم التي يغنمها المسلمون بحروبهم للكفار و غير ذلك من الوسائل التي تفصل في كتب الحديث و كتب الفقه فاتخاذ وسيلة اليوم لنفس تحقيق الغرض و هو مصالح الدولة و هو إملاء خزينتها بالمال ما دامت الوسيلة هذه كان من الممكن اتخاذها في عهد الرسول عليه السلام و لم يتخذها فيكون اتخاذها لنفس الغرض إحداثا في الدين و مثال أقرب و أقرب من هذا بكثير و لعل كثيرا من الحاضرين لم يسمعوا به كلنا يعلم أن الزكاة المفروضة كانت تجمع في عهد الرسول صلى الله عليه و سلم بموظفين يعرفون بالسّعاة يعرفون اليوم بالجباة أما قديما كان يسمى الذي يجبي الأموال الساعي و جمعه السعاة يطوفون على أصحاب البقر و المواشي و أصحاب الأراضي التمر و القمح و الشعير فيجمعون كل شيء من هذه الأجناس في الموسم و يسوقونها إلى بيت مال المسلمين و في نظام دقيق جدا مفصل كل التفصيل في كتب السنة و كتب الحديث ، لكن لعل الكثير من الحاضرين لا يعلمون أو لا يتنبهون أن هؤلاء السعاة ما كانوا يجمعون زكاة النقدين ما كانوا يجمعون من الأغنياء زكاة النقدين و ما كانوا يفحصون خزائن الأغنياء هات نشوف أنت أيش عند مال في المائة اثنين و نصف يعمل حسابه يأخذ منه هذا لم يكن في عهد الرسول عليه السلام بخلاف زكاة المواشي و الزروع فكان لها موظفون مختصون بجمعها من الذين وجبت الزكاة عليهم فيها أما زكاة النقدين زكاة الذهب و الفضة فهذا قد وكل الشارع الحكيم أمرها إلى المسلم الغني فهو الذي يكلف بإخراج هذه الزكاة دون أن يكون عليه مطالب أو رقيب أو عتيد فلو أن دولة ما اليوم أرادت أن تجمع زكاة أموال النقدين كما كانوا من قبل في عهد الرسول عليه السلام يجمعون زكاة المواشي و الزورع بواسطة السعاة يكون هذا ابتداع في الدين لأن النبي صلى الله عليه و سلم الذي شرع للمسلمين أن يعطوا الزكاة للسعاة الموظفين الذين يذهبون إلى أصحاب تلك الأموال فيجمعونها منهم هذا الرسول عليه السلام الذي شرع من الله تبارك و تعالى هذا الجمع بهذه الطريقة ما شرع لأولئك السّعاة و لأولئك الجباة أن يجمعوا زكاة النقدين فالذي شرع ذلك ما شرع هذا فإذا جئنا نحن وشرعنا من عندنا وسيلة جديدة كان المقتضي لتشريعها في عهد الرسول عليه السلام و مع ذلك ما شرعه يكون هذا من الابتداع في الدين و مثال أخير و بذلك أظن يكفي لشرح موضوع المصالح المرسلة أنها كل وسيلة تؤدي إلى تحقيق أمر شرعي لكن بشرط أن تكون هذه الوسيلة حدثت فيما بعد و لم يكن المقتضي للأخذ بمقتضاها في عهد الرسول عليه السلام فمثل أخير ذكرته بمناسبة قريبة لكن إتماما الفائدة أذكر بهذا السبب و هو الأذان لصلاة الإستسقاء أو لصلاة الكسوف هذا لا يشرع لأن الرسول عليه السلام صلى صلاة الكسوف و ما أذن كان المقتضي لجمع الناس بطريقة الأذان موجودة في عهد الرسول و مع ذلك ما شرع لهم هذه الوسيلة مع أنها مشروعة بالنسبة للصلوات الخمس و بالتالي أن لا يشرع لها أي وسيلة أخرى كما وقع لي كنت في الشارقة يوم خسف القمر يمكن خسف عندكم أيضا ... .

السائل : نعم .

الشيخ : و نحن غرباء عن تلك البلدة في نصف الليل تقريبا نسمع ضوضاء حولنا و لا نفهم لغتهم جيدا بعد ذلك أحد عائلتي يلفت نظري و نحن كنا في الغرفة أن القمر قد انخسف حينئذ تنبهنا إلى أن الأمر عبارة عن تكبير و تهليل من مختلف النواحي فقلنا في أنفسنا أن هذا طبعا لم يكن في عهد الرسول عليه السلام وإنما كان يجمع الناس لمثل هذه الصلاة بمثل قول المؤذن الصلاة جامعة الصلاة جامعة مع ذلك قلت هذه الوسيلة التي رأيناها هناك في الإمارات خير من الوسيلة التي نعرفها في بلادنا السورية هناك تسمع ضجيجا عجيبا و هو الضرب على الأواني النحاسية الأواني التي يطبخون عليها يضربن عليها ضرب مزعج جدا فتسمع ضجيجا في البلد كله هذه أثر من آثار تقاليد الخرافية المحضة لأنه من السائد عندنا هناك أنه الكسوف سببه هذا الحوت ... فيحاول أن يبتلع القمر و لذلك فهم يخوفون هذا الحوت المزعوم بمثل ذلك الضرب المزعج فقلت أنا على كل حال لا يشرع لصلاة الكسوف الأذان الذي لا وسيلة أحسن منه لأن الرسول صلى الله عليه و سلم لم يفعله فإذا المصلحة المرسلة هي كل سبب يؤدي إلى تحقيق أمر شرعي منصوص عليه في الكتاب و السنة لكن هذا السبب لم يكن المقتضي للأخذ به قائما في عهد الرسول عليه السلام فإذا كان قائما و الرسول لم يتبنه فحينئذ لا يجوز لنا أن نتبناه .

Webiste