تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ما صحة حديث : ( إني عند الله لخاتم الأنبياء و... - الالبانيالشيخ : هنا أحاديث ثلاثة يسأل عنها السائل الحديث الأول يقول أخرج الحاكم والبيهقي عن العرباض بن سارية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  إني عند الله ...
العالم
طريقة البحث
ما صحة حديث : ( إني عند الله لخاتم الأنبياء و إن آدم لمنجدل في طينته ) وحديث : متى كنت نبيا فقال : ( وآدم بين الروح والجسد ) وحديث : متى وجبت لك النبوة قال : ( وبين خلق آدم ونفخ الروح فيه ) وقد ذكرها ابن الجوزي في كتابه الوفاء و هل تدل هذه الأحاديث على أن النبي صلى الله عليه وسلم أو المخلوقات ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : هنا أحاديث ثلاثة يسأل عنها السائل الحديث الأول يقول أخرج الحاكم والبيهقي عن العرباض بن سارية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني عند الله لخاتم الأنبياء وإن آدم لمنجدل في طينته ، الحديث الثاني وأخرج أحمد والبخاري في تاريخه والطبراني والحاكم والبيهقي عن ميسرة الفجر قال قلت يا رسول الله متى كنت نبيا؟ قال وآدم بين الروح والجسد ، ثالثا قال وأخرج الحاكم والبيهقي وأبو نعيم عن أبي هريرة رضي الله عنه قيل للنبي صلى الله عليه وسلم متى وجبت لك النبوة قال بين خلق آدم ونفخ الروح فيه قال وأوردها بن الجوزي في كتابه الوفاء هذه الأحاديث الجزء الأول الصفحة الثالثة والثلاثون الواقع أن هذه الأحاديث الثلاثة هي أحاديث صحيحة ولكنها لا تدل على ما يذهب إليه كثير من المسلمين اليوم من جهالهم أو المغفلين منهم من علامائهم لا تدل هذه الأحاديث على أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو أول ما خلق الله وإنما الشيء الوحيد الذي يدل عليه هذه الأحاديث إنما هو أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب عند الله عز وجل نبيا وآدم بين الروح والجسد كتب وليس معنى كتب خلق هو بجسده وروحه وآدم بين الروح والجسد وإنما كتب عند الله عز وجل نبيا وآدم بين الروح والجسد وبعض هذه الأحاديث أصرح في الدلالة على هذا المعنى من بعض ففي الحديث الأول يقول إني عند الله لخاتم الأنبياء و إن آدم لمنجدل في طينته يعني مكتوب عند الله أنه خاتم النبيين وآدم لايزال في طينته فالحديث الذي بعده لفظ متى كنت نبيا؟ في لفظ آخر أصرح بدل كنت كتبت متى كتبت نبيا؟ أجاب وآدم بين الروح والجسد الحديث الثالث هنا متى وجبت لك النبوة؟ قال وبين خلق آدم ونفخ الروح فيه فإذا لا يصح الإستدلال بهذا الحديث على خرافة كون الرسول عليه السلام أول مخلوق خلقه الله عز وجل وإنما هذا الحديث يدل على أن كتابة الرسول عليه السلام نبيا عند الله كان قبل خلق آدم وآدم بين الروح والجسد فلذلك إذا كان كذلك وأن الحديث ليس له علاقة بإثبات أن الرسول هو أول خلق الله كما يقولون ويزعمون يبقى الأمر على ما هو مجمع عليه بين علماء المسلمين قاطبة منذ بعث الله محمدا عليه السلام إلى أن تقوم الساعة أن محمدا هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب فهو مسبوق بمئات الآباء قبله وبينه وبين آدم عليه الصلاة والسلام فكيف يصح أن يقال حين ذاك بأن الرسول أول ما خلق وبالإضافة إلى ذلك فهذه العقيدة الباطلة تصادم حديثا صحيحا ألا وهو قوله عليه الصلاة والسلام أول ما خلق الله القلم فقال له اكتب قال ما أكتب؟ قال اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة حديث صحيح رواه أبو داود في سننه وأحمد في مسنده وغيرهما فهذا نص صريح في تحديد أول مخلوق حيث قال عليه السلام أول ما خلق الله القلم فقال له اكتب قال ما أكتب قال اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة هذا القلم هو الذي كتب كون الرسول عليه السلام نبيا وآدم بين الروح والجسد فإذا هو عليه الصلاة والسلام حتى كتابته عند الله نبيا متأخر عن أول مخلوق فضلا عن ذاته عليه الصلاة والسلام بجسده وروحه لذلك مما يؤسف له أن ترفع الأصوات على المآذن والمنابر بهذه العقيدة الباطلة وهي أنه عليه السلام أول مخلوق وهذا في الواقع مما يشعرنا بابتعاد المسلمين عن دراسة السنة ودراسة الحديث النبوي وعن معرفة ما صح مما لم يصح منه حتى تمسكوا بكل حديث يطرق مسامعهم أو بكل حديث يقرؤونه في كتاب من الكتب التي تطبع المطابع منها الألوف المؤلّفة دون رقابة علمية إطلاقا فهم يزعمون بأن الرسول عليه السلام قال " يا جابر أول ما خلق الله نور نبيك " هذا لا أصل له في كتب السنة إطلاقا وليس له وجود في أي كتاب من كتب الحديث لا الكتب الستة المشهورة الكتب الستة البخاري ومسلم وسنن أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وكتب الحديث الأخرى وهذه أشهرها وهي الستة فهذا الحديث لا أصل له في شيء منها ولا الكتب الستين ولا الستمائة كل هذه الكتب لم تروِ هذا الحديث ولو بإسناد مكذوب موضوع ليس لهذا الحديث أصل مع ذلك اعتمدوا عليه وضربوا به الحديث الصحيح أول ما خلق الله القلم كما ذكرنا وحينما يشعر أحدهم بأن حديث خلق الرسول عليه الصلاة والسلام وخلق نوره فعلا لا أصل له ولا وجود له البتة يركنون إلى هذه الأحاديث التي بدأنا الإجابة عليها وهي في الواقع أحاديث صحيحة ولكن لا تدل على المعنى الذي يذهبون إليه ويستدلون به عليه ألا وهو حديث أول ما خلق الله نور نبيك هذه الأحاديث الثلاثة لا ارتباط بينها ولا صلة بينها وبين حديث جابر إطلاقا وإنما فيها أن الله عز وجل كتب عنده كون الرسول نبيا مصطفى مختارا وآدم منجدل في طينته فهذا ما يتيسر من الجواب على هذه الأحاديث الثلاثة.

Webiste