تم نسخ النصتم نسخ العنوان
كلام الشيخ حول طلب العلم والاستفادة من مذهب... - ابن عثيمينالشيخ : فيما ينبغي لطالب العلم أن ينهجه في طلبه وأشار في آخرها إلى أن عليها مآخذ وهو يريد أن يدافع عما ذكره من المنهج ولم يذكر المأخذ الأصلي في ما اصطلح...
العالم
طريقة البحث
كلام الشيخ حول طلب العلم والاستفادة من مذهب معين .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : فيما ينبغي لطالب العلم أن ينهجه في طلبه وأشار في آخرها إلى أن عليها مآخذ وهو يريد أن يدافع عما ذكره من المنهج ولم يذكر المأخذ الأصلي في ما اصطلحنا عليه وهو أنه يجب أن يلقي الإنسان كلمته ارتجالا ليتعود الطالب كيف يلقي ارتجالا ويزول عنه التهيب أمام إخوانه وقد سمحنا في أول الأمر بعد مراجعتكم في أن يمكن الطالب أول مرة من الإلقاء من صحيفة ولكني رجعت وأرى أنه لا يمكن لكن لا بأس أن يكتب عناصر للكلمة يبني عليها كلامه لأن كل طالب يمكنه أن ينقل من أي كتاب ثم يقول أنا سألقي وتضيع الفائدة ولا تستغربوا أن ينسخ الحكم في هذه المدة القصيرة لأنه يجوز نسخ الحكم قبل التمكن من فعله أما المنهج الذي ذكره فلا شك أنه جيد ولكن بالنسبة للتفسير ينبغي أن يقرن التفسير بحفظ كتاب الله عز وجل اقتداء بالصحابة رضي الله عنهم حيث لا يتجاوزون عشر آيات حتى يتعلموها وما فيها من العلم والعمل ولأجل أن يرتبط معنى القرآن الكريم بحفظ ألفاظه فيكون الإنسان ممن تلاه حق تلاوته لا سيما إذا طبقه وأما السنة فالأمر كما قال يبدأ بما هو أصح وأصح ما في السنة ما اتفق عليه البخاري ومسلم لكن السنة تنقسم إلى قسمين أو طلب السنة ينقسم إلى قسمين قسم يريد به الإنسان معرفة الأحكام الشرعية سواء في العلم العقائد والتوحيد أو في علم الأحكام العملية وهذا ينبغي أن يركز على الكتب المؤلفة في هذا دون الرجوع إلى الأمهات كبلوغ المرام وعمدة الأحكام وكتاب الشيخ محمد عبد الوهاب كتاب التوحيد وما أشبه ذلك ويبقى للأمهات المراجعة والقراءة فهناك حفظ وهناك قراءة يقرأ الأمهات ويكثر من النظر فيها لأن في ذلك فائدتين الأولى الرجوع إلى الأصول والثانية تكرار أسماء الرجال على ذهنه ومعرفتهم فإنه إذا تكررت أسماء الرجال لا يكاد يمر به رجل مثلا من رجال البخاري في أي سند كان إلا عرف أنه من رجال البخاري فيستفيد هذه الفائدة الحديثية وأما بالنسبة للعقائد فقد ذكر كتبا كبيرة أرى أن قراءتها في هذا الوقت يستغرق وقتا كثيرا والفائدة موجود في الزبد التي كتبها مثل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وغيره من الكتب المؤلفة في محاجة أهل الباطل صحيح أن تلك الكتب التي أشار إليها أصول لكنها يضيع فيها الوقت الكثير والفائدة موجودة في الزبد الأخيرة كما أنه طرأت بعد هؤلاء الأئمة الذين ألفوا في علم العقائد ما ألفوا من هذه السنن والمسانيد حصلت شبهات بعدهم أوردها المتأخرون من أهل الكلام لم يتكلموا عليها فيما سبق لذلك ينبغي أن ننظر ما كتبه المتأخرون ويركز عليه لأن فيه محاجة واضحة صريحة ويرجع أو يجعل هذه الأصول التي أشار إليها الأخ يجعلها مراجع يرجع إليها أما فيما يتعلق بالفقه فلا شك أن الإنسان ينبغي له أن يركز على مذهب معين يحفظه ويحفظ أصوله وقواعده لكن لا يعني ذلك أن يلتزم التزاما بما قاله الإمام في هذا المذهب كما يلتزم بما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لكن يبني الفقه على هذا ويأخذ من المذاهب الأخرى ما قام الدليل على صحته كما هي طريقة الأئمة من أتباع المذاهب كشيخ الإسلام ابن تيمية والنووي وغيرهم حتى يكون قد بنى على أصل لأني أرى أن الذين أخذوا بالحديث دون أن يرجعوا إلى ما كتبه العلماء في الأحكام الشرعية أرى عندهم شطحات كثيرة وإن كانوا أقوياء في الحديث وفي فهمه لكن يكون عندهم شطحات كثيرة لأنهم بعيدون عما يتكلم به الفقهاء فتجد عندهم من المسائل الغريبة ما تكاد تجزم بما أنها مخالفة لإجماع أو يغلب على ظنك أنها مخالفة للإجماع لهذا ينبغي للإنسان أن يربط فقهه بما كتبه الفقهاء رحمهم الله وليس يعني ذلك كما أشرت إليه وأكرر أن يجعل الإمام إمام هذا المذهب كالرسول عليه الصلاة والسلام يأخذ بأقواله وأفعاله على وجه الالتزام إنما يستنير بها ويجعل هذه قاعدة ولا حرج بل يجب إذا رأى القول الصحيح في مذهب آخر أن يرجع إليه والغالب في مذهب الإمام أحمد أنه لا تكاد ترى مذهبا من المذاهب إلا وهو قول للإمام أحمد راجع كتب الروايتين في المذهب تجد أن الإمام أحمد رحمه الله لا يكاد يكون مذهب من المذاهب إلا وله قول يوافقه وذلك لأنه رحمه الله واسع الاطلاع ورجاع للحق أينما كان حتى إنه رحمه الله أحيانا يصرح بأنه يقلد الشافعي ويقول إنه إمام فلذلك أرى أن الإنسان يركز على شيء معين من المذاهب التي يختارها وأحسن المذاهب فيما نعلم من حيث اتباع السنة مذهب الإمام أحمد رحمه الله وإن كان غيره قد يكون أقرب إلى السنة منه في بعض المسائل لكن في الجملة أقرب المذاهب إلى السنة نذهب الإمام أحمد رحمه الله وليس ذلك بغريب لأن الإمام أحمد إمام أهل السنة وعنده من علم الحديث ما ليس عند الأئمة الآخرين فلذلك كان قوله أقرب إلى السنة من غيره على أنه كما أشرت قبل قليل لا تكاد تجد مذهبا من المذاهب إلا وللإمام أحمد قول يوافقه رحمه الله.

Webiste