بيان خطورة التفرق في مجلس العلم و عدم التقارب فيه و بيان أن صلاح الظاهر من صلاح الباطن و بيان أنه ينبغي على المسلمين ألا يستيهنوا بهذه الآداب العظيمة التي يسميها بعض المخالفين قشور .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : كنا إذا سافرنا مع النبي صلى الله عليه وأله وسلم فنزلنا منزلا تفرقنا في الوديان والشعاب فقال عليه الصلاة والسلام إنما تفرقكم في الوديان والشعاب من عمل الشيطان قال فكنا بعد ذلك إذا نزلنا منزلا اجتمعنا حتى لو جلسنا على بساط لوسعنا، وهذه حقيقة شرعية ونفسية في آن واحد، ذلك لأن الشرع قد أكّد في غير ما نص واحد أن الظاهر صلاحه بصلاح الباطن وفساده بفساد الباطن وصلاح الباطن صلاح الظاهر وفساد الباطن ... فساد الظاهر يعني أن هناك تفاعلا بين الظاهر والباطن كلاهما يُقوّي الأخر في الصلاح وفي الفساد، وحينما يقول العلماء " الظاهر هو عنوان الباطن " يعنون هذه الحقيقة.
ذلك مما جاء في أحاديث كثيرة منها الحديث المشهور والمخرّج في الصحيحين من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم إن الحلال بيّن وإن الحرام بيّن وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس .
لا تنس تصلي التحية يا سيد، صليت التحية؟ أحسنت.
وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه ألا ومن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب فإذن إذا كان القلب صالحا نضح صالحا والعكس بالعكس، من هنا قال العلماء " الظاهر عنوان الباطن " كذلك كان الرسول صلى الله عليه وسلم من هديه وسنته إذا قام إلى الصلاة أمر بتسوية الصفوف وكان في كثير من الأحيان يقول لتسوون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم لتسوون صفوفكم فإن لم تفعلوا ضرب الله قلوب بعضكم ببعض، أي كان هذا الاختلاف في الظاهر في تسوية الصف سببا لاختلاف في الباطن، من هذا الباب تماما حديث أبي ثعلبة الخشني أن الرسول عليه السلام قال لهم إنما تفرقكم في الوديان والشعاب من عمل الشيطان وهذا وين ... هم؟ في البرّية في ال ... ، فكيف بنا إذا جلسنا لذكْر ولعلم فلا يليق بنا أن نجلس هكذا كما.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
كما جاء في صحيح مسلم أن الرسول عليه الصلاة والسلام دخل يوما على الصحابة في المسجد رآهم متفرقين فقال لهم ما لي أراكم عزين فهذا التفرّق ولو بالأبدان هذا يُنبئ على التفرق في القلوب والأذهان، فإذا ما نحن ابتعدنا عن التفرّق الذي نهى عنه الشارع الحكيم ولو في الظاهر.
السائل : السلام عليكم.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
إذا ابتعدنا عن التفرق في الظاهر الذي نهى عنه الرسول عليه الصلاة والسلام كان ذلك من أقوى الأسباب في إيجاد الاتفاق في الباطن، لذلك لا ينبغي للمسلمين أن يستهينوا بالآداب الإسلامية الشرعية التي يعبر عنها بعض الناس اليوم بأنها أمور شكلية تافهة لا قيمة لها، فإن هذه الأمور الظاهرة التي يُعبّرون عنها بأنها تافهة وشكليّة هي لها منزلة في الشريعة الإسلامية وبعضهم يُعبّر عنها بأنها قشور والواجب على المسلم أن يهتم باللباب من الأمور ويغفل هؤلاء أو يتغافلون أن اللب الذي يخلقه الله مباشرة دون سعي من الإنسان وتكليفه يخلقه وحوله قِشر ذلك ليحفظه ويَسْلم من الآفات التي قد تعترض سبيل حياته، هذا في الأمور المادية ففي الأمور الدينية والمعنوية كذلك، أي هذه الأمور التي تسمّى بالأمور الشكلية والقشرية هي أيضا من الأمور التي يجب التمسك بها لأنها بها نستطيع أن نحافظ على ما يسمّونه باللب، القشر لا ينبغي الاستهتار به دون اللب فالله عز وجل قد شرع هذا وشرع هذا، شرع اللب لأنه هو الأصل وشرع القشر على حد تعبيرهم للمحافظة على هذا اللب.
الاجتماع في المجلس هو من هذه الأمور التي حضّ عليها الرسول عليه السلام في قوله السابق إنما تفرقكم في الشعاب والوديان من عمل الشيطان فالتفرّق في الدرس والابتعاد عن المدرس هذا ليس من الإسلام، ليس من الآداب التي شرعها الرسول عليه الصلاة والسلام وبذلك كان هديه عليه الصلاة والسلام إذا جلس بين أصحابه لا يكاد يُميّز ولا يكاد يُعرف أنه هو الرسول المصطفى من بيننا جميعا وكلكم يعلم أن الأعرابي كان يدخل المجلس أو المسجد فيقول أيّكم محمد؟ عليه الصلاة والسلام ذلك لاقتراب بعضهم إلى بعض ولعدم تميّز الرسول عليه الصلاة والسلام بشيء على سائر إخوانه من الصحابة الكرام.
هذه كلمة بين يدي ذلك التفرّق وابتعاد بعضنا عن بعض.
ذلك مما جاء في أحاديث كثيرة منها الحديث المشهور والمخرّج في الصحيحين من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم إن الحلال بيّن وإن الحرام بيّن وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس .
لا تنس تصلي التحية يا سيد، صليت التحية؟ أحسنت.
وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه ألا ومن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب فإذن إذا كان القلب صالحا نضح صالحا والعكس بالعكس، من هنا قال العلماء " الظاهر عنوان الباطن " كذلك كان الرسول صلى الله عليه وسلم من هديه وسنته إذا قام إلى الصلاة أمر بتسوية الصفوف وكان في كثير من الأحيان يقول لتسوون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم لتسوون صفوفكم فإن لم تفعلوا ضرب الله قلوب بعضكم ببعض، أي كان هذا الاختلاف في الظاهر في تسوية الصف سببا لاختلاف في الباطن، من هذا الباب تماما حديث أبي ثعلبة الخشني أن الرسول عليه السلام قال لهم إنما تفرقكم في الوديان والشعاب من عمل الشيطان وهذا وين ... هم؟ في البرّية في ال ... ، فكيف بنا إذا جلسنا لذكْر ولعلم فلا يليق بنا أن نجلس هكذا كما.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
كما جاء في صحيح مسلم أن الرسول عليه الصلاة والسلام دخل يوما على الصحابة في المسجد رآهم متفرقين فقال لهم ما لي أراكم عزين فهذا التفرّق ولو بالأبدان هذا يُنبئ على التفرق في القلوب والأذهان، فإذا ما نحن ابتعدنا عن التفرّق الذي نهى عنه الشارع الحكيم ولو في الظاهر.
السائل : السلام عليكم.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
إذا ابتعدنا عن التفرق في الظاهر الذي نهى عنه الرسول عليه الصلاة والسلام كان ذلك من أقوى الأسباب في إيجاد الاتفاق في الباطن، لذلك لا ينبغي للمسلمين أن يستهينوا بالآداب الإسلامية الشرعية التي يعبر عنها بعض الناس اليوم بأنها أمور شكلية تافهة لا قيمة لها، فإن هذه الأمور الظاهرة التي يُعبّرون عنها بأنها تافهة وشكليّة هي لها منزلة في الشريعة الإسلامية وبعضهم يُعبّر عنها بأنها قشور والواجب على المسلم أن يهتم باللباب من الأمور ويغفل هؤلاء أو يتغافلون أن اللب الذي يخلقه الله مباشرة دون سعي من الإنسان وتكليفه يخلقه وحوله قِشر ذلك ليحفظه ويَسْلم من الآفات التي قد تعترض سبيل حياته، هذا في الأمور المادية ففي الأمور الدينية والمعنوية كذلك، أي هذه الأمور التي تسمّى بالأمور الشكلية والقشرية هي أيضا من الأمور التي يجب التمسك بها لأنها بها نستطيع أن نحافظ على ما يسمّونه باللب، القشر لا ينبغي الاستهتار به دون اللب فالله عز وجل قد شرع هذا وشرع هذا، شرع اللب لأنه هو الأصل وشرع القشر على حد تعبيرهم للمحافظة على هذا اللب.
الاجتماع في المجلس هو من هذه الأمور التي حضّ عليها الرسول عليه السلام في قوله السابق إنما تفرقكم في الشعاب والوديان من عمل الشيطان فالتفرّق في الدرس والابتعاد عن المدرس هذا ليس من الإسلام، ليس من الآداب التي شرعها الرسول عليه الصلاة والسلام وبذلك كان هديه عليه الصلاة والسلام إذا جلس بين أصحابه لا يكاد يُميّز ولا يكاد يُعرف أنه هو الرسول المصطفى من بيننا جميعا وكلكم يعلم أن الأعرابي كان يدخل المجلس أو المسجد فيقول أيّكم محمد؟ عليه الصلاة والسلام ذلك لاقتراب بعضهم إلى بعض ولعدم تميّز الرسول عليه الصلاة والسلام بشيء على سائر إخوانه من الصحابة الكرام.
هذه كلمة بين يدي ذلك التفرّق وابتعاد بعضنا عن بعض.
الفتاوى المشابهة
- حث الشيخ رحمه الله الطلبة على الاجتماع في مجلس... - الالباني
- كلمة عن ارتباط الظاهر بالباطن صلاحا وطلاحا . - الالباني
- نصيحة الشيخ بالانضمام في المجالس العلمية وعدم... - الالباني
- نصيحة الشيخ بالانضمام إلى المجالس العلمية وعدم... - الالباني
- بيان آداب المجلس - الالباني
- كلمة الشيخ على وجوب التقارب في المجالس وعدم ال... - الالباني
- بيان سنية التقارب في المجالس والنهي عن التفرق... - الالباني
- بيان بعض آداب المجالس . - الالباني
- ارتباط الظاهر بالباطن صلاحا وفسادا. - الالباني
- بيان خطورة التفرُّق في مجلس العلم وعدم التقارب... - الالباني
- بيان خطورة التفرق في مجلس العلم و عدم التقارب... - الالباني