تم نسخ النصتم نسخ العنوان
الكلام على المصالح المرسلة . - الالبانيالشيخ :  أستطيع أن نقول الآن انطلاقا مما سأذكره عن شيخ الإسلام أن مسألة الوسائل تتعلق بما يعرف عند علماء الأصول بالمصالح المرسلة ، المصالح المرسلة هو ال...
العالم
طريقة البحث
الكلام على المصالح المرسلة .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : أستطيع أن نقول الآن انطلاقا مما سأذكره عن شيخ الإسلام أن مسألة الوسائل تتعلق بما يعرف عند علماء الأصول بالمصالح المرسلة ، المصالح المرسلة هو الأخذ بأمر حدث لم يكن من قبل فهل يجوز الأخذ به سواء قلت وسيلة أو مصلحة مرسلة فالنتيجة واحدة في الحقيقة لكن التعبير العلمي القديم هو المصالح المرسلة العلماء اختلفوا في جواز الأخذ بالمصالح المرسلة فمن قائل بالجواز و من قائل بعدم الجواز و من أوسع من تكلم في هذا المجال هو الإمام بحق أبو إسحاق الشاطبي في كتابه العظيم الاعتصام ثم جاء من بعده شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فتكلم بكلام حول المصالح المرسلة عظيم جدا و يدل على ما هو مشهود له بأنه هو العارف بالله حقا و أنا أستعمل هذه الكلمة لأن غيرنا يضعها في غير موضعها أنتم تعلمون أنهم يقولون الشيخ محي الدين بن عربي العارف بالله الشيخ فلان كذا الجيلاني مثلا أو الجيلي الجيلاني خير منه بكثير العارف بالله ، العارف بالله حقا هو العارف بكتاب الله و بحديث رسول الله و المتفقه فيهما و شيخ الإسلام ابن تيمية نادر لا أقول لا مثل له لكن نادر مثاله ، المصلحة المرسلة تلتقي من جانب مع البدعة فكما تعلمون البدعة اختلف أيضا الفقهاء خاصة المتأخرين منهم كما اختلفوا في المصالح المرسلة فمنهم من قال كما قال عليه الصلاة و السلام كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار و منهم من قال لا هناك بدعة حسنة و هناك بدعة سيئة اختلفوا ولا نشك بإن القول الأول هو الصواب فهذا له جوابه و له محاضراته و أشرطته لكن أردت أن أقول لأن ابن تيمية الذي ذهب هذا المذهب الصحيح بأن كل بدعة في الإسلام ضلالة في الوقت نفسه عرض بهذه المناسبة للمصالح المرسلة و بين القول فيها على النحو التالي و من هنا نفذت أنا إلى جوابي السابق قال المصلحة المرسلة لها ثلاثة أحوال إما أن يكون المقتضي للأخذ بها كان قائما في عهد الرسول عليه السلام أو لا فإن كان الأمر الأول لا يجوز الأخذ بهذه المصلحة المدعاة إذا كان الأخذ بهذه المصلحة المرسلة كان قائما في عهد الرسول عليه السلام وهو لم يأخذ بها فلا يجوز لنا الأخذ بها هذا واضح جدا بأنه يعني في الجملة بوضوح تام استدراك على رسول الله عليه الصلاة و السلام لكن يتضح ذلك بالمثال الأذان كما تعلمون وسيلة للإعلام بدخول الوقت فهل يشرع الأذان لغير الصلوات الخمس طبعا إلى الآن و الحمد لله المسلمون مجمعون خلفا تبعا لسلف لا يشرع الأذان إلا للصلوات الخمس لو أن محدثا أحدث أذانا لصلاة الكسوف أو الخسوف ، كسفت الشمس في وضح النهار و الناس في أعمالهم سابرون لاهون فرأى و استحسن أحدهم أن يصعد المنارة يأذن ، أش هذا يا رجل يا أخي هذا تذكير بدخول وقت صلاة الناس غافلون هل يسمع منه و تقبل منه محدثته علما أن محدثته ماهي إلا إيش ذكر لله و شهادة لله و لرسول الله لا يقبل لماذا لأن صلاة الكسوف وقع في عهد الرسول عليه السلام فلو كان من المشروع اتخاذ هذه الوسيلة لهذه المصلحة لإعلام الناس كان رسول الله يفعل ذلك و قيسوا ما شئتم كصلاة مثلا الاستسقاء ينوب إمام المسلمين أو حاكم المسلمين أن يجمع المسلمين للاستسقاء صلاة الاستسقاء مشروعة فهل يشرع الأذان ؟ الجواب لا كان المقتضي لهذا التشريع قائما في عهد الرسول عليه السلام ولم يفعل إذن هذه المصلحة لا تؤخذ من هنا جاء التفريق السابق ، إن أن المصلحة التي وجدت أو الوسيلة التي وجدت لتحقيق مصلحة شرعية قسمها ابن تيمية إلى قسمين ، كان المقتضي للأخذ بها في عهد الرسول فلم يأخذ فهي غير مشروعة ، القسم بالثاني لم يكن المقتضي للأخذ بها قائما ثم وجد ينقسم هذا القسم الثاني إلى قسمين وهذا ما سبق بيانه آنفا وهو ينظر هذه المصلحة التي يراد الأخذ بها هل سببها تقصير المسلمين في القيام ببعض واجبات و أحكام دينهم أم لا فإن كان الجواب نعم قصروا فاستدركوا على أنفسهم الأخذ بمثل هذه المصلحة . .. يقول ابن تيمية لا يؤخذ لماذا لأنها أيضا فيها استدراك على الشارع الحكيم فأن هذا المدعي للأخذ يهذه المصلحة يقول بأن الشارع ما شرع لنا ما يحقق لنا ، الواقع أنه قد شرع أما إذا كان الأخذ بهذه المصلحة ليس السبب تقصير المسلمين كما ضربنا آنفا مثلا و وضح ، فهنا يجوز الأخذ بهذه الوسائل مثاله فيما لا يجوز ما أدري الآن و العهد بعيد هل هو من بن تيمية أو ... من عندي لكلام بن تيمية لكنه مثال واقعي ، أنتم تعلمون أن الشارع الحكيم شرع سبلا لبيت مال المسلمين ليكون دائما عامرا لقضاء مصالح المسلمين فتعلمون الزكوات التي بعضها تجمع رغم أنوف الأغنياء كزكاة المواشي و زكاة الثمار و نحو ذلك و الوصايا و الأوقاف و نحو ذلك كل هذا مما يغذى به بيت مال المسلمين ، المسلمون الحكام المسلمون في آخر الزمان أعرضوا عن نظام الزكاة في الإسلام و بطبيعة الحال أقفرت خزائنهم وهم يريدون إملاءها بماذا بالضرائب بالمكوس ماذا يريدون بهذه الضرائب و المكوس يقولون نريد نحن إحياء الأمة و إنعاشها و قضاء مصالحها و إلى آخره ، هذا كلام صحيح إلى حد كبير لكن هنا يقال " أوردها سعد وسعد مشتمل ما هكذا ياسعد تورد الإبل " هنا نعود لأبي إسحاق الشاطبي حينما يتكلم عن المصالح المرسلة فيضرب مثلا يقول غزي بعض بلاد المسلمين من العدو ، يالله غزي بعض بلاد المسلمين من العدو فأمر الحاكم المسلم المسلمين بأن يتهيؤوا لصده و رد عدوانه لكن لم يجد عنده في الخزينة ما يمكنه أن يسلح المسلمين ضد عدوهم ففرض الضرائب يقول هذه الضرائب جائزة لأن المسلمين بغتوا بهذا العدوان و لا يمكن صد هذا العدوان إلا بمثل هذه الوسيلة لكن يقول لا يجوز أن تبقى هذه الضرائب و تستمر و تصبح شريعة و قانونا و نظاما لا إذا انتهى المسلمون من عدوهم لم يجز لهذا الحاكم أن يأخذ منه فلسا واحدا إلا من طريق الشرع فإذن هذا النظام القائم اليوم باسم تحقيق مصلحة الأمة هذه وسيلة تحقق مصلحة فعلا لكنها وسيلة أدى الأخذ بها تقصير المسلمين في القيام بالأسلوب الشرعي المنصوص عليه في الكتاب و السنة وهو نظام الزكاة في الإسلام و على ذلك تقف الآن كثير من النظم القائمة اليوم و بخاصة ما يتعلق بما يسمى بالدوائر الشرعية ، آه المحاكم الشرعية فيما يتعلق بالنكاح و الطلاق ... الأحوال الشخصية كثير من هذه الأحوال اتخذت بقصد الإصلاح لكنها تخالف النصوص الشرعية لو أدت إلى إصلاح لا يجوز الأخذ بها أنا أضرب لكم الآن مثلا دقيقا و حساسا و قد يقول بعض الحاضرين و قد يقول و أرجو ألا أحد يقول أيش هذا ، هذه دقة خيالية و يصل أمر تشديد التضييق إلى هذه المرتبة أقول نعم الآن هناك جماعة تعرف بجماعة التبليغ يفتتحون كلمتهم

السائل : أولا بالصلاة على نبينا

الشيخ : تعرفون هذه الكلمة ، هنا يشيد بجلب القلوب أن دعوتهم قائمة و أن ... قائم على إيش من الكتاب و السنة لكن هم أبعد الناس عن الكتاب و السنة حتى في هذه الكلمة وهو الشاهد و يتلوه شاهد ألطف منه السنة افتتاح الكلمات و المحاضرات بخطبة الحاجة و لعل الكثيرين منكم يعلمون أن لي رسالة خاصة في خطبة الحاجة عنوانها هكذا خطبة الحاجة التي كان رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يعلمها أصحابه فرسولنا عليه السلام كان يفتتح خطبه حتى يوم الجمعة فضلا عن غيرها إن الحمدلله نحمده و نستعينه و نستغفره ... إلى آخره هؤلاء تركوا هذه السنة و أقاموا مقامها إن نجاحنا و فلاحنا و إلى آخره أما المسألة الدقيقة استعملوا كلمة أحبابنا صح و لا لا ، أحباب هل هذا أسلوب الرسول عليه السلام الجواب لا و ربما تأثر بهذا الأسلوب الناعم بعضنا نحن السلفين أتباع السلف الصالح لا نجد هذه النعومة في مخاطبة المسلمين بهذا الأسلوب الذي يستعمله هؤلاء هل هذا أسلوب جائز ؟ الجواب لا من الذي يقول معنا لا هو الذي عرف هذه التفاصيل التي ذكرتها آنفا و لعل في هذا القدر كفاية و الحمدلله رب العالمين

Webiste