تم نسخ النصتم نسخ العنوان
التعليق على كتاب فقه السنة ".....وعن عائشة رضي... - الالبانيالشيخ : أورد هنا حديثا ليدل على بعض أجزاء الموضوع ألا وهو سؤر الحائض أورد حديثا ليستدل به على جزء من أجزاء هذا الفصل وهو سؤر الحائض هل فيه شيء ؟ الجواب ...
العالم
طريقة البحث
التعليق على كتاب فقه السنة ".....وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (كنت أشرب وأنا حائض، فأناوله النبي صلى الله عليه وسلم، فيضع فاه على موضع في) رواه مسلم.
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : أورد هنا حديثا ليدل على بعض أجزاء الموضوع ألا وهو سؤر الحائض أورد حديثا ليستدل به على جزء من أجزاء هذا الفصل وهو سؤر الحائض هل فيه شيء ؟ الجواب ليس فيه شيء والدليل ما ورد عن السيده عائشة رضي الله عنها قالت : " كنت أشرب وأنا حائض، فأناوله النبي صلى الله عليه وسلم، فيضع فاه على موضع فيّ " رواه مسلم .
فتأخذ السيدة عائشة الكأس من الشراب فتشرب منه فيأخذ الرسول عليه السلام بدوره هذه الكأس فيضع فمه في موضع فم السيدة عائشة فليس فقط هو يشرب سؤرها بل ويباشر المكان الذي أصابه لعابها ولا بد فيضع عليه الصلاة والسلام فمه الشريف الطاهر في المكان الذي شربت منه السيدة عائشة من الكأس فهذا يدل دلالة واضحة جدا على أن سؤر الحائض طاهر كسؤرها وهي طاهر ثم في هذا الحديث أدب من آداب حسن المعاشرة للزوجة وللأهل وهذا الأدب كما ترونه أدبا رفيعا جدا غفل عنه فيما أعتقد أكثر الأزواح أكثر المسلمين من الرجال المتأهلين لا يعاملون أزواجهم بهذه المعاملة اللطيفة التي كان الرسول عليه السلام يعامل بها زوجه السيدة عائشة رضي الله عنه وهذا الأدب في حسن المعاشرة لم يصل إليه هؤلاء الأوربيون الذين يتظاهرون بأنهم يحترمون المرأة احتراما ليس بعده احترام يحترمونها احتراما نحن نراه ليس احتراما لها بل توريط لها وتضليلها مع ذلك مع مثل هذا اللطف في حسن المعاشرة للزوجة لا يفعله الأوربيون فأنتم مثلا إذا أرداوا الدخول والخروج ترونهم يقدّمون المرأة حتى لو كانت أجنبية ليست زوجة فقط والصعود إلى الطائرة والسيارة وما شابه ذلك ، هذه الشكليات ... فنحن إذا قرأنا كتاب فقه السنة وأمثاله من كتب الحديث التي تجمع بين الحديث في الفقه فنحن في الواقع نرمي بذلك إلى شيئين اثنين إذا قرأنا مثل هذا الكتاب وأعرضنا بسببه عن الكتب الفقهية الكثيرة المؤلفة فإنما نفعل هذا لأن كتب الفقه بصورة عامة بالمعنى الاصطلاحي اليوم جافة كما لو قرأ الإنسان القانون أو قرأ الكيمياء أو الفيزياء أو العلوم الشديدة على الناس إلا ذوي الأغراض أو الأهواء الخاصة ... مؤقتة كذلك الفقه الإسلامي القديم مع الأسف هكذا يقرأ بصعوبة وبمشقة لماذا لأنه ليس فيه قرآن وليس فيه حديث ، ليس فيه حياة ليس فيه ترغيب وترهيب ليس فيه آداب الرسول عليه السلام وأخلاقه وسيرته بخلاف فقه السنة وأمثاله الذي يستدل صاحبه على المسألة الفقهية بما جاء في الكتاب والسنة فبينما تكون أنت أيها المتفقه بفقه السنة في بحث سؤر الحيوان بصورة عامة وإذا بك تنتقل بصورة طبيعية إلى أدب من آداب حسن المعاشرة وبحديث يذكره المؤلف يصلك هذا المؤلف فورا برسول الله صلى الله عليه وسلم وبسنته وبهديه وبسيرته حيث قطعك الفقهاء الآخرون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم باقتصارهم على ذكر الآراء فقط دون أدلتها من كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم فنحن ... بحث السؤر يستدل المصنف بحديث السيدة عائشة أنها كانت إذا وضعت فمها في الكأس لتشرب أخذ الرسول عليه السلام هذه الكأس ووضع فمه في موضع السيدة عائشة فنحن إذا استفدنا من هذا الحديث فائدتين ، الفائدة الأولى هي المباشرة للموضوع وهي أن سؤر الحائض طاهر والفائدة الأخرى كيف ينبغي أن نحسن معاشرة زوجاتنا والتلطف بهن لأنهن كما وصفهن الرسول عليه السلام بحق رويدك سوقك بالقوارير وصفهن الرسول عليه الصلاة والسلام القوارير ، القوارير يعني الزجاج الذي يقبل الانكسار بسرعة فطبيعة هذا الجنس من الإنسان رقيق وحساس جدا ولذلك فينبغي أن يحسن الزوج معاملة زوجته لا يعاملها بالشدة إنما يعاملها باللطف واللين وليس معنى هذا أن يتغاضى عن مخالفتها للشريعة أن يغض النظر عن تبرجها وعن خروجها من دار زوجها بدون إذن الشرع ليس هذا هو المعنى ، إنما يتلطف معها في حدود الشرع فيما ليس فيه مخالفة من ذلك في الطعام والشراب فهذا أدب من آداب الرسول عليه السلام مع زوجته في الشراب كذلك في الطعام فكانت السيدة عائشة إذا أخذت العظم فيه اللحم اسمه لغة العرق فيه لحم فتعضّ السيدة عائشة ويبقى هناك طبعا لحم قليل فيأتي الرسول ويضع فمه في المكان التي عضت منه السيدة عائشة وبقي منه بقية هذا أيضا من أدبه عليه السلام مع زوجه فعلينا أن نقتدي به عليه السلام في كل شؤون حياته في معاملته للناس وفي معاملته لأزواجه هذا الذي يذكره المصنف حول سؤر الإنسان على جميع أجناسه مسلما أو كافرا ، طاهرا أو جنبا أو حائضا وبالمناسبة ينبغي التنبيه ونحن في سؤر الإنسان على حديث شائع بين الناس يقول " سؤر المؤمن شفاء " فبحثنا كان لدفع وهم قد يقوم في بعض الأذهان أن سؤر إنسان ما قد يكون نجسا فدفعنا هذا الوهم بنقل اتفاق المسلمين على أن سؤر الإنسان طاهر على التفصيل السابق لكن هناك خرافة معاكسة لهذا الموضوع وهو أنه هذا السؤر ليس هو فقط طاهر بل هو شفاء إذا كان من جنس معين من الجنس البشري وهو المؤمن " سؤر المؤمن شفاء " فهذا حديث ليس له أصل لا يصح هذا الحديث ولم يرد إطلاقا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا بإسناد موضوع فهو مما لا أصل له البتة ، إذا لا يجوز أن نصف سؤر المؤمن بصفة لم تثبت علميا لا في علم الشرع ولا في علم الطب وإلا إن قلنا ذلك فقد قلنا و قفينا ما لا علم لنا به والله عز وجل يقول ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا فلا يجوز أن نتقول على الله ونقول سؤر المؤمن شفاء ، وهذه مع الأسف خرافة ماشية ، خرافة سؤر المؤمن شفاء ، كثيرا ما نسمعها في بعض المناسبات على النقيض من هذا بعض الناس الموسوَسين وإن شئت قلت الموسوِسين ممن عندهم شيء من الأنانية أوالكبرياء أو عندهم معرفة بشيء من قواعد الطب فغلوا في هذه القواعد فأودى ذلك بهم إلى أن يمتنعوا أن يشربوا من كأس شرب فيه إنسان ولو كان مؤمنا مسلما خشية أن يكون فيه جرثوم

السائل : الغربيون كلهم .

الشيخ : الغربيون جماعة كفار فلا غرابة في ذلك ... لكن بعض المسلمين وقعوا في هذا لا يشربون من كأس شرب منه المؤمن لا سيما إذا كان مسكينا فلاحا فقيرا فتتقزز أبدانهم وشعروهم من أن يشربوا من ذلك الكأس ... استكبار في الأرض هذا أيضا لا يجوز وقد وصل بهم الأمر إلى أكثر من ذلك لم يقفوا عند الامتناع من شرب سؤر المؤمن فهذه من مصائب البشر إفراط و تفريط كان سؤر المؤمن شفاء وإذا به يصبح داء ، عند البعض شفاء وإذا الأمر ينقلب الأمر يصبح داء لا هذا ولا هذا ، فلم يقف الأمر عند هذا الأمر بل ... .

Webiste