بيان صحة حديث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سُئل متى وجبت لك النبوة ؟ قال : ( كنت نبيًّا وآدم بين الروح والجسد ) ، وبيان خطأ مَن زعم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو أول مخلوق .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : هل صحيح أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - عندما سُئل : متى وجبت لك النبوة ؟ قال : بين خلق آدم ونفخ الروح فيه ؟
هذا حديث صحيح ، وطبعًا ليس له علاقة بالخرافة الشائعة ، نعم ؟ ليس للحديث علاقة بالخرافة الشائعة التي تقول : إن الرسول - عليه الصلاة والسلام - هو أول مخلوق ، ليس في الكتاب بل ولا في السنة أن الرسول - عليه السلام - هو أول مخلوق ، بل إن القول بأن الرسول - عليه السلام - هو أول مخلوق مصادَمَة للبديهة العقلية ؛ لأنه كيف يكون أوَّل مخلوق مَن كان جدُّه آدم - عليه الصلاة والسلام - ؟ فبين هذا الذي يُقال فيه : إنه أول مخلوق وبين آدم مئات الأجداد ، ثم يكون أول جدِّ له من الأعلى آدم ، ويكون الحفيد الحفيد إلى آخره هو مخلوقًا قبل جده الأكبر !! هذا معناه كما يُقال أن ندَعَ العقول ونتكلم بما يُخالفها .
ولذلك يضطرُّ بعض الناس إلى تأويل هذه الأوَّليَّة حينما يقولون أن الرسول - عليه السلام - ... خلق الله ، فتأتيهم هذه البديهة العقلية وتردُّ هذه الخرافة ، فيتأوَّلون الجملة ؛ لأنه ليس المقصود أنه مخلوق ببدنه ، وإنما مخلوق بروحه ، فيأتي هذا الحديث ويُبطِلُ هذه الدعوة - أيضًا - ؛ لأنه يقول : كنتُ نبيًّا وآدم بين الروح والجسد ، أما حديث : كنتُ نبيًّا وآدم بين الماء والطِّين فهذا حديث موضوع لا أصل له ، والصحيح هذا الذي أورَدَه الحافظ " ابن كثير " : كنتُ نبيًّا وآدم بين الروح والجسد . فالرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - كُتِبَ نبيًّا ، كنتُ نبيًّا معناه كُتِبَ نبيًّا وآدم بين الروح والجسد ، أما خلقه فهو كخلق البشر كلهم ، وما ذلك إلا تحقيق بمثل قوله - تبارك وتعالى - : قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ ، فرسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - مع أن الله اصطفاه لنبوَّته ورسالته أوَّلًا ، ثم خصَّه بمعجزات وآيات كثيرة ثانيًا ؛ فهو مع ذلك كله لا يخرج عن كونه بشرًا كما نصَّ في الآية ، وأمَرَه بذلك بيانًا لهذه الحقيقة : قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ ، ثم جاءت السنة لتزيد الآية وضوحًا ، فقال - عليه الصلاة والسلام - في قصة سهوه في صلاة الظهر حينما صلَّاها خمسًا : إنما أنا بشرٌ مثلكم ، جاء هنا بالمثليَّة ، إنما أنا بشرٌ مثلكم أنسى كما تنسَون ؛ فإذا نسيتُ فذكِّروني .
فإذًا هذا الحديث : كنتُ نبيًّا وآدم بين الروح والجسد ليس له علاقة بقولهم : إنه - عليه الصلاة والسلام - أوَّل خلق الله .
هذا حديث صحيح ، وطبعًا ليس له علاقة بالخرافة الشائعة ، نعم ؟ ليس للحديث علاقة بالخرافة الشائعة التي تقول : إن الرسول - عليه الصلاة والسلام - هو أول مخلوق ، ليس في الكتاب بل ولا في السنة أن الرسول - عليه السلام - هو أول مخلوق ، بل إن القول بأن الرسول - عليه السلام - هو أول مخلوق مصادَمَة للبديهة العقلية ؛ لأنه كيف يكون أوَّل مخلوق مَن كان جدُّه آدم - عليه الصلاة والسلام - ؟ فبين هذا الذي يُقال فيه : إنه أول مخلوق وبين آدم مئات الأجداد ، ثم يكون أول جدِّ له من الأعلى آدم ، ويكون الحفيد الحفيد إلى آخره هو مخلوقًا قبل جده الأكبر !! هذا معناه كما يُقال أن ندَعَ العقول ونتكلم بما يُخالفها .
ولذلك يضطرُّ بعض الناس إلى تأويل هذه الأوَّليَّة حينما يقولون أن الرسول - عليه السلام - ... خلق الله ، فتأتيهم هذه البديهة العقلية وتردُّ هذه الخرافة ، فيتأوَّلون الجملة ؛ لأنه ليس المقصود أنه مخلوق ببدنه ، وإنما مخلوق بروحه ، فيأتي هذا الحديث ويُبطِلُ هذه الدعوة - أيضًا - ؛ لأنه يقول : كنتُ نبيًّا وآدم بين الروح والجسد ، أما حديث : كنتُ نبيًّا وآدم بين الماء والطِّين فهذا حديث موضوع لا أصل له ، والصحيح هذا الذي أورَدَه الحافظ " ابن كثير " : كنتُ نبيًّا وآدم بين الروح والجسد . فالرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - كُتِبَ نبيًّا ، كنتُ نبيًّا معناه كُتِبَ نبيًّا وآدم بين الروح والجسد ، أما خلقه فهو كخلق البشر كلهم ، وما ذلك إلا تحقيق بمثل قوله - تبارك وتعالى - : قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ ، فرسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - مع أن الله اصطفاه لنبوَّته ورسالته أوَّلًا ، ثم خصَّه بمعجزات وآيات كثيرة ثانيًا ؛ فهو مع ذلك كله لا يخرج عن كونه بشرًا كما نصَّ في الآية ، وأمَرَه بذلك بيانًا لهذه الحقيقة : قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ ، ثم جاءت السنة لتزيد الآية وضوحًا ، فقال - عليه الصلاة والسلام - في قصة سهوه في صلاة الظهر حينما صلَّاها خمسًا : إنما أنا بشرٌ مثلكم ، جاء هنا بالمثليَّة ، إنما أنا بشرٌ مثلكم أنسى كما تنسَون ؛ فإذا نسيتُ فذكِّروني .
فإذًا هذا الحديث : كنتُ نبيًّا وآدم بين الروح والجسد ليس له علاقة بقولهم : إنه - عليه الصلاة والسلام - أوَّل خلق الله .
الفتاوى المشابهة
- معنى حديث: (خلق الله آدم على صورته) - ابن عثيمين
- هل صحيح أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو أو... - الالباني
- هل صحيح أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو أو... - الالباني
- هل صح حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( أ... - الالباني
- هل آدم نبي أم رسول؟ - اللجنة الدائمة
- أول خلق الله من البشر آدم عليه الصلاة وا... - اللجنة الدائمة
- مواصلة المناظرة مع المدعى مع بيان كيف يوحى الو... - الالباني
- ما حكم استدلال البعض بحديث ( كنت نبيا وآدم ما... - الالباني
- سؤال عن صحة أحاديث ثلاثة أورَدَها " ابن الجوزي... - الالباني
- ما صحة حديث : ( إني عند الله لخاتم الأنبياء و... - الالباني
- بيان صحة حديث أن النبي - صلى الله عليه وسلم -... - الالباني