كلمة لبعض الإخوة حول إسلام الصحابي الجليل عمرو بن عبسة .
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما أما بعد: فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار شاء الله أن يتغيب أستاذنا حفظ الله في هذا الدرس بسبب ضعف في صوته عفاه الله عز وجل وقواه فأتحدث لكم في هذه الأمسية المباركة إن شاء الله عن صفحة أخرى من صفحات السيرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم هذا الحديث يتعلق بإسلام صحابي يكاد يكون مجهولا إلا من نفر من المشتغلين بعلم السنة والسيرة وقليل ما هم ذلك هو الصحابي عمرو بن عبسة أبو نجيح السلمي رضي الله تعالى عنه فحديثنا عن إسلامه وكيف كان وخبره مع النبي صلى الله عليه وسلم بينما كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يدعو إلى الإسلام ... دعوته الجديدة تتصبب إلى الناس في مكة وخارجها ويتهامسون بها فيما بينهم وكان ممن سمع بها في هذه المرحلة المبكرة رجل من بني سليم اسمه عمرو بن عبسة وكنيته أبو نجيح استقبلها بشوق بالغ ولهفة شديدة كأنما كان ينتظرها بفارغ الصبر ويحس بالحاجة إليها من أعماق نفسه، إنه أعرابي ذو فطرة سليمة وعقل راجح ونظر سديد رأى قومه يعبدون الأوثان ويقدسونها من دون الله تعالى يستغيثون بها ويلجؤون إليها ويدعونها رغبة ورهبة ويقدمون لها القرابين وتتحكم فيها سدنتها ذوي الطمع الجشع والإستغلال فلم يستسغ عقله هذه الترهات ولم يهضم فكره هذه الأباطيل وكيف يتقبل حال قومه الذين كانوا كما ذكر هو في رواية عنه إذا نزل أحدهم منزلا بحث عن أربعة أحجار يجعل أحسنها إلها يعبده وينصب الثلاثة الأخرى لقِدره ...، ولذلك إذا إكتمل الثالث يقال ثالثة ... يضرب بذلك مثلا إذا كان هناك أمر يحتاج إلى أشياء ناقصة فتكمل بآخرها فيقال ... الحجارة الثلاثة الخاصة التي توضع تحت القدر ليشعل تحتها النار يجعل الأحجار الثلاثة الباقية لقدره أحسنها لربه والأخرى لقدره ثم لعله يجد ما هو أحسن من الحجر الأول المؤلّه قبل أن يرتحل فيتركه ويأخذ غيره!! ولعله لقي في أسفاره بعض أهل الكتاب كما في الرواية السابقة فسمع منه عن قرب ظهور نبي يدعو إلى الله ويقوم الله به الملة المعوجة ويرد الناس إلى الحنيفية السمحاء لقد وقعت منه أخبر محمد صلى الله عليه وسلم موقع المطر الغزير على الأرض العطشة فعمد إلى راحلته دون إبطاء فهيّأها وانطلق بها إلى مكة إنه يريد أن يلقى هذا المنقذ ويجتمع به مباشرة ويسمع منه دون وسطاء ولو كلف ذلك مشقة ونصبا ثم رأينا ذلك في إسلام أبي ذر رضي الله عنه ويتشابهان وبينهما أيضا صلة كما سيأتي وشاء الله تعالى أن يلقاه في عكاظ حيث كان نازلا فيها آنذاك ولا ندري فلعلها كان وقتها موسم السوق المشهور اجتمع به بعد سؤال عنه وتلطف له ما أعرف سبب التلطف هذا لأن المشركين كانوا يلاحقون النبي صلى الله عليه وسلم بالإيذاء ويصدون عنه كل من كان يسأل عنه وأخذ يسأله من أنت؟ ومن أرسلك؟ ولماذا؟ والنبي صلى الله عليه وسلم يجيبه بطمأنينة وثقة فدخل الإيمان إلى قلبه وأعلن لتوه إسلامه وشهد شهادة الحق وعاد ليسأل من معك يا رسول الله على هذا الأمر؟ فيأتي الجواب المتواضع حر وعبد نعم رجلان فقط أحدهما حر هو أبو بكر صديقه وحبيبه وبلال العبد الحبشي الأسود وإذ به ينال شرف السبق إذ به يكون رابع أربعة يؤمنون بدعوة الحق ويسأل أبو نجيح الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم هل يأمره بأن يمكث معه أم يرجع إلى قومه فينشر فيهم دعوة الله ويدعوهم ويأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يرجع إلى قومه ذلك أنه لا فائدة كبيرة ترجى من إقامته معه فالحرب على الدعوة معلنة وشديدة والعذاب ينتظر كل مؤمن ومسلم ويرجع عمرو إلى قومه وتمر السنين وهو يتلقى أخبار النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين فيعلم بهجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فيهاجر إليه ويجتمع به وينتهز فرصة فراغ الرسول صلى الله عليه وسلم مرة فيسأله أسئلة كثيرة عن الصلاة والوضوء والإيمان والهجرة والجهاد حيث كانت تدور في ذهنه ولا تجد جوابا ويسمع الجواب اليقين من النبي صلى الله عليه وسلم فتطمأن إليه نفسه ويعيه قلبه وينطلق أبو نجيح يبلغ الإسلام ويعمل له وينصره ويستقيم على أمره حتى يلقى ربه تبارك وتعالى في أواخر خلافة عثمان رضي الله عنه روى بعض كتب السنة خبره الطويل هذا على لسانه نفسه فأحببت أن أنقله لكم لتطالعوا بأنفسكم صفحة من صفحات الإسلام ... وتعيشوا مع أحد المؤمنين السابقين الذي نال شرفا عظيما حين يسر الله تعالى له أن يكون ربع الإسلام كما يقوله عن نفسه والمراد يقول كنت ربع الإسلام أي رابع أربعة سبقوا بالإسلام من الرجال وهم كما ذكرنا النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وبلال.
الفتاوى المشابهة
- سؤال: يقول بعض الناس شيخ الإسلام أعلم من الص... - ابن عثيمين
- تفسير أوائل سورة عبس - ابن باز
- مداخلة حول فهم الصحابة للإسلام وعملهم به . - الالباني
- تفسير آيات من سورة عبس - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى :" عبس وتولى " إلي قوله " ك... - ابن عثيمين
- شرح أثر عمر رضي الله عنه ( نحن قوم أعزنا الله... - الالباني
- تفسير قوله تعالى: (عبس وتولى. - ابن عثيمين
- شرح وتخريج حديث إسلام عمرو بن عبسة - رضي الله... - الالباني
- فوائد حديث إسلام عمرو بن عبسة - رضي الله عنه - . - الالباني
- كلمة للشيخ محمد عيد عباسي حول إسلام الصحابي ال... - الالباني
- كلمة لبعض الإخوة حول إسلام الصحابي الجليل عمرو... - الالباني