مداخلة حول فهم الصحابة للإسلام وعملهم به .
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : الواقع أن الصحابة الكرام ضربوا مثلًا رائعًا في فهمهم للإسلام ، وتطبيقهم للإسلام ، ولدعوة الرسول - عليه الصلاة والسلام - ، وكانوا خير أمة أُخرِجَت للناس من بعد أن كانوا قبل الإسلام ضعفاء متفرِّقين متفكِّكين ، وقد بلغ من ضعفِهم أنهم انهزموا أمام إبرهة صاحب الفيل ، وهذا معروف ، وإذ بهم بعد تفهُّمِهم للإسلام ولدعوة الرسول - عليه الصلاة والسلام - المُنزلة من عند الله - عز وجل - وإذ بهم يزلزلون عروش كسرى وقيصر ؛ حتى أن أحدهم يقف أمام عمر بن الخطاب وهو يخطب في الجامع فيقول : لا سمع ولا طاعة لأمير المؤمنين ، عندما يرى في زعمه أن عمر قصَّرَ في حقِّ المسلمين ؛ فعلمُه يجعله أن يثور ويتكلَّم كلمة الحق ولا يخشى في الله لومة لائم ، فيستفسر منه عمر : لِمَ يا أخا العرب ؟ فيقول : لأنك بثوبين ونحن بثوب واحد . فيقول عمر لابنه عبد الله : قُمْ يا عبد الله . فيقوم عبد الله ويبلِّغ الناس أن عمر الثوب الذي كان من حصَّة عبد الله أهداه لأبيه عمر فوصله ، ثم جاء يخطب ، فيقول : الآن سمعًا وطاعة لأمير المؤمنين .
فالشاهد أن الصحابة - رضوان الله عليهم - ما كانوا يُستغلُّون من قبل أحد ، ولا كان يستطيع أحد أن يُدخِلَ في الإسلام ما ليس فيه ؛ لأنهم على علم وعلى بصيرة ؛ كما أن الله - سبحانه وتعالى - أخبَرَ بذلك ، فقال لنبيِّه - عليه الصلاة والسلام - : قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ، فأتباع محمد - صلى الله عليه وسلم - كانوا على بصيرة وعلى علم .
أما الآن فالمسلمون ينتسبون إلى الإسلام انتساب قائم على تقليد الآباء والأجداد ؛ فلذلك ترى أن الجماعات المنحرفين عن الإسلام انحرافًا ظاهرًا بيِّنًا يستطيعون أن يستغلُّون هذا الشعب المسلم بظهورهم بمظهر إسلامي ، بوقوفهم في الصلاة ، أو بلباسهم لباس الإحرام ، أو في الطواف حول الكعبة ، أو بقولهم في الإذاعات والتلفزيون أنهم يعتزُّون بالإسلام ؛ فهذا القول منهم يُخدِّر هذا الشعب ويُصفِّق لهم لجهله بالإسلام .
وقد أخبر الله ورسوله عن مثل هؤلاء الجماعة فقال - عليه الصلاة والسلام - : ما من نبيٍّ بَعَثَه الله في أمة قبلي إلا وكان له من أمَّته حواريون وأنصار ، يأخذون بسنَّته ، ويقتدون بأمره ، ثم تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ، يقولون ويدَّعون الإسلام كما يدَّعون هؤلاء الإسلام ، ولكنهم لا يفعلون بالإسلام ، إنما يَحْكمون ويتَّبعون الشرائع التي هي ضد الإسلام ، والتي هي حرب شعواء على الإسلام ، اليهود والنصارى يقولون أن أحكام القرآن أحكام همجيَّة لا تصلح للحكم ، فقطع يد السارق همجيَّة ، وقَتْل النفس التي قَتَلَ همجيَّة ، ورجْم الزاني همجيَّة ؛ فهؤلاء الذين يدَّعون الإسلام يصدِّقونهم في هذا ، ويُبعدون أحكام القرآن ؛ ومع ذلك يدَّعون الإسلام ويُصفِّق لهم أبناء المسلمين ؛ كل هذا نتيجة جهل من المسلمين لحقيقة الإسلام .
وقد وصف الله - سبحانه وتعالى - تلك الطائفة في عهد الرسول - عليه السلام - في قوله : أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا ، هؤلاء الجماعة الذين يزعمون أنهم آمنوا بالله وبالرسول ، ويصلُّون ، ويلبسون لباس الإحرام ، ويطوفون حول الكعبة ، ويدَّعون الإسلام ؛ وإذ بهم عند الحكم يتحاكمون إلى الطواغيت ، إلى قوانين الكفر والضلال التي منبَعُها من الشيطان ، وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا ؛ فهؤلاء الجماعة لا يجوز أن ... .
فالشاهد أن الصحابة - رضوان الله عليهم - ما كانوا يُستغلُّون من قبل أحد ، ولا كان يستطيع أحد أن يُدخِلَ في الإسلام ما ليس فيه ؛ لأنهم على علم وعلى بصيرة ؛ كما أن الله - سبحانه وتعالى - أخبَرَ بذلك ، فقال لنبيِّه - عليه الصلاة والسلام - : قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ، فأتباع محمد - صلى الله عليه وسلم - كانوا على بصيرة وعلى علم .
أما الآن فالمسلمون ينتسبون إلى الإسلام انتساب قائم على تقليد الآباء والأجداد ؛ فلذلك ترى أن الجماعات المنحرفين عن الإسلام انحرافًا ظاهرًا بيِّنًا يستطيعون أن يستغلُّون هذا الشعب المسلم بظهورهم بمظهر إسلامي ، بوقوفهم في الصلاة ، أو بلباسهم لباس الإحرام ، أو في الطواف حول الكعبة ، أو بقولهم في الإذاعات والتلفزيون أنهم يعتزُّون بالإسلام ؛ فهذا القول منهم يُخدِّر هذا الشعب ويُصفِّق لهم لجهله بالإسلام .
وقد أخبر الله ورسوله عن مثل هؤلاء الجماعة فقال - عليه الصلاة والسلام - : ما من نبيٍّ بَعَثَه الله في أمة قبلي إلا وكان له من أمَّته حواريون وأنصار ، يأخذون بسنَّته ، ويقتدون بأمره ، ثم تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ، يقولون ويدَّعون الإسلام كما يدَّعون هؤلاء الإسلام ، ولكنهم لا يفعلون بالإسلام ، إنما يَحْكمون ويتَّبعون الشرائع التي هي ضد الإسلام ، والتي هي حرب شعواء على الإسلام ، اليهود والنصارى يقولون أن أحكام القرآن أحكام همجيَّة لا تصلح للحكم ، فقطع يد السارق همجيَّة ، وقَتْل النفس التي قَتَلَ همجيَّة ، ورجْم الزاني همجيَّة ؛ فهؤلاء الذين يدَّعون الإسلام يصدِّقونهم في هذا ، ويُبعدون أحكام القرآن ؛ ومع ذلك يدَّعون الإسلام ويُصفِّق لهم أبناء المسلمين ؛ كل هذا نتيجة جهل من المسلمين لحقيقة الإسلام .
وقد وصف الله - سبحانه وتعالى - تلك الطائفة في عهد الرسول - عليه السلام - في قوله : أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا ، هؤلاء الجماعة الذين يزعمون أنهم آمنوا بالله وبالرسول ، ويصلُّون ، ويلبسون لباس الإحرام ، ويطوفون حول الكعبة ، ويدَّعون الإسلام ؛ وإذ بهم عند الحكم يتحاكمون إلى الطواغيت ، إلى قوانين الكفر والضلال التي منبَعُها من الشيطان ، وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا ؛ فهؤلاء الجماعة لا يجوز أن ... .
الفتاوى المشابهة
- أولا : الإسلام . - ابن عثيمين
- ماهو تصوركم الشخصي لهذه الجماعات الإسلامية الت... - الالباني
- كلمة للشيخ حول نعمة الإسلام . - ابن عثيمين
- مداخلة من الشيخ علي حسن حول فهم الآية . - الالباني
- مداخلة من أبو مالك . - الالباني
- ما هو تصوُّركم الشخصي لهذه الجماعات الإسلامية... - الالباني
- سؤال: يقول بعض الناس شيخ الإسلام أعلم من الص... - ابن عثيمين
- الإسلام - ابن عثيمين
- ما هو السبيل إلى العمل للإسلام ؟ - الالباني
- الإسلام - ابن عثيمين
- مداخلة حول فهم الصحابة للإسلام وعملهم به . - الالباني