شرح قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن الله تبارك وتعالى أنه قال: يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا، ....".
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : لنعود إلى الحديث القدسي الذي هو قال الله تبارك وتعالى يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته محرما بينكم فلا تظالموا هذا الحديث له دلالة ظاهرة واضحة يشترك في معرفتها كل من يسمع هذا الحديث وله دلالة خفية بعض الشيء لا يتنبه لها إلا ذوي العلم والفهم أما المسألة الأولى فهي أن الله تبارك وتعالى حرّم الظلم فضلا منه على عباده حرم الظلم على نفسه تبارك وتعالى وبالتالي حرمه على البشر فأمرهم بأن لا يتظالموا فإن الله عز وجل الذي هو مالك كل شيء وخالق كل شيء إذا كان تنزه وترفع عن ظلم هذا المملوك لديه فأنتم يا عبادي أولى بكم وأحرى أن لا يظلم بعضكم بعضا، هذا هو الفهم الأول الواضح وهناك فهم آخر فيه شيء من الخفاء وهو، هو يتعلق بعلم التوحيد وهو ما يسمونه بعلم الكلام، معنى هذا الحديث إني حرمت الظلم على نفسي .
فمعنى قوله تبارك وتعالى في هذا الحديث إني حرمت الظلم على نفسي أي إنه قادر لو شاء أن يظلم الناس وهو قادر على ظلمهم ولكنه تبارك وتعالى منزه عن أن يظلمهم كما قال في العديد من الآيات بعبارات مختلفات منها إن الله لا يظلم الناس مثقال ذرة .
السائل : إن الله لا يظلم مثقال ذرة .
الشيخ : إن الله لا يظلم مثقال ذرة أي نعم، وما ربك بظلام للعبيد آيات كثيرة تصرح بأن الله عز وجل تنزه عن أن يظلم الناس شيئا وتنزه الله عن أن يفعل شيئا معناه أنه بقدرته الواسعة قادر على أن يفعل ذلك ولكنه لا يفعل لأن له صفات الكمال فالله عز وجل قادر على الظلم، يتصور في العقل وفي الذهن أن يظلم رب العالمين بعض خلقه إذا شاء ولكنه لا يفعل ذلك، لماذا ؟ لأنه قدوس، لأنه منزه عن كل صفات النقص، ومن ذلك منزه عن الظلم فجاء هذا الحديث يؤكد هذا المعنى فيقول إني حرمت الظلم على نفسي ، مع هذا الحديث هناك في كتب الكلام مثل كتاب الجوهرة وشروحها وحواشيها التصريح بأن الله عز وجل لو عذب الناس كلهم وفيهم محمد عليه السلام وأدخله النار لم يكن ظالما، لماذا يقولون هذا الكلام لأنهم يعتقدون أن الظلم بالنسبة لله غير ممكن وهنا الدقة في المسألة كما أشرت إليها آنفا، نحن قلنا إن الله قادر على أن يظلم الناس ولكنه لا يفعل ذلك لأنه مترفع ومتنزه عن الظلم أما الأشاعرة وغيرهم فيقولون إن الظلم بالنسبة لله غير متصور لا يمكن تخيله لأن الظلم ما هو في رأيهم هو أن تتصرف في مال الغير بغير إذنه، والله عز وجل كل خلقه هم عبيد له فإذا تصرف فيهم بأي تصرف كان فهو ليس ظلما لهم لذلك لا يقولون إن الله قادر على الظلم ولكنه لا يفعل بل هذا الظلم من المستحيلات التي لا تتعلق بهذه المستحيلات القدرة الإلاهية والإرادة الإلاهية، بناء على ذلك فصلوا فقالوا لله عز وجل تعذيب الطائع وإثابة العاصي، قالوا لله عز وجل أن يُدخل محمدا عليه الصلاة والسلام وأن يجعله في أسفل سافلين في مكان إبليس وبالعكس أن يرفع إبليس إلى أعلى درجة في الجنة وأن يعطيه المقام المحمود الذي وعد به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
إن فعل هذا رب العالمين فليس هناك شيء من الظلم، هكذا يقولون ويصرحون ولكن الحديث هذا لكن الحديث هذا من أصرح الأدلة في الرد عليهم فإنه يقول يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي كلمة حرمت الظلم معناها أستطيع أن أظلم ولكن أنا حرمت ذلك على نفسي، إذا قال الإنسان أنا حرمت على نفسي شرب الدخان ليس معنى ذلك أنه عاجز عن شرب الدخان فحرمه على نفسه، هذا كلام لا يقوله أي إنسان عاقل فكذلك قول الله عز وجل هنا إني حرمت الظلم على نفسي معناه أن الله عز وجل من حيث قدرته يستطيع أن يظلم الإنسان وهذا واضح بداهة، يستطيع أن يأخذ أي إنسان صالح ويدخله النار، قادر على ذلك ولكنه منزه أن يفعل ذلك لأن لله كل صفات الكمال فحينما قال إني حرمت الظلم على نفسي ... إذًا لا يجوز لنا أبدا أن نطلق ذلك الكلام الذي تقوله بعض كتب علم الكتاب " يجوز لله تعذيب الطائع" هذا لا يجوز في حق تبارك وتعالى أبدا بدليل الآيات التي تصرح بأن الله لا يظلم الناس شيئا وبصريح هذا الحديث الذي يصرح أن الظلم حرمه ربنا على نفسه ولذلك دعانا نحن أن لا يظلم بعضنا بعضا .
فمعنى قوله تبارك وتعالى في هذا الحديث إني حرمت الظلم على نفسي أي إنه قادر لو شاء أن يظلم الناس وهو قادر على ظلمهم ولكنه تبارك وتعالى منزه عن أن يظلمهم كما قال في العديد من الآيات بعبارات مختلفات منها إن الله لا يظلم الناس مثقال ذرة .
السائل : إن الله لا يظلم مثقال ذرة .
الشيخ : إن الله لا يظلم مثقال ذرة أي نعم، وما ربك بظلام للعبيد آيات كثيرة تصرح بأن الله عز وجل تنزه عن أن يظلم الناس شيئا وتنزه الله عن أن يفعل شيئا معناه أنه بقدرته الواسعة قادر على أن يفعل ذلك ولكنه لا يفعل لأن له صفات الكمال فالله عز وجل قادر على الظلم، يتصور في العقل وفي الذهن أن يظلم رب العالمين بعض خلقه إذا شاء ولكنه لا يفعل ذلك، لماذا ؟ لأنه قدوس، لأنه منزه عن كل صفات النقص، ومن ذلك منزه عن الظلم فجاء هذا الحديث يؤكد هذا المعنى فيقول إني حرمت الظلم على نفسي ، مع هذا الحديث هناك في كتب الكلام مثل كتاب الجوهرة وشروحها وحواشيها التصريح بأن الله عز وجل لو عذب الناس كلهم وفيهم محمد عليه السلام وأدخله النار لم يكن ظالما، لماذا يقولون هذا الكلام لأنهم يعتقدون أن الظلم بالنسبة لله غير ممكن وهنا الدقة في المسألة كما أشرت إليها آنفا، نحن قلنا إن الله قادر على أن يظلم الناس ولكنه لا يفعل ذلك لأنه مترفع ومتنزه عن الظلم أما الأشاعرة وغيرهم فيقولون إن الظلم بالنسبة لله غير متصور لا يمكن تخيله لأن الظلم ما هو في رأيهم هو أن تتصرف في مال الغير بغير إذنه، والله عز وجل كل خلقه هم عبيد له فإذا تصرف فيهم بأي تصرف كان فهو ليس ظلما لهم لذلك لا يقولون إن الله قادر على الظلم ولكنه لا يفعل بل هذا الظلم من المستحيلات التي لا تتعلق بهذه المستحيلات القدرة الإلاهية والإرادة الإلاهية، بناء على ذلك فصلوا فقالوا لله عز وجل تعذيب الطائع وإثابة العاصي، قالوا لله عز وجل أن يُدخل محمدا عليه الصلاة والسلام وأن يجعله في أسفل سافلين في مكان إبليس وبالعكس أن يرفع إبليس إلى أعلى درجة في الجنة وأن يعطيه المقام المحمود الذي وعد به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
إن فعل هذا رب العالمين فليس هناك شيء من الظلم، هكذا يقولون ويصرحون ولكن الحديث هذا لكن الحديث هذا من أصرح الأدلة في الرد عليهم فإنه يقول يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي كلمة حرمت الظلم معناها أستطيع أن أظلم ولكن أنا حرمت ذلك على نفسي، إذا قال الإنسان أنا حرمت على نفسي شرب الدخان ليس معنى ذلك أنه عاجز عن شرب الدخان فحرمه على نفسه، هذا كلام لا يقوله أي إنسان عاقل فكذلك قول الله عز وجل هنا إني حرمت الظلم على نفسي معناه أن الله عز وجل من حيث قدرته يستطيع أن يظلم الإنسان وهذا واضح بداهة، يستطيع أن يأخذ أي إنسان صالح ويدخله النار، قادر على ذلك ولكنه منزه أن يفعل ذلك لأن لله كل صفات الكمال فحينما قال إني حرمت الظلم على نفسي ... إذًا لا يجوز لنا أبدا أن نطلق ذلك الكلام الذي تقوله بعض كتب علم الكتاب " يجوز لله تعذيب الطائع" هذا لا يجوز في حق تبارك وتعالى أبدا بدليل الآيات التي تصرح بأن الله لا يظلم الناس شيئا وبصريح هذا الحديث الذي يصرح أن الظلم حرمه ربنا على نفسه ولذلك دعانا نحن أن لا يظلم بعضنا بعضا .
الفتاوى المشابهة
- ما حكم الظلم وعاقبة الظالمين؟ - ابن باز
- باب : " باب الظلم ظلمات " شرح حديث جابر بن عبد... - الالباني
- تفسير قوله تعالى : (( وما ظلمونا ولـكن كانوا... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- ما المراد بالظلم في قول الله تبارك وتعالى : ((... - الالباني
- أحاديث من " رياض الصالحين " للنووي ، باب تحريم... - الالباني
- بيان الرد على الأشاعرة في تجويزهم صدور الظلم م... - الالباني
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- تتمة لباب : " باب الظلم ظلمات " شرح حديث أبي ذ... - الالباني
- شرح قوله - صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عن... - الالباني
- شرح قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن... - الالباني