تم نسخ النصتم نسخ العنوان
بيان رؤوس المسائل التي تنبني عليها الدعوة السل... - الالبانيالعيد عباسي : أما إذا أردنا أن نبيّن ذلك بشيء من التوضيح أكثر فيمكن أن نقول إن هناك رؤوسًا من المسائل تتمثل فيها الدعوة السلفية،فالأساس الأول هو التوحيد...
العالم
طريقة البحث
بيان رؤوس المسائل التي تنبني عليها الدعوة السلفية ومنها التركيز على التوحيد بأنواعه الثلاثة توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية و توحيد الأسماء و الصفات.
الشيخ محمد ناصر الالباني
العيد عباسي : أما إذا أردنا أن نبيّن ذلك بشيء من التوضيح أكثر فيمكن أن نقول إن هناك رؤوسًا من المسائل تتمثل فيها الدعوة السلفية،
فالأساس الأول هو التوحيد، وذلك بالبيان الذي وضّحه بعض العلماء السلفيين الكبار المحققين كشيخ الإسلام ابن تيمية وغيره، وذلك ببيان أنه التوحيد الذي أنزل الله لأجله الكتب وبعث به من أجله الرسل إنما ينقسم إلى أقسامٍ ثلاثة،
أولًا توحيد الربوبية، ببيان أن الله عز وجل وحده هو الخالق الرازق المدبّر للشؤون كلها المحيي المميت المبدع الذي بيده النفع والضر ويعلم كل شيء { إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } [يس: 82]، إلى أخر صفاته تعالى.
فالاعتقاد بأن الله عز وجل هو الخالق الرازق المدبر وأنه لا أحد يتصرف في الكون سواه تصرّفًا ذاتيًا هذا نُسمّيه باختصار توحيد الربوبية، ومع الأسف فإن هذا التوحيد فقط هو الذي يعرفه الخلف بل هو الذي يعرفه كثيرًا من دعاة الإسلام اليوم بل من الذين ينصِّبون أنفسهم قادةً للجماعات الإسلامية و … هو الذي يعرفونه من التوحيد ويُفسروا به كلمة " لا إله إلا الله " وهذا الأساس يؤسفنا أن نقول إن الجاهليين الذي بُعث رسول الله صلى الله عليه وسلم لهدايتهم وقاتلهم كانوا يؤمنون بهذا الأساس، فإذا حصل لهؤلاء الدعاة ما يريدون كان محصِّلة عملهم أن يجعلوا الناس كالجاهليين الأولين يؤمنون أن الله موجود أو كالنصارى أو اليهود أن الله موجود الخالق المدبر الرازق فقط.
ولهذا كان مِن هَمّ الدعوة السلفية أن تبيّن أن هناك توحيدًا أخر أو توحيدين أخرين الثاني منهما هو الذي سمّاه هؤلاء العلماء اصطلاحًا وإن كان هو لم يخترعوه اختراعًا إنما استنبطوه من الكتاب والسنّة ومن نصوصهما وفقهوه هم الفقه الصحيح، هذا التوحيد الثاني هو توحيد الألوهية ولعل أكثركم سمع عنه كثيرًا وخلاصة هذا التوحيد بما تدعو إليه الأن القاعدة " أن يعتقد المسلم أن الله عز وجل وحده هو الذي يجب أن تُوجّه إليه جميع أنواع العبادة جميع أنواع الرغبة والرهبة والتوكل والخشية والاعتماد والسؤال والاستعانة والنذر والذبح والنسك وهذه الأنواع جميعها التي تُمثل أعظم درجات التقديس والتوجّه والقصد هذه تسمّى توحيد العبودية أو الإلوهية " . وهذا هو الذي أخلّ به المشركون ومع الأسف هذا الذي نرى أن جهلة المسلمين بل غالبيتهم وكثيرًا من خاصتهم يجهلونه ويقعون في مخالفته، فتراهم يستغيثون بغير الله، وينذرون لغير الله ويحلفون بغير الله، فتراهم لا يتورّعون عن مثل هذه الأمور مع أنها هي الشرك نفسه الذي كان عليه الجاهليّون، ويُوضِّح ذلك مثل قوله عز وجل { وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ } [يونس: 18]، أولئك يدعون الأصنام ويدعون الأوثان والأزلام والملائكة والجن لماذا؟ لا لأنهم يعتقدون أنهم يخلقون ويرزقون وينفعون ويضرون، لا بل لأنهم يعتقدون أن لهم جاهًا عند الله عز وجل ومنزلةً تجعلهم أهلاً لأن يشفعوا ويُشفّعوا، ويفيدوا الناس بهذه الشفاعة.
فهذا الاعتقاد الذي كان عليه الجاهليون هو الذي يقع فيه كثيرٌ من أهل العلم ومن يتّبعهم من العوام وهم يظنون أنهم يحسنون صنعًا.
والتوحيد الثالث هو توحيد الصفات، أن يعتقد المسلم أن الله عز وجل وحده اختص بصفات مثلى بصفات الكمال والجلال لأنه وحده الذي يعلم كل شيء، يعلم السر وأخفى، وحده الذي يقدر على كل شيء، وحده الذي يريد وينفِّذ ما يريد ويسمع كل شيء ويُبصر كل شيء إلى أخر ما هنالك.
أيضًا قد وقع المتأخرون وجماهير الصوفية وأيضًا كثير من هؤلاء المشايخ في مخالفة هذا النوع من التوحيد أيضًا، فصار كما نسمع ونقرأ أنه فلان الولي الفلاني يعلم مثلا ما كان في نفس مريده ويُفاتحه به ويدّعي أن هذا من الكشف وذاك الأخر يقول مثلاً تركت قولي للشيء كن فيكون عشرين سنة تأدبًا مع الله، وثالث ورابع مما طفح به … فهذا توحيدٌ مهمّ وأخر وهو من جوهر ما دعا إليه محمدٌ صلى الله عليه وسلم.
فهذه النقطة الأولى التي تقوم على أساسها الدعوة السلفية، بيان أن التوحيد له ثلاثة أنواع توحيد الربوبية وتوحيد العبودية وتوحيد الصفات ولا يكون مؤمنًا من لم يُحقِّق هذه الأنواع الثلاثة، ومن لم يفقهها بطريقٍ أولى.
هذا البند الأول الذي تقوم حوله الدعوة السلفية التي ينبِذونها بقولهم الدعوة الوهابية.

Webiste