تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ذكر حديث الأعمى و دلالته ومعناه الصحيح وبيان ا... - الالبانيالشيخ : لعل بعضكم يتساءل عن شيئين اثنين يتعلقان بقولي حديث الأعمى، الأول ما هو حديث الأعمى؟ والآخر ما دلالته؟حديث الأعمى كما جاء في سنن الترمذي ومسند ال...
العالم
طريقة البحث
ذكر حديث الأعمى و دلالته ومعناه الصحيح وبيان الاختلاف الواقع فيه من حيث التوجيه والفهم .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : لعل بعضكم يتساءل عن شيئين اثنين يتعلقان بقولي حديث الأعمى، الأول ما هو حديث الأعمى؟ والآخر ما دلالته؟
حديث الأعمى كما جاء في سنن الترمذي ومسند الإمام أحمد ومستدرك الحاكم بالسند الصحيح أن رجلا جاء، رجلا أعمى جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال له يا رسول الله ادع الله أن يعافيني فقال له عليه الصلاة والسلام إن شئت دعوت وإن شئت صبرت وهو خير لك قال فادع يا رسول الله، ما عنده صبر فاختار ما خيّره الرسول عليه السلام بين اثنين اختار أحدهما قال فادع ولا شك أن النبي صلى الله عليه وسلم حين خيره بين أحد شيئين أنه سيفي بما وعده ولكنه أراد أن يُشغله بالتوسل المشروع إلى الله بالطاعة والعبادة ولذلك قال له إيتي بالميضأة وتوضأ وصلّ لله ركعتين ثم قل -هنا الشاهد- ثم قل اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وأله وسلم يا محمد إني توجهت بك إلى ربي ليعافيني، اللهم فشفّعه فيّ وشفّعني فيه فتوضأ الرجل وصلى ركعتين كما أمره الرسول عليه السلا ودعى بهذا الدعاء الذي علمه الرسول عليه السلام إياه فرجع بصيرا كأن لم يكن به ... هذا هو نص الحديث تمسّك الشوكاني وجماهير المتأخرين الذين يذهبون إلى جواز التوسّل بقول الرسول للأعمى أن يقول اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك أخذ هذا التوسل بظاهره بنبيك علما أن هذه الجملة من حيث الأسلوب العربي فيها كما يقول النحويون مضاف محذوف كمثل قوله تعالى واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها القرية؟ لا، أهل القرية، العير؟ لا، أهل العير كذلك هنا بنبيك لا بد من تقدير مضاف محذوف وهنا الخلاف، فما هو هذا المضاف المحذوف؟ في مفهوم الشوكاني وأمثاله بنبيك يعني بذات نبيك بحرمة نبيك، بمفهوم الآخرين من أتباع السلف الصالح بنبيك أي بدعاء نبيك، لا بد هنا من تقدير مضاف محذوف فإما هو الدعاء وإما هو شخص الرسول عليه السلام وذاته فما هو الصواب؟ لو أننا تأملنا في سباق القصة وسياقها لوجدنا الفكر ينسجم مع التأويل الثاني أو بالمعنى الصحيح التقدير الثاني وهو بدعاء نبيك، لم؟ لأننا نتساءل لماذا جاء الأعمى إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟ جاء صراحة ليطلب منه الدعاء، أن يدعوَ الله له أن يعود بصيرا ثم لمّا سأله وعده الرسول عليه السلام مخيّرا بين اثنين منها الدعاء له فاختار الرجل أن يدعوّ له الرسول عليه السلام.
إذًا نحن من أوّل القصة إلى هذه اللحظة لا نزال عند الدعاء ليس هناك ذكر لغير الدعاء كشخص الرسول عليه السلام أو ذاته المباركة، هذا لم يأت بعد له ذكر إطلاقا، ... نجد في الدعاء الذي علّمه الرسول عليه السلام إياه أنه قال اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم يا محمد إني أتوجّه بك أيضا هنا يعود نفس التقدير السابق بك إما بشخصك وإما بدعائك فمال الذي دل حتى الآن؟ هل هناك للشخص ذكر؟ الجواب لا وإنما الدعاء ويتأكد هذا بتمام الدعاء، إني أتوجّه إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم يا محمد إني توجّهت بك إلى ربي ليعافيني اللهم فشفّعه فيّ ما معنى فشفّعه فيّ ؟ اقبل شفاعته فيّ، ما هي شفاعته عليه السلام هو دعاءه، إذًا هذا دليل ثالث أن القصة كلها تدور حول التوسّل بدعاء الرسول عليه السلام وليس بشخصه يا محمد إني توجهت بك إلى ربي ليعافيني، اللهم فشفّعه فيّ أي اقبل دعاءه فيّ، والأعجب من هذا كله تمام الحديث وشفّعني فيه كل منا يفقه ويفهم أن يشفع الرسول لهذا الضرير لأننا كلنا بحاجة إلى شفاعة الرسول عليه السلام يوم المحشر وليس هو بحاجة إلى أن يشفع له أحد، فكيف يقول الأعمى بتعليم من الرسول وليس بعبارة من عنده وشفّعني فيه ذلك لأن الشفاعة إذا عرفنا مما سبق أن المقصود بها الدعاء فواضح جدا من قوله وشفّعني فيه أي اقبل دعائي بأن تقبل دعاء النبي صلى الله عليه وسلم فيّ، انتهت القصة وكما ترون كلها تدندن من أولها إلى آخرها أن الرجل إنما توسّل بتعليم من النبي صلى الله عليه وسلم له بدعائه صلى الله عليه وسلم .

Webiste