بيع العينة هو صورة من التبايع يلجأ إليها المحتاج إلى استقراض كمية من المال و هو يعلم بسبب فساد المجتمع أن المسلمين اليوم ليس بينهم تلك الرابطة القوية الإيمانية التي تحمل بعضهم أن يواسي أخاه الفقير أو المحتاج فقد ارتفع اليوم من بين المسلمين القرض الحسن القرض لله عز و جل و لذلك بلاء الافتنان بحب المال و جمعه حتى الفقراء ، حتى الضعفاء ماديا فيلجؤون إلى استقراض المال بطريق غير مشروع من ذلك بيع العينة و بيع العينة أن يأتي الرجل المحتاج إلى قرض المال إلى تاجر كبير و نفترض هذا التاجر تاجر سيارات مثلا أو تاجر رز أو سكر أو ما شابه ذلك فيطلب من التاجر أن يشتري منه سيارة و يتفقان على سعر التقسيط الذي هو أكثر من سعر النقد فيشتري السيارة مثلا بعشرين ألف دينار و ثمنها نقدا بسبعة عشر أو ثمانية عشر ألفا فيسجل عليه في الدفتر في الحتساب عشرون ألفا ثمن هذه السيارة و الحقيقة أن الذي جاء ليشتري السيارة ليس له حاجة في السيارة هو يريد أن يأخذ مالا فكيف يحصل على المال بعد أن اشترى السيارة بعشرين ألفا تقسيطا يعود هذا الشاري بالبيع لهذه السيارة على البائع على التاجر نفسه فيبعها منه بأقل ما اشترى لكن هو يبيع نقدا و قد اشترى نسيئة أي بيع التقسيط يتفقان مثلا أن يسلمه ثمانية عشر ألفا فيأخذها و ينطلق بها و قد سجل عليه عشرون ألفا فهذا هو عين الربا و لكن أدخل البيع كوسيلة لاستحلال ما حرم الله تبارك و تعالى فحذر الرسول صلى الله عليه و سلم أمته من هذا البيع الذي فيه الاحتيال على ما حرم الله عز و جل من الربا قلت و هذا مثل و لم يذكر الرسول عليه السلام على سبيل التحديد و إنما على سبيل التمثيل لبعض الأحكام التي يسلكها بعض الناس للاحتيال على أحكام الله عز و جل .